جائزة أفضل 50 مطعماً بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدورته الأولى في أبو ظبي

اللبناني كمال مزوق يُكرَّم لتطويره قطاع الطهي في لبنان

كمال مزوق  -  جائزة أفضل 50 مطعماً بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدورته الأولى في أبو ظبي الشهر المقبل
كمال مزوق - جائزة أفضل 50 مطعماً بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدورته الأولى في أبو ظبي الشهر المقبل
TT

جائزة أفضل 50 مطعماً بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدورته الأولى في أبو ظبي

كمال مزوق  -  جائزة أفضل 50 مطعماً بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدورته الأولى في أبو ظبي الشهر المقبل
كمال مزوق - جائزة أفضل 50 مطعماً بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدورته الأولى في أبو ظبي الشهر المقبل

أعلنت الجهة المنظمة لجائزة أفضل 50 مطعماً عن دورتها الأولى المخصصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أبو ظبي في السابع من فبراير (شباط) المقبل، وتم اختيار اللبناني كمال مزوق، مؤسس «سوق الطيب» التي تُعدّ أول سوق للمزارعين في بيروت، وأبرز ناشط لبناني في مجال الأغذية، لينال جائزة؛ تقديراً لعمله الدؤوب في مجال الطهي في بلده والخارج. وسيتم تقديم الجائزة إلى مزوّق خلال الدورة الأولى من حفل توزيع الجوائز. وتكرّم المنظمة من خلال هذه الجائزة المرموقة أبرز الشخصيات في قطاع الأغذية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويمتاز مزوّق، الذي يتحدر من عائلة من المزارعين، بشغفه واعتزازه بوطنه ومجتمعه المتنوع الذي يزخر بمختلف أنواع الأطعمة الطبيعية والأطباق المحلية الشهية. وانطلاقاً من رؤيته الرامية إلى دعم صغار المزارعين والمنتجين وتعزيز الزراعة المستدامة، أسس مزوّق «سوق الطيب»، أول سوق للمزارعين في بيروت؛ لحفظ الأطعمة والتقاليد التي توحّد جميع أطياف المجتمع اللبناني والاحتفاء بها. وشهدت السوق تأسيس مزوّق أول مطعم له باسم «طاولة»، والذي يستقبل طاهية مختلفة يومياً لتتولى إعداد قائمة زاخرة بأطباق شهية من منطقتها؛ احتفاءً بتراث هذه المنطقة ولتعريف الجهات الراعية بتقاليد الطعام اللبناني الغنية من خلال أطباقه المنزلية المتميزة. وأطلق مزوّق منذ افتتاحه «طاولة بيروت» في عام 2009 خمسة مطاعم أخرى؛ مما ساهم في توفير فرص العمل للنساء في جميع أنحاء لبنان، وهو يُعدّ ناشطاً في مجال الطهو بفضل تشجيعه لآليات إنتاج الطعام المستدامة والتي تتميز بلمستها الإنسانية.
وقال وليم درو، مدير المحتوى في المنظمة المنظّمة للجائزة «لفتت انتباهنا جهود مزوّق في تحفيز سوق الطعام البطيء، إلى جانب المحافظة على ثقافة الزراعة المستدامة في لبنان من خلال (سوق الطيب) والمفهوم الفريد والخاص بمطعمه (طاولة). ووجدنا أنه المرشح الأبرز للفوز بالجائزة بفضل مساهمته في دعم الأوساط العاملة بمجال الطعام، من خلال رؤيته الساعية إلى صون الهوية اللبنانية وتراث الطعام اللبناني واسع النطاق».
ونجح «سوق الطيب»، على مدى 18 عاماً، في التطور من سوق أسبوعية للمزارعين إلى توجه بمجال الطعام في لبنان، مع تنظيم برامج تعليمية في المدارس المحلية ومهرجانات الطعام لتسليط الضوء على تراث الطهو الغني في الدولة. وأطلق مزوّق مؤخراً مبادرة «مطبخ الكلّ» التي جاءت بمثابة استجابة طارئة لكارثة انفجار مرفأ بيروت بهدف تقديم الوجبات للعائلات المنكوبة في جميع أنحاء المدينة. كما حصد مزوّق ثمرة نجاح برنامج التبادل بين المزارعين، أحد مفاهيم سوق الطيب، الذي يربط المزارعين اللبنانيين مع شبكات المستثمرين الدوليين؛ ما سمح له اليوم بتأسيس مطاعم للمنتجين في دبي ومنصات للمزارعين في السعودية.
وتوفر الدورة الأولى من برنامج الفعالية المرتقبة بما فيها حفل توزيع الجوائز والكشف عن قائمة الرابحين، للطهاة والذواقة ووسائل الإعلام في مجال السفر والطعام من جميع أنحاء المنطقة، فرصة فريدة للاحتفاء بفنون المطبخ والضيافة، إلى جانب تعزيز الإبداعات والتنوع في مجال الطهو بالمنطقة وتقديمها للجمهور العالمي.
يشار إلى أن جائزة «فودكس آيكون» Foodics Icon ترتكز على تصويت أكثر من 200 خبير مستقل في قطاع المطاعم وغيرهم من الذواقة المتمرسين من جميع أنحاء المنطقة، دون أن تمتلك الجهات الراعية للفعالية أي تأثير على عملية التصويت. وتكرّم الجائزة الأفراد من أصحاب المساهمات المتميزة في قطاع المطاعم ممن يستحقون الحصول على التكريمات الدولية، والذين يستخدمون منصاتهم لرفع سوية الوعي وتحفيز التغيير.


