استخبارات «الحرس الثوري» تحتجز مسؤولاً في ميناء تشابهار

صورة منشورة على موقع منطقة تشابهار الاقتصادية من مديرها العام عبد الرحيم كردي إلى جانب الجنرال سعيد محمد مستشار الرئيس الإيراني في المناطق الحرة
صورة منشورة على موقع منطقة تشابهار الاقتصادية من مديرها العام عبد الرحيم كردي إلى جانب الجنرال سعيد محمد مستشار الرئيس الإيراني في المناطق الحرة
TT

استخبارات «الحرس الثوري» تحتجز مسؤولاً في ميناء تشابهار

صورة منشورة على موقع منطقة تشابهار الاقتصادية من مديرها العام عبد الرحيم كردي إلى جانب الجنرال سعيد محمد مستشار الرئيس الإيراني في المناطق الحرة
صورة منشورة على موقع منطقة تشابهار الاقتصادية من مديرها العام عبد الرحيم كردي إلى جانب الجنرال سعيد محمد مستشار الرئيس الإيراني في المناطق الحرة

َأوقف جهاز «استخبارات» في «الحرس الثوري» الإيراني المدير العام لمنطقة تشابهار الاقتصادية الحرة في جنوب شرقي البلاد، بناء على أوامر قضائية، على خلفية «تجاوزات كبرى»، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي، أمس (الأحد).
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الإيراني أن عبد الرحيم كردي بات قيد التوقيف الاحتياطي بناء على إشارة المدعي العام في محافظة سيستان - بلوشستان، للاشتباه بارتكابه «تجاوزات كبرى وأساسية».
ولم تقدّم الوكالة تفاصيل إضافية في النبأ المستند إلى بيان لجهاز الاستخبارات التابع لـ«الحرس الثوري».
وتعد المنطقة الحرة الواقعة على بعد مئات الكيلومترات من الحدود مع باكستان، إحدى أكبر المشروعات الحكومية الهادفة إلى تطوير مناطق إيران.
وهدفت هذه المنطقة إلى توفير منافع للمستثمرين، مثل إعفاءات ضريبية وتقليص الرسوم الجمركية وضمانات على رأس المال والأرباح.
كما عملت المنطقة المرتبطة بميناء تشابهار المطل على المحيط الهندي، الذي يتيح تفادي حركة النقل البحري المكثفة في مضيق هرمز، على استقطاب شركات من باكستان والخليج والصين ودول آسيا وأوروبا.
وعيّن كردي في منصبه في عام 2016، في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، حسبما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».
ويأتي الإعلان عن توقيف كردي غداة زيارة مستشار الرئيس الإيراني في شؤون المناطق الحرة، الجنرال سعيد محمد إلى ميناء تشابهار، وكان الجنرال رئيساً لمجموعة «خاتم الأنبياء» الذراع الاقتصادية لـ«الحرس الثوري»، قبل أن يترشح للرئاسة السابقة، التي انسحب منها لصالح الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي.



«هيكتور السري»... زعيم إمبراطورية النفط الإيراني

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
TT

«هيكتور السري»... زعيم إمبراطورية النفط الإيراني

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني

كشفت مقابلات أجرتها «بلومبرغ» عن هوية «الزعيم العالمي لتجارة النفط الإيراني»، الذي يلقَّب بـ«التاجر السري... هيكتور».

وقال تقرير للموقع، إن «حسين، وهو نجل علي شمخاني، المستشار البارز لدى المرشد علي خامنئي»، تحوّل إلى «إمبراطور يدير كميات كبيرة من صادرات النفط الخام الإيرانية والروسية العالمية، وفقاً لأشخاص لديهم معرفة مباشرة بعملياته.

وحسب التقرير، فإن «قلة قليلة حول العالم على صلة بتجارة النفط يعرفون أن هذا الرجل هو نجل شمخاني، بل إنهم يعرفون أن اسمه هيكتور».

ووفقاً لأشخاص لديهم معرفة مباشرة بعملياته، فإن «الشركات في شبكته تبيع أيضاً النفط والبتروكيماويات من دول غير خاضعة للعقوبات، وأحياناً تخلط الخام من دول مختلفة حتى يصعب على المشترين تحديد بلد المنشأ».

