جيف بيزوس يطمح لإيقاف الشيخوخة: ماذا نعرف عن ذلك؟

الملياردير الأميركي جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (أ.ف.ب)
الملياردير الأميركي جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (أ.ف.ب)
TT

جيف بيزوس يطمح لإيقاف الشيخوخة: ماذا نعرف عن ذلك؟

الملياردير الأميركي جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (أ.ف.ب)
الملياردير الأميركي جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (أ.ف.ب)

يحاول الملياردير الأميركي جيف بيزوس، مؤسس شركة «أمازون»، التغلب على الشيخوخة، وبدأ في الاستثمار بالشركة الجديدة الطموحة لمكافحة الشيخوخة «التون لابز».
فماذا يقول العلم حقاً عن ذلك؟ هل يمكننا التغلب على الشيخوخة؟
قال دانيال ديفيس، أستاذ علم المناعة بجامعة مانشستر، ضمن تقرير نشرته صحيفة «ديلي بيست»: «الشيخوخة ليست مجرد تغيير في الطريقة التي نشعر بها أو نظهر من خلالها، فالشيخوخة تحدث على المستوى الخلوي. في طبق الثقافة المعملية، تنقسم خلايا الجلد البالغة حوالي 50 مرة قبل التوقف. لكن خلايا الجلد المولودة حديثاً يمكن أن تنقسم 80 أو 90 مرة. وعلى الجانب الآخر، فإن الخلايا المأخوذة من شخص مسن تنقسم حوالي 20 مرة فقط».
والشيخوخة أيضاً واضحة في جيناتنا، وقال ديفيس: «يتم تعديل مادتنا الجينية بمرور الوقت - يمكن إرفاق مواد كيماوية لتغيير الجينات التي يتم تشغيلها أو إيقاف تشغيلها. هذه تسمى التغيرات فوق الجينية، وهي تتراكم مع تقدمنا في العمر».
ونوع آخر من التغيير يحدث في نهايات الحمض النووي لخلايانا. تعمل أجزاء متكررة من الحمض النووي تسمى التيلوميرات مثل الطرف البلاستيكي لرباط الحذاء، مما يمنع الملفات الملتوية من المادة الوراثية من الاهتراء في النهايات أو العقد معاً. لكن هذه التيلوميرات تصبح أقصر في كل مرة تنقسم فيها الخلية. لا نعرف ما إذا كانت التيلوميرات القصيرة هي مجرد علامة على الشيخوخة، مثل الشعر الرمادي، أم أنها جزء من عملية تقدم الخلايا في العمر.
للبقاء على قيد الحياة والاستمرار في الانقسام، توقف الخلايا المناعية عن تقصير التيلوميرات الخاصة بها عندما تتكاثر، كما تفعل الخلايا السرطانية. ربما يكون هذا عاملاً مساهماً في خلودهم الظاهري. تظهر الأدوية التي توقف عمل الإنزيم تيلوميراز أيضاً نتائج واعدة ضد السرطان (رغم أن الخلايا السرطانية يمكن أن تطور المقاومة)، وفقاً للتقرير.

