السيسي: استقرار الأوضاع في الأراضي الليبية أولوية مصرية

جانب من لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الكوري الجنوبي مون جيه إن (رويترز)
جانب من لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الكوري الجنوبي مون جيه إن (رويترز)
TT

السيسي: استقرار الأوضاع في الأراضي الليبية أولوية مصرية

جانب من لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الكوري الجنوبي مون جيه إن (رويترز)
جانب من لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الكوري الجنوبي مون جيه إن (رويترز)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الخميس)، أن استقرار الأوضاع الداخلية في الأراضي الليبية يمثل أولوية لمصر، مشدداً على مواصلة مصر مساعيها الحثيثة مع الأطراف الليبية لإجراء الانتخابات الوطنية، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
جاء ذلك خلال جلسة محادثات ثنائية عقدها الرئيس المصري مع رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن في قصر الاتحادية، حسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي عبر صفحته على «فيسبوك».
وقال المتحدث، إن الجلسة شهدت استعراض تطورات عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الأهمية المشتركة، وتوافقت الرؤى بشأن مجمل هذه الموضوعات، وفي مقدمتها تطورات الأزمة الليبية.
وأشار المتحدث إلى أنه تم البحث في سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، خاصة ما يتعلق بالتعاون في التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا، في ضوء الدور المحوري الذي تقوم به مصر في المنطقة ومسؤوليتها لتحقيق الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب، فضلاً عما تتمتع به كوريا الجنوبية من قدرات تكنولوجية متقدمة وصناعات عسكرية متطورة.
وأكد الرئيس المصري دعم بلاده الدائم لكل الآليات التي تضمن أمن شبه الجزيرة الكورية واستقرارها.

من جانبه، أشاد الرئيس الكوري بالثقل السياسي المصري كحجر زاوية في صون الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة ما يتصل بالتحركات المصرية للتوصل إلى التسوية السياسية للأزمات في المنطقة، فضلاً عن جهودها الحثيثة لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ونشر قيم التعايش والتسامح في المنطقة، وتعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية مع مختلف دول العالم.
وطبقاً للمتحدث، شهد الرئيسان مراسم توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات الشراكة التجارية والاقتصادية، والتعاون الإنمائي، وسكك الحديد.
وكان السيسي أكد أن العلاقات المصرية الكورية الجنوبية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال الأعوام الماضية، مشيراً إلى التوافق على أهمية استمرار التشاور السياسي بين البلدين.
وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكوري الجنوبي إن زيارة الرئيس الكوري تأتي في إطار الحرص على التشاور بين البلدين في القضايا محل الاهتمام المشترك، مؤكداً أهمية تفعيل إطارات الشراكة بين البلدين.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=489376429217757&set=a.324472705708131
وأضاف: «نعمل على تشجيع الشركات الكورية على الاستثمار في مصر بمجال البنية التحتية والطاقة والنقل، واستعرضنا فرص الشراكة بين الشركات المصرية والكورية العاملة بأفريقيا».
ولفت إلى أن اجتماع اليوم يأتي تتويجاً للجهود المشتركة على مدار الفترة الماضية لدعم مجالات التعاون، مشيراً إلى استعراضهما وضع إطار استراتيجي متكامل للدفع قدماً للعلاقات بين البلدين.
بدوره، أثنى الرئيس الكوري على العلاقات المصرية الكورية، واصفاً إياها بـ«المتميزة»، مشيراً إلى أن مصر دولة مركزية وتتمتع بامتيازات تاريخية وجغرافية مهمة، وقال مون جيه: «اتفقنا على تعزيز التعاون، وتوسيع التعاون الاقتصادي بصفة خاصة في المجالات التجارية والنقل والطاقة والبنية التحتية والتعاون التقني».
وكان الرئيس الكوري الجنوبي وصل على رأس وفد إلى القاهرة، أمس (الأربعاء)، في أول زيارة لرئيس كوري جنوبي إلى مصر منذ نحو 16 عاماً، قادماً من السعودية في ختام جولة بدأها بزيارة الإمارات.



مصر: وضع اللمسات النهائية لخطة إعمار غزة قبل انعقاد «القمة العربية»

نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)
نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)
TT

مصر: وضع اللمسات النهائية لخطة إعمار غزة قبل انعقاد «القمة العربية»

نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)
نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)

تعمل القاهرة على وضع اللمسات النهائية لخطة إعادة إعمار قطاع غزة المدمر جراء الحرب الإسرائيلية، «وتسعى للحصول على إجماع عليها»، تمهيداً لعرضها على القمة العربية الطارئة المقرر عقدها في 4 مارس (آذار) الحالي، بحسب ما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت الحكومة المصرية، السبت، في بيان رسمي، أنها أعدّت خطة «متكاملة للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، مع الإبقاء على المواطنين الفلسطينيين في القطاع أثناء عملية إعادة الإعمار» بتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأوضحت أن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بحث، خلال اجتماع بالقاهرة مع نظيره الفلسطيني محمد مصطفى، ملامح الخطة وجهود التنسيق المشتركة للانتهاء من صياغتها قبيل عرضها على «القمة العربية الطارئة».