صعود حسين شمخاني

وقال التقرير إن قصة صعود حسين شمخاني تمثِّل لمحة عن «اقتصاد الظل المترامي الأطراف لأساطيل النفط المظلمة التي نشأت منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، كما يُظهر تعاوناً متزايداً بين طهران وموسكو، مع قيام القوى العالمية بتشديد العقوبات ضد كل من الحكومتين».

ورغم العقوبات، فإن إيران تحصل على ربح سنوي غير متوقَّع يبلغ حوالي 35 مليار دولار من صادراتها النفطية، وهي أموال تفسِّر كيف يحصل وكلاء طهران على الدعم في لحظة متوترة بالشرق الأوسط، ويبدو أن نجل شمخاني كان الرجل المكلَّف بهذه المهمة.

ووفق تقرير «بلومبرغ»، فإن الولايات المتحدة فرضت بالفعل عقوبات على سفن يُعتقَد بأنها خاضعة لسيطرة شمخاني، وفقاً لأشخاص مطّلِعين على الأمر.

ويخضع شمخاني وأجزاء من شبكته التجارية التي تقوم ببعض الأعمال داخل نظام الدولار، للتحقيق بشأن انتهاكات محتملة للعقوبات من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخزانة، وفقاً لوثائق ومصادر.

صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تقوم بنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو الماضي (رويترز)

شمخاني ينكر كل شيء

مع ذلك، نقلت «بلومبرغ» عن حسين شمخاني، إنه «لم يؤسّس أو يمتلك أو يلعب أي دور في إدارة وامتلاك أي شركة نفط، أو السيطرة على شبكة تجارية، أو التورط في صفقات السلع الأساسية مع إيران أو روسيا»، لكنه أكّد أنه «يعمل في دول لا تخضع للعقوبات».

لكن التقرير ذهب إلى أن نفوذ شمخاني واسع للغاية، لدرجة أن المنتجات التي توفرها كيانات في شبكته وصلت أيضاً إلى شركات عالمية كبرى، مثل شركة «سينوبك» الصينية، وشركة «شيفرون» الأميركية، وشركة «بي بي» البريطانية، وفقاً لأشخاص مطّلعين على الأمر.

وقال أشخاص مطّلعون على «إمبراطورية شمخاني» إنه يشرف فعلياً على شبكة من الشركات، وأضاف هؤلاء: «ملكية الأعمال ومعلومات المساهمين والسيطرة من السهل حجبها؛ إذ تم تسجيل مسؤولين تنفيذيين آخرين ملاكاً ومديرين».

والنفط أحد أكثر القطاعات ربحيةً في إيران، لكن القيود الدولية على مبيعات الخام فرضت ضغوطاً حادة على الاقتصاد الإيراني لسنوات.

ومع ذلك، تساعد إيران في تمويل «حزب الله» اللبناني الذي يتبادل إطلاق الصواريخ مع إسرائيل، وكذلك المسلحين الحوثيين الذين كانوا يهاجمون السفن الغربية في البحر الأحمر، كما تدعم حركة «حماس» الفلسطينية في حربها مع إسرائيل بغزة منذ 11 شهراً.

روحاني وشمخاني على هامش مناسبة رسمية (تسنيم - أرشيفية)

طالب في موسكو وبيروت

على مدى العقود الثلاثة الماضية خدم والد حسين شمخاني قائداً بحرياً في «الحرس الثوري» الإيراني، ووزيرَ دفاع، ثم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي؛ أعلى هيئة أمنية في البلاد.

ويبلغ شمخاني الأصغر سناً من العمر 40 عاماً، وقد وُلد في طهران، وفقاً لأشخاص عملوا معه، والتحق بالجامعة في موسكو وبيروت، قبل أن يعود إلى العاصمة الإيرانية للحصول على ماجستير إدارة الأعمال، وتكتسب علاقات شمخاني الروسية قيمة خاصة، في وقت تعمل فيه طهران وموسكو -اللتان تخضعان للعقوبات الغربية- على تعزيز تعاونهما العسكري والاقتصادي.

لكن شمخاني قال، وفقاً لتقرير «بلومبرغ»، إن والده لم يكن على علاقة بأنشطته التجارية، مثلما لا يرتبط هو بأنشطته السياسية».

وخلال ظهور تلفزيوني قصير عام 2008، قال شمخاني الأكبر إنه نصح ابنه بالدخول في القطاع الخاص بدلاً من اتباع خطواته بمنصب حكومي.