شعر جيريمي سميث بالمرض في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020، لكن الأعراض لم تكن خطيرة، مثل انسداد الأنف والسعال والأعراض الشبيهة بالبرد المرتبطة بالإصابة بفيروس «كورونا»، والتي اختفت في غضون أيام قليلة. لكنه لم يتحسن أبداً. بدلا من ذلك، ازداد سوءا.
أصبح سميث يشعر بالإعياء وبألم عصبي المنشأ، تقلبات ضغط الدم، وصداع في كثير من الأحيان، مما يجعله غير متأكد من المكان الذي يفترض أن يكون فيه أو ما الذي يفترض أن يفعله. وكانت العودة إلى وظيفته السابقة للعدوى كمساعد للجراحين في غرفة العمليات أمرا غير وارد، وفقاً لصحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية.
بعد عدة زيارات للأطباء وعلاجات تجريبية، توصل سميث أخيراً إلى تشخيص: كوفيد طويل الأمد، وهي حالة تتسبب فيها بقايا فيروس «كورونا» في إحداث فوضى في أجساد الناجين. بعد مرور عام على بدء الحكومة الفيدرالية رسمياً دراسة آثار «كورونا» الطويلة، لا يزال ملايين الأميركيين مثل سميث يكافحون من أجل العودة إلى العمل، ويجادلون مع أرباب العمل حول إعاقاتهم المكتشفة حديثاً، ويحاولون تأمين المساعدة المالية.
لقد أصابت الأزمة المستمرة العمال وأسرهم وأرباب العمل في جميع أنحاء البلاد لأنهم يتعاملون مع حالة معترف بها رسمياً الآن على أنها إعاقة، ولكنها لا تزال غير مفهومة بشكل كامل.
قال سميث، الذي يعيش في أتلانتا: «أبلغ من العمر 29 عاماً وأشعر بأنني في الـ70».
وتابع: «نحن على قيد الحياة، لكننا لا نعيش. وتعود معظم أعمالنا المخبرية والاختبارات نظيفة، لكننا مرضى للغاية، ويخبرنا الأطباء بأننا مجانين».
ويقول الخبراء إن عشرات الملايين من الأميركيين يحتمل أن يواجهوا عواقب «كورونا» الطويلة، رغم أن العدد الدقيق لا يزال غير واضح.
وجدت دراسة حديثة أجريت في المملكة المتحدة - حيث السجلات الصحية إلكترونية ومركزية - أن ما يقرب من 40 في المائة من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس «كورونا» لديهم عرض واحد على الأقل استمر لمدة تصل إلى ستة أشهر بعد الإصابة.
يمكن أن تشمل أعراض «كورونا طويل الأمد» التعب والقلق، وضباب الدماغ، وآلام المفاصل أو الصدر، والتغيرات غير المبررة في ضغط الدم، والدوخة، والإسهال، والغثيان.
قال سميث: «هذا هو الخوف الكبير، أن يصبح هذا أكبر حدث في العالم يؤدي إلى إعاقة جماعية».
*أوميكرون يصيب الملايين
يبلغ العالم عن حوالي 20 مليون حالة إصابة بالفيروس في الأسبوع، أو 33 حالة في كل ثانية، ورغم أن متغير «أوميكرون» المنتشر حديثاً يبدو أنه أكثر اعتدالا، فإن مرضى كوفيد طويل الأمد، بما في ذلك سميث، أشاروا إلى أن إصاباتهم كانت خفيفة أيضاً.
وقال أميتافا بنيرجي من معهد المعلومات الصحية في كلية لندن الجامعية، الذي يدير عيادة لعلاج مرضى «كورونا طويل الأمد» إن «ما نراه هو أن الأشخاص الذين لديهم المزيد من الآثار المزمنة لا يمكن أن يعودوا إلى وظيفتهم المعتادة... إذا لم تكن قادرا على العمل من المنزل، فهذا مصدر قلق. ماذا تفعل عندما تضطر للذهاب إلى الشركة؟».
كما شعر الخبراء في حيرة من البيانات التي تظهر على ما يبدو أن عددا قليلا من الأميركيين اللاتينيين أو السود يتم تشخيصهم مع «كوفيد طويل الأمد»، رغم البيانات التي توضح أن الوباء أثر على تلك المجموعات بطريقة أقوى من نظرائهم البيض. قال بنيرجي إنه قلق من أن تلك المجموعات ببساطة لا تتلقى اهتماما يرتبط بأعراضها الطويلة، وهو انعكاس لعدم المساواة منذ فترة طويلة في الوصول إلى الرعاية الصحية.
وقال بنيرجي «بالنسبة إلى كوفيد طويل الأمد، فإن جزءا من القضية هو أنه لا يوجد ما يكفي من البحث والبيانات... هذه مشاكل عميقة حقاً، وستستمر لسنوات. حتى لو توقف الوباء غداً، سيكون لدينا أشخاص يعانون من أعراض مزمنة لعدة أشهر».
*«كوفيد طويل الأمد» يعتبر إعاقة
أكد متحدث باسم إدارة الضمان الاجتماعي أنه يمكن الآن اعتبار «كورونا طويل الأمد» كإعاقة واضحة، لكنه لم يتمكن من تقديم تفاصيل حول عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات ترتبط بذلك. بموجب القواعد الفيدرالية الحالية، يجب أن يكون لدى الشخص حالة طبية أو مجموعة من الظروف التي تمنعه من العمل لمدة عام على الأقل للتأهل للتأمين المرتبط بالإعاقة لدى الضمان الاجتماعي.