مقالات ذات صلة

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

مذاقات البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات مبنى «آر إتش» من تصميم المهندس المعماري البريطاني السير جون سوان (الشرق الأوسط)

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

سحر الريف الإنجليزي لا يقاوم، وذلك بشهادة كل من زار القرى الجميلة في إنجلترا. قد لا تكون بريطانيا شهيرة بمطبخها ولكنها غنية بالمطاعم العالمية فيها

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات طبق الكشري المصري (شاترستوك)

مبارزة «سوشيالية» على لقب أفضل طبق كشري في مصر

يبدو أن انتشار وشهرة محلات الكشري المصرية، وافتتاح فروع لها في دول عربية، زادا حدة التنافس بينها على لقب «أفضل طبق كشري».

محمد الكفراوي (القاهرة ) محمد الكفراوي (القاهرة)
مذاقات مطعم "مافرو" المطل على البحر والبقايا البركانية (الشرق الاوسط)

«مافرو»... رسالة حب إلى جمال المناظر الطبيعية البركانية في سانتوريني

توجد في جزيرة سانتوريني اليونانية عناوين لا تُحصى ولا تُعدّ من المطاعم اليونانية، ولكن هناك مطعم لا يشبه غيره

جوسلين إيليا (سانتوريني- اليونان)
مذاقات حليب جوز الهند بلآلئ التابيوكا من شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

نصائح الطهاة لاستخدام مشتقات جوز الهند في الطهي

حين تقرّر استخدام جوز الهند في الطهي، فإنك ستجده في أشكال مختلفة؛ إما طازجاً، مجفّفاً، أو حليباً، أو كريمة، وثمرة كاملة أو مبشورة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
TT

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات، في حين عُرف بالاعتماد على مذاق المكونات الأساسية، مع لمسة محدودة لم تتخطَّ صنفين أو ثلاثة من التوابل.

غير أن الوضع تبدّل الآن، وباتت الأكلات المصرية غارقة في توليفات التوابل، فدخل السماق والزعتر البري والكاري والبابريكا على الوصفات التقليدية. وعلى مدار سنوات عدة قريبة تطوّر المطبخ المصري، وبات أكثر زخماً من حيث النكهات، ليطرح السؤال عن مدى تأثره أو تأثيره في الجاليات التي توجد بالبلاد.

ويرى خبراء الطهي، أن معادلة التوابل لدى المصريين اختلفت بفضل الاندماج الثقافي وتأثير الجاليات العربية التي دفعتهم ظروف الحروب لدخول مصر والاستقرار بها، أيضاً منصات التواصل الاجتماعي التي أزاحت الحدود، ودفعت بمفهوم «المطبخ العالمي»، فنتج خليط من النكهات والثقافات استقبلته المائدة المصرية بانفتاح.

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

ورأت الطاهية المصرية أسماء فوزي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المطبخ المصري الآن «بات مزيجاً من ثقافات عربية»، وقالت: «عندما بدأت أتعلَّم الطهي من والدتي وجدتي، كانت توليفة التوابل الأشهر تشمل الملح والفلفل، وفي وصفات شديدة الخصوصية قد نستعين بالكمون والحبّهان على أقصى تقدير، أما الكزبرة المجففة فكانت حاضرة في طبق (الملوخية) فقط».

لكنها أشارت إلى أنه قبل سنوات معدودة لاحظت تغييراً واضحاً في تعاطي المطبخ المصري التوابل، و«بدأتُ للمرة الأولى أستعين بنكهات من شتى بقاع الأرض لتقديم مطبخ عصري منفتح على الآخر».

