مستقبل «كورونا» بعد «أوميكرون»: نهاية أم متحورات أشد خطورة؟

أطباء ينقلون مريضة بـ«كورونا» إلى المستشفى في روسيا (أ.ف.ب)
أطباء ينقلون مريضة بـ«كورونا» إلى المستشفى في روسيا (أ.ف.ب)
TT

مستقبل «كورونا» بعد «أوميكرون»: نهاية أم متحورات أشد خطورة؟

أطباء ينقلون مريضة بـ«كورونا» إلى المستشفى في روسيا (أ.ف.ب)
أطباء ينقلون مريضة بـ«كورونا» إلى المستشفى في روسيا (أ.ف.ب)

بعد مرور نحو عامين على بدء ظهور فيروس «كورونا»، تضاءلت آمال الأشخاص حول العالم بشكل كبير بخصوص انتهاء الوباء والعودة إلى الحياة الطبيعية، خصوصاً بعد ظهور متحور «أوميكرون» شديد العدوى.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، تفاوتت آراء خبراء الأمراض المُعدية بشأن مستقبل الوباء في عام 2022؛ فبعضهم يؤكد أنه يرى نهاية تَلوح في الأفق لوباء «كورونا»، في حين يرى البعض الآخر أن ظهور المتغيرات بشكل مفاجئ يجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث في المستقبل.
ويشير بعض الخبراء إلى أن ما حدث في جنوب أفريقيا مؤخراً يغذّي الآمال المتعلقة بانتهاء الوباء.
واكتشف علماء جنوب أفريقيا متغير «أوميكرون» لأول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبلغت الإصابات هناك ذروتها في ذلك الوقت ثم انخفضت بسرعة، وهذا ما يعتقد الخبراء أنه سيحدث في كل مكان في العالم، مشيرين إلى أنه عادةً حين يحدث ارتفاع كبير في أعداد الإصابات بمرض ما بسرعة مفاجئة، تتبع ذلك «فترة هدوء».
ويقول الدكتور جون شوارتزبيرغ، خبير الأمراض المُعدية وعلم اللقاحات في جامعة كاليفورنيا: «سيتطلب الأمر حتى نحو منتصف شهر فبراير (شباط) قبل أن نبدأ في رؤية تحسّن في الوضع بالفعل».
ويرى شوارتزبيرغ أنه ابتداءً من مارس (آذار) القادم، سيشهد العالم انخفاضاً كبيراً في حالات الإصابة، مؤكداً أنه يشعر بالتفاؤل الشديد من أن البشر سيكون لديهم القدرة على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي إلى حد ما هذا العام.
وينبع جزء من تفاؤل شوارتزبيرغ من حقيقة أنه سيكون هناك عدد أكبر من متلقي اللقاح والجرعات المعززة هذا العام، وكذلك عدد أكبر من الأشخاص الذين يمتلكون مناعة ضد الفيروس نتيجة الإصابة بالعدوى، وسط الانتشار السريع لـ«أوميكرون». وأوضح قائلاً: «بشكل عام، سيكون مستوى المناعة لدى الأشخاص بعد موجة (أوميكرون) أعلى بكثير مما كان عليه خلال الموجات السابقة، وهذا سيساعدنا في مواجهة أي متحورات جديدة».
من جانبها، قالت إيفون مالدونادو، عالمة الأوبئة واختصاصية الأمراض المُعدية بجامعة «ستانفورد»: «نحن في الحقيقة لا نعرف بالضبط ما يمكن أن يحدث هذا العام. ولكنني أتوقع ظهور نسخة أخرى من الفيروس. لديّ حالة من عدم اليقين حقاً بشأن ما سيحدث في المستقبل».
ويتفق الدكتور جورج راذرفورد، عالم الأوبئة بجامعة «كاليفورنيا»، مع رأي مالدونادو، حيث يقول: «ليس من الواضح على الإطلاق ما الذي سيحدث بعد ذلك. الفيروس يمكن أن يتحور مرة أخرى تدريجياً، مثل ما حدث مع متحورات (ألفا) و(بيتا)، أو يمكن أن يتحور سريعاً ويُحدث قفزة كبيرة حقاً في الإصابات، كما هو الحال مع (دلتا) و(أوميكرون)». وأضاف: «يمكن أن يكون المتحور التالي قابلاً للانتقال بشكل متساوٍ أو حتى أكثر من (أوميكرون)، ويمكن أن يسبب أعراضاً أكثر خطورة للناس - أو لا يسبب أي أعراض على الإطلاق».
وأكد الخبراء جميعاً ضرورة اتخاذ الدول إجراءات وقائية للتصدي للفيروس ومتغيراته بشكل أفضل، من بينها التركيز على حماية المعرضين للإصابة بأعراض الفيروس الخطيرة، والتأكد من حصولهم على اللقاح، ودعم شركات اللقاحات وحثها على صنع لقاحات متطورة يمكنها التصدي للمتغيرات المختلفة، وتطوير اختبارات أكثر سرعة ودقة للكشف عن الإصابة بالفيروس.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها كما يعتقد البعض.

