بالحد الأدنى للأجور... الملكة إليزابيث تبحث عن مدبرة منزل تقدم «عملاً استثنائياً»https://aawsat.com/home/article/3427396/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%86%D9%89-%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%AC%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%AB-%D8%AA%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%AF%D8%A8%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%B2%D9%84-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%C2%AB%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A7%D9%8B%C2%BB
بالحد الأدنى للأجور... الملكة إليزابيث تبحث عن مدبرة منزل تقدم «عملاً استثنائياً»
الملكة البريطانية إليزابيث (رويترز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
بالحد الأدنى للأجور... الملكة إليزابيث تبحث عن مدبرة منزل تقدم «عملاً استثنائياً»
الملكة البريطانية إليزابيث (رويترز)
تبحث الملكة البريطانية إليزابيث عن توظيف مدبرة منزل بدوام جزئي في أحد مساكنها الرسمية مقابل الحد الأدنى للأجور، وفقاً لموقع «ماي لندن نيوز».
وتريد الملكة موظفة «تقدم عملاً استثنائياً» مقابل 9.50 جنيهات إسترلينية (12.91 دولار) للساعة - الحد الأدنى - من أبريل (نيسان).
ومن المتوقع أن تعمل مساعدة التدبير المنزلي في قصر هوليرود هاوس في أدنبره 20 ساعة في الأسبوع، وفقاً لصحيفة «سكوتيش ديلي إكسبريس».
ينص إعلان الوظيفة على ما يلي: «هذا مسار وظيفي في مجال الضيافة سيطور مهاراتك وخبراتك في إدارة شؤون المنزل. من خلال الانضمام إلى فريقنا المحترف، ستقومين بالحفاظ على مجموعة كبيرة من التصميمات الداخلية والعناصر وتنظيفها والعناية بها، مما يضمن تقديمها في أفضل حالاتها».
ويتابع البيان: «من خلال التعلم من زملائك، ستكتسبين المهارات المهنية المتخصصة اللازمة... وسترحبين بالضيوف في المناسبات والأحداث أيضاً».
ويضيف: «في بيئة يكون فيها التطوير والتدريب أمراً شائعاً، ستتمكنين من تنمية مهاراتك... ستكون تجربة التدبير المنزلي أو الضيافة السابقة ميزة، ولكنها ليست ضرورية. نحن مهتمون أكثر بقدرتك على مواجهة التحديات الجديدة».
ويشير إعلان الوظيفة أيضاً إلى أن الموظفة «ستستمتع بالعمل كجزء من فريق وستكون سعيدة بالمشاركة في مجموعة من المهام لدعم الآخرين. مع حسن التنظيم ومهارات إدارة الوقت الجيدة، يمكنك الالتزام بالمواعيد النهائية والعمل بكفاءة لإنجاز الوظائف».
ويتابع: «قبل كل شيء، ستكونين حريصة على تعلم مهارات جديدة وتطوير مهنة الضيافة. هذه فرصتك لاستخدام حماسك واهتمامك بالضيافة لتقديم عمل استثنائي».
التشكيلي العراقي منتظر الحكيم يقيم في اللوحة ليُخفِّف قسوتهاhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5104264-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%8A%D9%85-%D9%8A%D9%82%D9%8A%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D9%8F%D8%AE%D9%81%D9%91%D9%90%D9%81-%D9%82%D8%B3%D9%88%D8%AA%D9%87%D8%A7
التشكيلي العراقي منتظر الحكيم يقيم في اللوحة ليُخفِّف قسوتها
لوحة «أشلاء في كيس» إنشاءٌ تصويري دموي يُحاكي آلام فلسطين (منتظر الحكيم)
قبل نحو 7 سنوات، اعتمد الفنان التشكيلي العراقي منتظر الحكيم تقنية طبقات الخشب ثلاثية البُعد. يُرتّبها طبقة تلو طبقة، فتتكثَّف واقعية الشكل بتراكُم الطبقات؛ وعلى العكس، بتقليلها يُختَزل وتتضاءل تفاصيله. تبدأ الطبقة الأولى من المنطقة المنخفضة، نحو النهائية، مروراً بالعمق والارتفاع، بما يتأثّر باللون وسماكته وتدرّجاته وفق الفاتح والداكن. التركيبة الشكلية - اللونية هذه، أتاحت تَرْك انطباع متناقض، فيتراءى العمل من بعيد مُجسَّماً مرتفعاً، ومن أقرب يتبيَّن الانخفاض. ومثل عدسة العين التي تبدو منخفضة على عكس بياضها البارز، يتلاشى الفارق بين الضآلة والكثافة بالتراجع إلى الخلف ورؤية اللوحة من مسافة بوضوحها واكتمالها. يميّزه أسلوب الطبقات، من دون اقتصار هويته عليه وحده. فالفنان متنوّع التقنية والأسلوب؛ مواضيعه معقَّدة: «أرسم كلّ شيء بأي شيء».
يبدأ حديثه مع «الشرق الأوسط» بالاعتراف باستحالة بلوغ النضج أو الكمال الفنّي: «الفنّ عالم لا نهائي. كلّما تقدَّم وعي الفنان، اكتشف أنه لا يزال في البدايات. بإمكان مرحلة الوعي أن تبرُز بشكل أوضح مقارنة بما كان من قبل. وقد يحدُث تطوُّر سريع يجد انعكاساته الفنّية على الأعمال. يوماً تلو آخر، ألمسُ مراكمة هذا الوعي. فكلّ عمل أُنجزه أو تقنية أبتكرها، تسبقها مرحلة تعقيد وتفكير تمتدّ أسابيع. بتحقُّق الإنجاز، يتأكّد الوعي تجاه الموضوع والمادة».