التوابل والأعشاب المصرية مرت برحلة مثيرة عبر قرون من التاريخ والثقافة، واشتهر المطبخ المصري قديماً بمجموعة من الكنوز العطرية، تشمل الكمون بنكهته العميقة التي ارتبطت بطبق «الكشري»، والكزبرة، تلك الأوراق الخضراء المجففة التي تضيف لطبق «الملوخية» نكهته الفريدة، كما عرف الشبت ذو النكهة العشبية المميزة الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بوصفات التمليح (التخليل) والسلطات.

يتفق محمود عادل، بائع بأحد محال التوابل الشهيرة في مصر، يسمى «حاج عرفة»، مع القول بأن المطبخ المصري تحوّل من محدودية النكهات إلى الزخم والانفتاح، ويقول: «المصريون باتوا يميلون إلى إضافة النكهات، وأصبح أنواع مثل السماق، والأوريجانو، والبابريكا، والكاري، والكركم، وورق الغار، وجوزة الطيب والزعتر البري، مطالب متكررة للزبائن». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة انفتاح على المطابخ العالمية بسبب منصات التواصل الاجتماعي انعكس على سوق التوابل، وهو ما يعتبره (اتجاهاً إيجابياً)».

ويرى عادل أن «متجر التوابل الآن أصبح أكثر تنوعاً، وطلبات الزبائن تخطت الحدود المعروفة، وظهرت وصفات تعكس الاندماج بين المطابخ، مثل الهندي الذي تسبب في رواج الكركم وأنواع المساحيق الحارة، فضلاً عن الزعفران»، منوهاً كذلك إلى المطبخ السوري، أو الشامي عموماً، الذي حضر على المائدة المصرية بوصفات اعتمدت نكهات الزعتر والسماق ودبس الرمان، ووضعت ورق الغار في أطباق غير معتادة.

وتعتقد الطاهية أسماء فوزي، أن سبب زخم التوابل وتنوعها الآن في مصر، يرجع إلى «الجاليات العربية التي دخلت البلاد عقب (ثورة) 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، أي قبل أكثر من عقد». وتقول: «بصمة المطبخ السوري بمصر كانت واضحة، فالجالية السورية اندمجت سريعاً، وقدمت مهارات الطهي من خلال المطاعم و(المدونين)، وانعكس ذلك على اختيارات التوابل، وبات ملاحظاً إضافة توليفات التوابل السوري، مثل السبع بهارات لوصفات مصرية تقليدية».

بهارات متنوعة (صفحة محال رجب العطار على «فيسبوك»)

كما أشارت إلى أن «المطبخ العراقي ظهر، ولكن على نحو محدود، وكذلك الليبي»، وتقول: «ما أتوقعه قريباً هو رواج التوابل السودانية، مع تزايد أعدادهم في مصر بعد الحرب، لا سيما أن المطبخ السوداني يشتهر بالتوابل والنكهات».

انفتاح أم أزمة هوية؟

كلما انعكست مظاهر الانفتاح الثقافي على المطبخ المصري، ازدادت معه مخاوف الهوية، وفي هذا الصدد تقول سميرة عبد القادر، باحثة في التراث المصري، ومؤسسة مبادرة «توثيق المطبخ المصري»: «إنه (المطبخ المصري) لم يعتمد في أصوله على النكهات المُعززة بالتوابل المختلطة»، وترى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تفرّد المطبخ المصري القديم يرجع إلى اعتداله في إضافة التوابل... «هذا لا يعني إهماله لسحر مذاق البهارات والتوابل، غير أنه كانت له معادلة شديدة الدقة، كما أن علاقة المصري بالتوابل ذهبت قديماً إلى ما هو أبعد من فنون الطهي».

وأرجعت الباحثة في التراث المصري زيادة الاهتمام بالتوابل إلى (المؤثرين) وطُهاة «السوشيال ميديا»، وتقول: «المطبخ المصري لا يعتمد على التوابل بهذا القدر، في حين هناك عوامل كانت وراء هذا الزخم، أهمها (المؤثرون) و(مدونو) الطعام؛ غير أن إضافة التوابل بهذا الشكل ربما تُفقد المطبخ المصري هويته».

ولفتت إلى أن «المطبخ المصري القديم اعتمد على الملح والفلفل والكمون فقط، أما بقية التوابل فكانت تستخدم لأغراض مثل العلاج والتحنيط؛ وفي العصور الوسطى شهد بعض الاندماج بعد فتح قنوات التواصل مع الدول المحيطة، ولكن على نحو محدود لا يُقارن بالزخم الحالي».