أيضاً قالت وزارة الخارجية المصرية، السبت، إن الوزير بدر عبد العاطي اجتمع مع رئيس الوزراء الفلسطيني الذي يشغل كذلك منصب وزير خارجية فلسطين لمناقشة آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة في مخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وكان لافتاً في بيان «الخارجية المصرية» تضمنه أن الاجتماع ناقش «خطط» إعادة إعمار غزة في ظل وجود الفلسطينيين على أرضهم، لكن المصدر المصري المطلع أكد أن ما يجري إعداده «خطة واحدة من الجانب المصري، وتتم مناقشة جميع الأطراف الفاعلة حولها، وليس هناك أكثر من خطة».

وأشار المصدر إلى «حرص مصر على إطلاع الجانب الفلسطيني والتنسيق معه بشأن كل التفاصيل الخاصة بالخطة، حتى لا تحدث أي مفاجآت أو اعتراضات بزعم عدم معرفة أي بند في الخطة قبل اعتمادها من (القمة العربية)». ونوه المصدر كذلك بقيام «الخارجية المصرية» بالتنسيق مع الدول العربية بشأن بنود الخطة وكذلك مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية الفاعلة لـ«حشد دعم وإجماع إقليمي ودولي على الخطة».

تجدر الإشارة إلى أن بيان الحكومة المصرية، السبت، أشار إلى مسألة «التنسيق مع المؤسسات الأممية الإنسانية للإسهام في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار».

وبحسب المصدر، فإنه «من المهم إطلاع جميع الأطراف الفاعلة على التفاصيل، خاصة أن هناك دولاً ومؤسسات دولية ستسهم في تمويل تلك الخطة حال إقرارها، وتحتاج تلك الأطراف إلى الاطمئنان لجدوى ما ستدفعه أو تسهم فيه بالجهود».

المصدر المطلع أوضح أن «الخطة المقترحة من جانب مصر تعتمد في المقام الأول على بند رئيسي، يتمثل في إعادة بناء المنازل اللازمة لإقامة أهالي غزة بشكل عاجل وفي مدة لا تزيد على 3 سنوات، في حين تتم عملية إنشاء المؤسسات والمنشآت الأخرى اللازمة لمناحي الحياة بشكل تدريجي في فترة مماثلة قد تزيد أو تقل».

فلسطينيون خلال تجمعهم في وقت سابق بموقع غارة إسرائيلية على منزل بقطاع غزة (رويترز)

يشار إلى أن الخطة المصرية - العربية لإعادة إعمار غزة تأتي في مواجهة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتهجير أهالي القطاع إلى مصر والأردن، اللذين رفضا الاقتراح، وكذلك في مواجهة مقترحات أميركية أخرى كانت تتحدث عن إعادة الإعمار في فترة قد تصل إلى 15 عاماً.

وبحسب المصدر المصري المطلع، فإن «الخطة المصرية المقرر عرضها على (القمة العربية) تواجه حالياً عقبتين؛ الأولى تتمثل في كون الأطراف التي ستسهم بالتمويل متخوفة من مسألة احتمال تجدد القتال مرة أخرى وتدمير ما سيتم إعماره في ظل تمسك (حماس) بحق المقاومة، رغم تنازلها عن حق الإدارة، ورفض إسرائيل لوجود الحركة بالقطاع».

والعقبة الثانية، وفق المصدر، «تتمثل في أن اتفاق الهدنة نفسه بات مهدداً بالانهيار نظراً لتعثر المفاوضات الأخيرة التي تمت في القاهرة بشأنه».

واستضافت القاهرة، الجمعة، جولة مفاوضات جديدة شارك فيها وفدان من قطر وإسرائيل، بالإضافة إلى ممثلين للجانب الأميركي، وكانت تهدف للانتقال إلى المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار، لكن هذه الجولة التفاوضية انتهت دون التوصل لاتفاق بسبب الخلاف بين إسرائيل و«حماس»؛ حيث طلبت الأولى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق التي انتهت السبت، وتسلمها مزيداً من الرهائن مع عدم الانسحاب من قطاع غزة، وهو ما رفضته «حماس» واعتبرته انتهاكاً للبنود المتفق عليها في الهدنة.