السجن المشدد 20 عاما لمرسي و12 قياديًا إخوانيًا في «أحداث الاتحادية»

هيئة الدفاع تطعن على الحكم.. والجماعة تهدد بـ«تحرك نوعي جديد»

الرئيس المصري المعزول محمد مرسي خلف القضبان في قضية قتل متظاهرين التي عرفت إعلاميا بـ«أحداث الاتحادية» قبل صدور الحكم عليه بالسجن 20 عاما في القاهرة امس {أ.ب}  -  إجراءات أمنية مشددة خارج محكمة الجنايات التي نظرت قضية الرئيس المخلوع مرسي في القاهرة أمس (أ.ب)
الرئيس المصري المعزول محمد مرسي خلف القضبان في قضية قتل متظاهرين التي عرفت إعلاميا بـ«أحداث الاتحادية» قبل صدور الحكم عليه بالسجن 20 عاما في القاهرة امس {أ.ب} - إجراءات أمنية مشددة خارج محكمة الجنايات التي نظرت قضية الرئيس المخلوع مرسي في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

السجن المشدد 20 عاما لمرسي و12 قياديًا إخوانيًا في «أحداث الاتحادية»

الرئيس المصري المعزول محمد مرسي خلف القضبان في قضية قتل متظاهرين التي عرفت إعلاميا بـ«أحداث الاتحادية» قبل صدور الحكم عليه بالسجن 20 عاما في القاهرة امس {أ.ب}  -  إجراءات أمنية مشددة خارج محكمة الجنايات التي نظرت قضية الرئيس المخلوع مرسي في القاهرة أمس (أ.ب)
الرئيس المصري المعزول محمد مرسي خلف القضبان في قضية قتل متظاهرين التي عرفت إعلاميا بـ«أحداث الاتحادية» قبل صدور الحكم عليه بالسجن 20 عاما في القاهرة امس {أ.ب} - إجراءات أمنية مشددة خارج محكمة الجنايات التي نظرت قضية الرئيس المخلوع مرسي في القاهرة أمس (أ.ب)