بالنظر إلى أن الشيخوخة لها مثل هذا التأثير العميق على خلايانا وجيناتنا - الآثار المذكورة هنا ليست سوى بعض الأمثلة - يظهر سؤال أكبر بكثير: لماذا يحدث هذا؟ لماذا نتقدم في العمر؟
كان يعتقد ذات مرة أن الشيخوخة تحدث للتطور المستمر للأنواع. ومع ذلك، فإن إحدى مشكلات هذه الفكرة هي أن معظم الكائنات على الأرض لا تصل إلى الشيخوخة أبداً. تقتل معظم الحيوانات بسبب عملية الافتراس أو المرض أو المناخ أو الجوع. لذلك قد لا يكون تحديد عمر الحيوان في ثناياه عوامل مهمة للتطور.
وأشار ديفيس إلى أن الشيخوخة هي ببساطة أحد الآثار الجانبية للضرر الذي يتراكم بمرور الوقت بسبب التمثيل الغذائي أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس. وقال: «نحن نعلم أن الجينات تتضرر مع تقدمنا في العمر، لكن لم يثبت أن هذا يؤدي إلى الشيخوخة بشكل مباشر».
وتابع: «الاحتمال الآخر هو أن الشيخوخة ربما تكون قد تطورت كدفاع ضد السرطان. نظراً لأن الخلايا تراكم الضرر الجيني بمرور الوقت، فقد تكون قد طورت عملية كي لا تستمر في الجسم لفترة طويلة جداً في حالة تسبب هذا الضرر في النهاية في تحول الخلية إلى سرطانية».
مع تقدمنا في العمر، تدخل بعض خلايا الجسم في حالة تسمى الشيخوخة، حيث تظل الخلية حية ولكنها تتوقف عن الانقسام. تتراكم الخلايا الشائخة في الجسم على مدى العمر - خاصة في الجلد والكبد والرئة والطحال - ولها تأثيرات مفيدة وضارة.
وقد تكون مفيدة لأنها تفرز مواد كيماوية تساعد في إصلاح الأنسجة التالفة، ولكن على مدى فترة طويلة من الزمن، مع زيادة عدد الخلايا الشائخة، يمكن أن تعطل البنية الطبيعية للأعضاء والأنسجة. وقد تكون هذه الخلايا سبباً أساسياً للعديد من المشكلات التي نربطها بالشيخوخة.

يمكننا وصف الكثير مما يحدث أثناء الشيخوخة على مستوى ما يحدث جسدياً لجيناتنا وخلايانا وأعضائنا. لكن السؤال الأساسي حول سبب تقدمنا في العمر لا يزال مفتوحاً. في جميع الاحتمالات، هناك أكثر من إجابة واحدة صحيحة.
بالطبع، لا أحد يعرف ما إذا كان بإمكان شركة بيزوس أن تنجح في المساعدة على إطالة عمر الإنسان. لكن ما هو واضح هو أنه من خلال دراسة الشيخوخة، لا بد من ظهور اكتشافات جديدة ومثيرة.

وقال ديفيس: «لا تستمع أبداً إلى أي شخص يقول إن الأسئلة الكبيرة قد تمت الإجابة عليها بالفعل. كما أوضحت مؤخراً في كتاب عن التكنولوجيا الجديدة وجسم الإنسان، (ذا سيكرت بادي)، أنا واثق من أن الاختراقات الدراماتيكية ستغير بشكل عميق تجربة الإنسان في القرن المقبل».


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
أميركا اللاتينية أطفال يمشون على شريط رملي في طريقهم إلى المدرسة في مجتمع سانتو أنطونيو في نوفو أيراو، ولاية أمازوناس، شمال البرازيل، 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجفاف في منطقة الأمازون يعرّض نحو نصف مليون طفل للخطر

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الخميس، إن ندرة المياه والجفاف يؤثران على أكثر من 420 ألف طفل في 3 دول بمنطقة الأمازون.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الولايات المتحدة​ جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (رويترز)

جيف بيزوس يهنئ ترمب على «العودة غير العادية... والنصر الحاسم»

هنأ جيف بيزوس، مؤسس شركة «أمازون»، دونالد ترمب على «العودة السياسية غير العادية والنصر الحاسم» بعد فوز المرشح الجمهوري بالإنتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص خلال مشاركة «أمازون» في مؤتمر «ليب 24» وإعلانها عن استثمارات ضخمة في السعودية (الشرق الأوسط)

خاص «أمازون»: السعودية والإمارات الأسرع نمواً في التجارة الإلكترونية

كشف مسؤول في شركة «أمازون» أن المنطقة تشهد تطورات مهمة فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، مؤكداً أن السعودية والإمارات هما أسرع الأسواق نمواً.