يؤمن منتظر الحكيم بمقولة إنّ «كلَّ طفل فنان»، ويضيف إليها شرط بقائه فناناً حين يكبُر. الممارسة والاستمرار هما ضريبة أوطان تتشتَّت فيها الطفولة ويكتفي الأهل بإدراك الضرورة الواحدة: إسكات المعدة. يروي بداياته: «كنتُ صغيراً حين طلبت مني المعلّمة رسم نخلة. لم أعرف مدَّها بالتفاصيل، فاستعنتُ بأمي. من مساعدتها، اتّقدت الشرارة. ذلك المساء فتح عينيَّ على الرسم. حوَّلتُ مرحلة المُبتدئ حيث الشخبطة إلى إصرار وإتقان. لم يكن زمن الإنترنت، فصعُب التطوُّر. اكتفيتُ بالرسم على الحيطان وبعض الأوراق بقلم رصاص. المهم ألا تتحطّم مواهب الأطفال. كل مَن قال لي إنّ الرسم تافه، صددتُه. العناد أوصلني».
تخصَّص في الفنون الجميلة، فلا تُشغله دراسة أخرى عن الرسم. راح عقله الباطني يصدر الأوامر: «أكمل طريقك. اجتهد. انجح. كثيرون سينتظرون أعمالك وكثيرون سينتظرون فشلك». يصف العقل بـ«صانع الإلهام». فحتى لحظات كآبته تُلطّفها رغبته في الإنجاز وأن ينال العمل الإعجاب، فتنعكس النتيجة على المزاج وتُعدّله: «هذا هو التقدُّم. أضع هدف اكتمال اللوحة في عقلي. مسارُها الصعب أُجرّده من منحاه المُحبط. أُفكّر بانطباع المتلقّي فأخفّف وعورة الوصول».
ويُلهمه الألم. إنه عراقي؛ ونَهْلُ الوجع في أرض العذابات طباعٌ بشرية. يقول منتظر الحكيم: «هالني ما حدث في بلدي وفلسطين. ولدتُ في زمن الحروب ومراحلها البائسة. ما يترسَّب منذ البدايات يصعُب فكاكه. لوحة (أشلاء في كيس) مثلاً، إنشاءٌ تصويري دموي جسَّده تخيّلي لحظة انتشال فلسطينيّ لأشلاء أبنائه المبعثرة في الأرض. ذلك لا يعني هجراني الموضوع السعيد. إنْ وُجد أرسمه لأُعادل بين الحالتين، فلا يتلقّى المُشاهد البؤس دون الجانب الآخر للحياة».
لكنه ميَّال للأحزان والأشجان والأرواح النازفة: «رسمُها يمنحني سكينة نفسية. كأنه تفريغ لمشاعري لأستعيد الراحة. ذلك يُشكِّل أيضاً إلهامي، فحين أرسم، أقيم في داخل الموضوع المرسوم، وإنْ لم ينطبق عليَّ. رسمُ الأحزان شفاء».
نسأله عن الرسم بالكتب، وهي مما يمنح منتظر الحكيم فرادة فنّية. ركيزته طبقات الورق التي تمزُج تراث الماضي المهجور المُتمثِّل في الكتابة والقراءة، خصوصاً الكتاب من صنف الشعر والأدب: «لدينا كمية كتب هائلة متروكة في المخازن. تساءلتُ: لِمَ تموت بهذه الطريقة؟ لِمَ لا أعيد تجسيدها فتعلق في الذهن ولا تُنسى. تناولتُها، بأوراقها الصفراء القديمة، ورسمتُ عليها مواضيع لتحيا خارج التَلَف. أردتُ الموضوع أقرب إلى فيديو، من دون أن يكون فيديو بالمعنى المُتداوَل؛ فيخلق تقليب الصفحات حركة تتيح اكتمال الشكل على وَقْع الصورة السريعة، مع استغلال المساحة الجدارية أو اللوحة الكبيرة لإمكان تعدُّد المواضيع. اخترتُ 3 رسوم تخصَّ فلسطين».
يُحاكي الفقر أيضاً، مُجسَّداً بالطفولة، بما يُشبه محاولة الإنصاف. من واقعية أنّ الطفل يفتقد القوة ولا تليق به قسوة الظرف، ومن استحالة التحمُّل والتعايش، يقدّم فنّه صرخةً للعدالة الإنسانية: «حين أجسِّد الأطفال في لوحة، أتطلَّع لأنْ يراهم المجتمع ويرعاهم. هذا الفنّ يجعلنا بشراً ويداوي الجراح. أرسم فتلتئم، لشعوري بتفريغ الحزن على لوحة».
ويرسم مناظر الطبيعة بلوحات صغيرة بقياس 4×6 سنتيمترات غنية بالتفاصيل. ويُخرج الخيول من شكلها الثابت داخل اللوحة فتمدّها طبقاتُ الخشب ثلاثية البُعد وتدرجّات اللون البرونزي بالجموح والقوة، لتبدو كأنها تقفز خارج حيّزها الجامد نحو الواقع.
وفي عمل زيتيّ آخر، جسَّد رجلاً مقيّداً بسلاسل يتحايل على حبسه بحرّية الرسم بإصبع القدم: «به أختزلُ معاناة عشتُها لأقول: لو قُيّدت يداي، سأرسم بقدمي. داخل الأقبية والظلمات، والأجواء الداكنة، حيث حضور المصباح يغدو عذاباً له؛ رسمتُ على ورقة بيضاء لأجسِّد الأمل في مستقبل مجهول. أملٌ أبيض لا يُلطَّخ».