أعلى ضابط عربي رتبة في الشرطة الإسرائيلية تجاهل جريمة قتل وقعت أمامه

ضابط الشرطة جمال حكروش
ضابط الشرطة جمال حكروش
TT

أعلى ضابط عربي رتبة في الشرطة الإسرائيلية تجاهل جريمة قتل وقعت أمامه

ضابط الشرطة جمال حكروش
ضابط الشرطة جمال حكروش

أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومير بار ليف، أنه طلب من المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، الحصول على إيضاحات حول تصرف ضابط الشرطة جمال حكروش، الذي تم توثيقه، وهو يحضر جريمة قتل، ولم يحاول منع تنفيذها، بل قفز عن الجريح وغادر المكان تاركاً إياه ينزف حتى الموت.
اللواء حكروش ضابط عربي وصل إلى أعلى درجة في سلم القيادة، وأصبح عضواً في رئاسة أركان الشرطة، وهو يرأس اليوم وحدة «سيف» لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي. وحسب التوثيق المذكور، فإنه كان في مصنع حديد للعمار في بلدته كفر كنا، قرب الناصرة، في 12 سبتمبر (أيلول) من عام 2020. وكان حضوره لدفع النقود مقابل شرائه حديداً للبيت الذي كان يعمره. وخلال وجوده هناك، في غرفة مكتب تطل على ساحات المكان، حصل شجار بين الشاب غازي إمارة وعمّه فادي. وتعرض العم لإهانة من الشاب، فقام عمه بطعنه بالسكين، ولم يتدخل الضابط حكروش.
ويوثق شريط فيديو نشرته صحيفة «هآرتس»، أمس، كيف غادر حكروش المكان وقفز عن جسد الشاب الممدد على الأرض، ينزف، وقدماه تتحركان. وحسب رواية الصحيفة، فإن حكروش لم يبلغ الشرطة عن الحادث، ولم يقدم مساعدة للجريح، ولم يسع لمنع الجريمة.
وجاء في بيان للشرطة الإسرائيلية، أمس، أن المفتش العام شبتاي، شكل طاقماً لاستقصاء حقائق الواقعة برئاسة ضابط الشرطة المتقاعد، المحامي أهارون أكسول، الذي تولى في الماضي قيادة الشرطة في منطقة تل أبيب ورئاسة شعبة العمليات في الشرطة. وخلال محادثة بين الضابطين، استجاب شبتاي لطلب حكروش بالخروج في إجازة لحين انتهاء عمل طاقم تقصي الحقائق.
من جهته، نشر الوزير بار ليف، نص رسالة قال إنه وجّهها إلى شبتاي حول التقرير الذي نشرته صحيفة «هآرتس»، كتب فيها: «تتعالى من التقرير الصحافي إخفاقات كبيرة في تصرف الضابط حكروش، وتطرح تساؤلات على المستوى القيادي، وكذلك في المستوى الأخلاقي. وأطلب أن تتطرق إلى هذه الواقعة، وتوضيح تفاصيلها بقدر ما هو معروف لك، وإطلاعي على الوسائل التي اتخذت تجاه الضابط رداً على الواقعة». ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار في الشرطة، قولهم، إنهم ذُهلوا من توثيق أداء حكروش، وقدروا أنه لا يمكنه البقاء في الشرطة.
وقال أحد الضباط إنه «يتوقع من ضابط رفيع إلى هذه الدرجة، أن يمنح مساعدة للجريح على الأقل، وهذا هو التصرف المتوقع من ضابط كبير في الشرطة». غير أن حكروش قال لمقربين منه، أمس، بعد نشر التقرير، إنه تولى قيادة الحدث وأغلق موقع الجريمة. لكن الصحيفة أشارت إلى أن الأدلة في ملف التحقيق وتوثيق الكاميرات تظهر أن أقوال حكروش غير صحيحة، فقد وصل إلى مكان الجريمة بداية شرطيان من مركز الشرطة في كفر كنا، وفي الدقائق الأولى بعد وصولهما لم يظهر حكروش في المكان بتاتاً.
هذا، واعتمدت صحيفة «هآرتس» في تحقيقها على شهادة أحد الشهود خلال المحاكمة في قضية القتل. وبذلت جهداً للحصول على الشريط حتى يكون نشرها مسنوداً. وقال الشاهد إن «الضابط الكبير حكروش بذل قصارى جهده لعدم التدخل. وتجاهل تماماً أن جريمة قتل ارتكبت بالقرب منه. تخطى جسد الضحية، وتجاهل القاتل الذي ظلّ في الغرفة المجاورة. وفي الساعة 12:08 وثقت الكاميرات الأمنية للمصنع مغادرة حكروش المكتب ونزوله على الدرج؛ حيث قفز فوق غازي الذي كان ينزف ولا يزال يحرك ساقيه. ولم يتوقف لمساعدته أو مساعدة الحاضرين، أو ضبط القاتل الذي اختبأ في المطبخ، بل واصل السير نحو المخرج وكأن شيئاً لم يحدث».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.