عبير حمدي (الرياض)
خاص كاميرا «بان تيلت» أول كاميرا داخلية من «أمازون» تدور بزاوية 360 درجة وتميل بزاوية 169 درجة (أمازون)

خاص الكاميرات الذكية أمْ «سي سي تي في»... كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي معايير الأمان المنزلي؟

لا تُعد الكاميرات الذكية مجرد موضة عابرة، بل ضرورة في المنازل الحديثة.

نسيم رمضان (دبي)

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
TT

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة؛ من خلال شخصية «فرح» التي تقدمها في مسلسل «خريف القلب» الذي يعدّ النسخة السعودية من العمل التركي الشهير «Autumn in my heart».

تجسّد لبنى دور السيدة الثرية فرح، التي يتخلى عنها زوجها بعد أن تكتشف أن ابنتها قد تم تبديلها بأخرى في المستشفى قبل 17 عاماً، ومن هنا تعيش عدداً من التحديات، لكنها لا تستسلم بسهولة. وتوضح لبنى لـ«الشرق الأوسط» أنها لا ترى الشر المحض في شخصية فرح، على الرغم من أنها المتسببة في معظم الصراعات التي يدور حولها العمل، وأضافت: «الشخصية مختلفة جداً عن النسخة التركية التي كانت جامدة جداً ومن السهل أن يكرهها الجمهور، بينما في النسخة السعودية من العمل؛ تعاطف الجمهور كثيراً مع فرح، وقد حاولت أن أظهر الفارق بين شخصيتها وشخصية نورة في مسلسل (بيت العنكبوت) (عُرض مؤخراً على MBC1)».

بسؤالها عن الاختلاف بين الدورين، تقول: «يبدو التشابه بينهما كبيراً جداً على الورق، ومن هنا أحببت أن أشتغل على الاختلاف فيما بين الشخصيتين، خصوصاً أن دور فرح وصلني أثناء تصوير مسلسل (بيت العنكبوت)». وتؤكد أن فرح في «خريف القلب» هي الشخصية الأقرب لها، قائلة: «أعجبني نمطها الأرستقراطي وترفعها عن سفاسف الأمور، فتصرفاتها كانت دائماً ردة الفعل لما يحصل معها، ولم تكن الفعل نفسه، بمعنى أنها لم تكن تبحث عن المشاكل».

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

تحوّلات الشخصية

وعن سر تعاطف الجمهور معها، تقول: «شخصية فرح موجودة في المجتمع السعودي، متمثلة في المرأة التي يقرر زوجها بعد عِشرة طويلة أن يخطو خطوات مستقلة ويتركها وحيدة ليجدد حياته... كثيراً من السيدات واجهن هذا المصير، وانكسرت مشاعرهن وكرامتهن بعد فترة من الزواج». وعن هوس فرح بتلميع صورتها الاجتماعية، ترد بالقول: «هي ابنة طبقة ثرية أرستقراطية، وهذه العائلات تهمّها سمعتها كثيراً؛ لأنها تؤثر بشكل أو بآخر على الاستثمارات التي يمتلكونها، وحتى في الشركات هناك أقسام مختصة لإدارة السمعة؛ لذا لم أرَ أن اهتمامها بسمعتها ومظهرها أمام الناس أمر سلبي، بل باعتقادي أنه من أبسط حقوقها، ومن هنا حاولت أن أطرح من خلال شخصية فرح معاناة سيدات كُثر موجودات في مجتمعنا».