قضت محكمة جنايات القاهرة أمس بالسجن المشدد 20 سنة على الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في قضية قتل متظاهرين، التي عرفت إعلاميا بـ«أحداث الاتحادية». شمل الحكم 14 آخرين من بينهم القياديان البارزان في جماعة الإخوان محمد البلتاجي وعصام العريان ومسؤولان في مكتب مرسي، حيت تمت إدانتهم بتهمتي استعراض القوة والعنف والقبض والاحتجاز المقترن بالتعذيب البدني.
وبينما قررت هيئة الدفاع عن المتهمين الإخوان الطعن على الحكم، ناشدت الجماعة أنصارها للتظاهر من أجل التعبير عن رفض الحكم، مهددة بـ«تحرك نوعي جديد على الأرض» خلال الأيام القادمة.
تعود وقائع قضية الاتحادية إلى الخامس من ديسمبر (كانون الأول) عام 2012، عندما هاجم أنصار مرسي اعتصامًا لمتظاهرين بمحيط قصر الاتحادية (شرق القاهرة)، احتجاجًا على إعلان دستوري أصدره مرسي في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) من نفس العام، تضمن مواد تحصن قرارات رئيس الجمهورية من الطعن القضائي، مما اعتبره معارضون «تأسيسا لديكتاتورية جديدة في البلاد». وأسفرت محاولة فض الاعتصام عن مقتل 10 أشخاص من أبرزهم الصحافي الحسيني أبو ضيف، وإصابة 57 آخرين بإصابات متنوعة نتيجة احتجازهم بطريقة غير قانونية على يد أنصار مرسي. كما تسببت الأحداث في وقوع مصادمات دامية بين أنصار مرسي ومعارضيه في جميع أنحاء البلاد.
وتضمنت قائمة المحكوم عليهم بالسجن المشدد لمدة 20 عاما، بخلاف مرسي، كلا من: أسعد الشيخة (نائب رئيس ديوان مرسي)، أحمد عبد العاطي (مدير مكتبه الرئاسي)، أيمن عبد الرؤوف هدهد (مستشاره الأمني)، علاء حمزة، رضا الصاوي، لملوم مكاوي (هارب)، هاني توفيق (هارب)، أحمد المغير (هارب)، عبد الرحمن عز الدين (هارب)، محمد البلتاجي، عصام العريان، وجدي غنيم (هارب).
وقالت المحكمة أمس إن الحكم الصادر بالإدانة بحق مرسي والـ12 متهما، يأتي على ضوء الاتهامين باستعراض القوة والعنف، والقبض والاحتجاز المقترن بالتعذيب البدني للمتظاهرين المجني عليهم، مع وضع المحكوم عليهم تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات عقب انتهاء فترة العقوبة.
كما قضت المحكمة بمعاقبة اثنين من المتهمين بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات وهما عبد الحكيم إسماعيل عبد الرحمن وجمال صابر، ووضعهما تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات عن تهمتي استعراض القوة والعنف والقبض والاحتجاز المقترن بالتعديات البدنية، كما قضت المحكمة بإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المختصة، وقضت أيضا ببراءة جميع المتهمين مما نسب إليهم من تهم القتل العمد وإحراز الأسلحة والذخائر دون ترخيص.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن المتهمين استعملوا العنف واحتجاز المجني عليهم دون وجه حق، مما أدى إلى وقوع تعذيب بدني على أجسادهم يشدد عليها القانون. واستندت المحكمة إلى الأشرطة المذاعة في التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى قيام المتهمين بتصوير أنفسهم بالهواتف الجوالة وهم يقومون باستجواب المجني عليهم.
وأشارت الحيثيات إلى أن أقوال الشهود أثبتت أن مرسي كان يريد فض الاعتصام بالقوة، وما تبين من عقد تنظيم الإخوان لاجتماع لمكتب الإرشاد واتخذوا فيه قرارات بطرد المعتصمين وحرق خيامهم.
وتابعت المحكمة في حيثياتها أن سبب براءة مرسي وجميع المتهمين في تهمة القتل العمد، هي لشيوع الاتهام بين جميع الأطراف، وعدم وجود شهود رؤية، بالإضافة إلى أن الأسلحة التي استخدمت في قتل المجني عليهم، ليست هي الأسلحة المضبوطة والمقدمة بأوراق القضية.
وأكد مصدر أمني رفيع المستوى ترحيل مرسي إلى مقر محبسه بسجن برج العرب بالإسكندرية، بعد انتهاء وقائع جلسة النطق بالحكم، مضيفا أنه تم نقل مرسي من مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة إلى محبسه بواسطة طائرة هليكوبتر.
وبينما قال عضو فريق الدفاع عن المتهمين، علي كمال، إنه سيطعن على الحكم أمام محكمة النقض. قررت نقابة الصحافيين أيضا التقدم بمذكرة عاجلة إلى المستشار هشام بركات، النائب العام، للمطالبة بالطعن بالنقض في الحكم، من أجل القصاص للصحافي الحسيني أبو ضيف.
من جهتها، أعلنت جماعة الإخوان، المصنفة كجماعة إرهابية رفضها الحكم. وقال محمد منتصر، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة «بداية من اليوم ستشهد الثورة تحركا نوعيا جديدا على الأرض».
وقالت جماعة الإخوان في بيان لها أمس إن «سيبقى مرسي والثوار أقوى من هذا الزيف، وستنتصر مصر». وأضافت: «الحكم يؤجج الغضب الشعبي»، متابعا «جماعة الإخوان في طريقها الثوري لن تتراجع».
من جهتها، دعت منظمة العفو الدولية إلى إعادة محاكمة مرسي أو الإفراج عنه. ووصفت الحكم في بيان لها أمس بأنه «عدالة صورية.. تبدد أي أوهام متبقية باستقلال ونزاهة النظام القضائي في مصر».
وعزل مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان، مطلع يوليو (تموز) 2013، إثر احتجاجات شعبية عارمة ضد حكمه، الذي استمر عاما واحدا فقط. ويعد مرسي ثاني رئيس في تاريخ مصر يصدر بشأنه حكم قضائي، بعد حسني مبارك، الذي لا يزال يحاكم أيضا في عدة قضايا متعلقة بالفساد المالي وقتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
وبخلاف قضية الاتحادية، يحاكم مرسي حاليا في 4 قضايا أخرى، هي: تسريب وثائق أمن قومي لدولة قطر، والتخابر مع حركة حماس الفلسطينية، واقتحام السجون إبان ثورة 25 يناير، وإهانة القضاء. ويقضي فترة حبسه الاحتياطي حاليا في سجن برج العرب بالإسكندرية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.