يتمتع بيتزولد بخبرة 25 عاماً في التوظيف، وهو حالياً شريك إداري في «Fox Search Group»، وهي شركة توظيف تنفيذية لقادة التكنولوجيا.

ويقول لشبكة «سي إن بي سي»: «خذ التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال. قبل عامين ونصف العام فقط، كان الجميع يقولون: (نحن بحاجة إلى توظيف مبرمجين)... بعد أقل من ستة أشهر، ظهر (تشات جي بي تي)، والآن لم تعد البرمجة هي المستقبل».

من المؤكد أن امتلاك مهارات رقمية محدثة أمر مهم للعاملين في جميع الصناعات، كما يقول بيتزولد، ويشرح: «إذا كنت تعمل في مجال التسويق، أو داخل مستودع، فأنت بحاجة إلى فهم التكنولوجيا».

ولكن لأن الشركات قادرة على تدريب العاملين على تعلم تطوير التكنولوجيا لخدمة أعمالهم، يشير الخبير إلى أن القادة مهتمون أكثر بتوظيف أشخاص لديهم مجموعة مختلفة من المهارات.

ويوضح «سأخبرك أين المستقبل. إنه ليس بالضرورة في مجال التكنولوجيا. إنه في المهارات الناعمة... في الذكاء العاطفي، وهذا ما نلاحظ أنه مستقبل المواهب».

المهارات الناعمة التي تبحث عنها الشركات

الذكاء العاطفي، أو «EQ»، هو القدرة على إدارة مشاعرك ومشاعر مَن حولك، مما قد يجعلك أفضل في بناء العلاقات والقيادة في مكان العمل.

بالنسبة لبيتزولد، فإنَّ المرشحين للوظائف ذوي المهارات التقنية الرائعة ينجحون حقاً عندما يتمكَّنون من إظهار ذكاء عاطفي مرتفع.

من الجيد أن تكون متخصصاً في مجال محدد، مثل البيانات أو الأمان أو البنية الأساسية أو حلول المؤسسات، على سبيل المثال، «لكن أولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفي قوي وتلك المهارات الناعمة ومهارات العمل... هؤلاء هم القادة المهنيون في المستقبل»، كما يؤكد الخبير.

من خلال توظيف المهنيين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع، يقول بيتزولد إن الشركات تبحث حقاً عن أشخاص يمكنهم القيام بأشياء حاسمة مثل:

التعامل مع الملاحظات البنّاءة وتقديمها.

إدارة الصراع.

إجراء محادثات حاسمة بإلحاح.

العمل عبر الوظائف من خلال إقناع الأقران والقادة الآخرين.

تقديم الأفكار بفاعلية للقادة الأعلى منهم.

يشرح بيتزولد: «إن مهارات الذكاء العاطفي العامة التي نلاحظها لها علاقة حقاً بالتواصل مع الآخرين والقدرة على التغلب على التحديات».

ويضيف أن بعض الشركات أصبحت أفضل في مساعدة القادة على تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأقوى، خصوصاً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة، والتغلب على التحديات أو الصراعات.

ويؤكد الخبير أن أصحاب العمل الجيدين يمكنهم تطوير عمالهم بشكل أكبر من خلال تقديم برامج الإرشاد وتسهيل التواصل، حتى يتمكَّن الناس من رؤية نماذج القيادة الجيدة والذكاء العاطفي العالي.