من اللافت في الدور الذي قدمته لبنى، المظهر المدروس الذي ظهرت به في المسلسل من حيث الأزياء والمجوهرات المصاحبة لشخصية فرح، بسؤالها عن ذلك تقول: «كان هناك إشراف عميق جداً على ذلك من أعلى إدارات (إم بي سي)، على رأسهم سارة دبوس وهي المشرف العام على العمل، وكنا حريصين على إظهار فرح بهيئة الـ(Old Money)؛ ممن جاءوا إلى الدنيا ووجدوا أنفسهم أثرياء، فلا توجد أي مبالغة في إظهار البذخ في المظهر، فجاءت فرح أنيقة وبسيطة، وثراؤها يتضح في أسلوبها وأفكارها ونمط حياتها، وليس في ملابسها؛ ولذلك يبدو الاتزان بين مظهرها وجوهرها، كما أن الفريق التركي المشرف على العمل كان حريصاً جداً على شخصية فرح ومظهرها».

لبنى عبد العزيز (إنستغرام)

من الإعلام للفن

ولأن لبنى عبد العزيز عرفها الجمهور في بداياتها مقدمةَ برامج، فمن الضرورة سؤالها عن تقاطعها بين الفن والإعلام، تجيب: «ما زالت متمسكة باللمسة الإعلامية التي وضعتها، وأحب أن يتم تصنيفي إعلاميةً سعوديةً؛ لأسباب عدة، أولها أن الفضول الإعلامي هو جزء رئيس في شخصيتي، فأنا يستهويني السبق الصحافي والبحث والتقصي والتحقق من الأخبار، وأحب ممارسة ذلك بالفطرة».

وعن السبب الثاني، ترى أن السوق الإعلامية السعودية ما زالت تفتقد إلى الإعلاميات السعوديات اللاتي يظهرن على الشاشة، مضيفة: «برأيي أن الحراك الإعلامي أبطأ من الحراك الفني، وهذا يحفزني على الاستمرار في الإعلام، ولدي خطة للعودة إلى العمل الإعلامي، لكن بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب». إلا أن لبنى تؤكد أن التمثيل والمجال الفني هو الأقرب لها.

وكانت لبنى قد أثارت الكثير من الجدل في فترة سابقة بخصوص المحتوى الذي تنشره عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، وما تحمله من طرح غير تقليدي حول بعض الأفكار المتعلقة بالتربية والمرأة وشؤون الأسرة وغيرها، بسؤالها عن ذلك تقول: «في حياتها كلها لم أتعمد أبداً إثارة الجدل، ولم يسبق لي أن نشرت فيديو بهذا الهدف، لكن حين تأتي الفكرة في رأسي فإني أقولها مباشرة». وتشير لبنى إلى أن تركيزها على التمثيل والعمل الفني أبعدها في الآونة الأخيرة عن منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع ما يتطلبه المجال من ساعات عمل طويلة ومنهكة، بحسب وصفها.

تجربة خليجية

وتختم لبنى عبد العزيز حديثها بالكشف عن آخر مشاريعها الفنية، حيث توجد حالياً في الإمارات لتصوير مسلسل جديد بعنوان «حتى مطلع الحب»، من المحتمل أن يُعرض في شهر رمضان المقبل، عن ذلك تقول: «هو عمل كويتي مختلف من نوعه، حيث أرغب في خوض هذه التجربة لتنويع قاعدة الجماهير، فأنا كنت وسأظل ابنة الجمهور السعودي وأفخر بذلك جداً، لكني أيضاً أريد المشاركة والتنويع في أعمال جديدة».

جدير بالذكر، أن مسلسل «خريف القلب» الذي يُعرض حالياً على قناة MBC1، ويتصدر قائمة أفضل الأعمال في السعودية على منصة «شاهد»، مستلهم من قصة العمل التركي Autumn in my heart، وكتب السيناريو والحوار علاء حمزة، وتدور النسخة السعودية من العمل في قلب مدينة الرياض، حيث يتضح التباين ما بين العائلتين، الثرية ومحدودة الدخل، وهو مسلسل يشارك في بطولته كلٌ من: عبد المحسن النمر، إلهام علي، فيصل الدوخي، جود السفياني، لبنى عبد العزيز، إبراهيم الحربي، هند محمد، ونجوم آخرون.