مشاهدة التلفزيون بكثرة قد تزيد من خطر إصابتك بجلطات الدم

الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون لمدة أربع ساعات على الأقل يوميا هم الأكثر عرضة للخطر (رويترز)
الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون لمدة أربع ساعات على الأقل يوميا هم الأكثر عرضة للخطر (رويترز)
TT

مشاهدة التلفزيون بكثرة قد تزيد من خطر إصابتك بجلطات الدم

الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون لمدة أربع ساعات على الأقل يوميا هم الأكثر عرضة للخطر (رويترز)
الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون لمدة أربع ساعات على الأقل يوميا هم الأكثر عرضة للخطر (رويترز)

توصلت دراسة بريطانية جديدة إلى أن مشاهدة التلفزيون بكثرة يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بجلطات الدم.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد وجد الباحثون التابعون لجامعة بريستول أن فرص الإصابة بجلطات الدم كانت أعلى بنحو 1.35 مرة لدى البالغين الذين يقضون أربع ساعات أو أكثر أمام التلفزيون يومياً، مقارنة بالأشخاص الذين يشاهدونه لمدة ساعتين ونصف الساعة أو أقل.
وفحصت الدراسة، التي نُشرت في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية، 3 دراسات سابقة شملت أكثر من 131 ألف مشارك، تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر، ولم يكن لديهم تشخيص سابق للتخثر.
وتم اختبار عادات مشاهدة التلفزيون لدى أولئك المشاركين، لمدة تتراوح بين 5 و20 عاماً.
وقسم الباحثون المشاركين إلى «مشاهدين لفترات طويلة»، يشاهدون التلفزيون لمدة أربع ساعات على الأقل في اليوم و«مشاهدين لفترات قصيرة» يشاهدونه أقل من ساعتين ونصف الساعة في اليوم.
واكتشف الباحثون 964 حالة من حالات الانصمام الخثاري الوريدي (الجلطات الوريدية) بين المشاركين، وأشاروا إلى أن احتمالية إصابة «المشاهدين لفترات طويلة» بجلطات زاد بنسبة 1.35 مرة مقارنة بـ«المشاهدين لفترات قصيرة».

ووجد الفريق أن التمارين الرياضية لا تعوض خطر الإصابة بالجلطات بين الأشخاص الذين يفرطون في مشاهدة التلفزيون.
وقال الدكتور سيتور كونوتسور، كبير مؤلفي الدراسة: «تشير النتائج إلى أنه بغض النظر عن النشاط البدني، ومؤشر كتلة جسمك، وعمرك وجنسك، فإن مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة يعد نشاطاً محفوفاً بالمخاطر فيما يتعلق بتجلط الدم».
وحث كونوتسور الأشخاص الناس الآن على أخذ استراحات لمدة نصف ساعة على الأقل أثناء مشاهدة الأفلام والمسلسلات «للوقوف والتحرك بالمنزل» لتنشيط الدورة الدموية، مع التقليل من تناول الوجبات الخفيفة أثناء المشاهدة، حيث إن هذه الوجبات يمكن أن تؤدي إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم ومخاطر التجلط أيضاً.

وسبق أن كشفت الدراسات السابقة عن خطورة الجلوس لفترات طويلة في زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية، التي تقتل الآلاف من الناس كل عام.
من جهتها، تقول هيئة الخدمات الصحية البريطانية إن الإصابة بجلطات الأوردة العميقة يمكن أن تتطور في رحلات القطارات أو الطائرات أو السيارات التي تستغرق أكثر من ست ساعات.
وتشير الهيئة إلى أن هذه الجلطات تنتج عن السلوك الخامل لأن عضلات أسفل الساقين تظل متراخية. هذا يجعل من الصعب على الدم أن يدور كما ينبغي، مما يتسبب في تكون جلطة.



الحرب تطول أهم منشأة سياحية في بعلبك وغرفة فيروز المتضررة الاولى

مدخل الفندق الرئيسي قبل تعرّضه للقصف (الشرق الأوسط)
مدخل الفندق الرئيسي قبل تعرّضه للقصف (الشرق الأوسط)
TT

الحرب تطول أهم منشأة سياحية في بعلبك وغرفة فيروز المتضررة الاولى

مدخل الفندق الرئيسي قبل تعرّضه للقصف (الشرق الأوسط)
مدخل الفندق الرئيسي قبل تعرّضه للقصف (الشرق الأوسط)

يعدّ «فندق بالميرا» في مدينة بعلبك واحداً من معالمها السياحية المشهورة. ومن يزورها لا بد أن يمرّ على هذا المبنى الذي شهد على تاريخ لبنان الذهبي. ولكن ما لم يكن بالحسبان هو أن تطوله الحرب الدائرة اليوم في لبنان. وكانت غرفة فيروز المتضررة الأولى من قصف عدواني أصاب الفندق. فهذه الغرفة مكثت فيها سفيرتنا إلى النجوم أكثر من مرة. فكانت محطتها الدائمة التي تقيم فيها لأسبوع أو أكثر خلال تحضيراتها لمهرجانات بعلبك. وهي تطلّ على قلعة بعلبك الأثرية وتحمل رقم 26.

الضرر الذي أصاب لوبي الفندق إثر القصف (الشرق الأوسط)

بالنسبة لصاحبة الفندق، ريما الحسيني، فهي ترفض اليوم أن تتحدث عن أضرار فندقها وما ألمّت به الحرب. «يجدر بنا التحدث عن مدينة بعلبك برمّتها فهي تاريخ للبشرية. والممتلكات المتضررة لا تعني شيئاً أمام مدينة الشمس وعراقتها. والأهم قلعتها التي تنتصب معلماً تاريخياً يدّرس في الجامعات العالمية. نتطلّع على هذه المدينة كتراث وتاريخ وأي ضرر آخر في الممتلكات ما عاد مهماً».

ريما التي تدرّس في الجامعة مادة «الثقافة بين التواصل والصراعات»، تدرك أنه في الحروب الخوف يقتصر على فقداننا التاريخ. «إننا بمثابة حرّاس له وعلينا بذل كل الجهود لإنقاذه. هذه السنة نحتفل بالعام الـ150 لذكرى تأسيس (بالميرا). لم يقفل أبوابه طيلة الحقبات الماضية. لكنه اليوم يفرغ من أي نشاط بعد أن تم توقيف العمل به منذ بداية هذه الحرب».

شُيّد الفندق على يد المهندس اليوناني ميمكاليس باركلي عام 1872 على أرض تزيد مساحتها عن 200 متر مربع. يقع عند مدخل بعلبك الجنوبي، وجرى تخطيط البناء بحيث يطل بواجهته الأساسية على الأطلال الرومانية. أما اسمه فيعود إلى التمثال النصفي لزنوبيا، أحضره معه باركلي من تدمر أثناء رحلته. ولا يزال هذا التمثال موجوداً في القاعة الرئيسية بالفندق.

التمثال النصفي لـ«زنوبيا» في فندق «بالميرا» (الشرق الأوسط)

يتألف «فندق بالميرا» من طابقين جرى بناؤهما على الطراز البورجوازي الرائج في تلك الحقبة، ويحيط به سور من الأعمدة الدائرية والقضبان الحديدية، وبجانبه حديقة مزروعة بعدة أشجار معمرة، كما يزدان بقطع أثرية من تيجان وأعمدة، وتماثيل نصفية من الحقبة الرومانية، أما حديقته فتتوسطها نافورة مياه مبنية من الحجر الصخري على الطراز القديم.

أبقى أصحاب الفندق من آل الحسيني على معالم هذا المكان كما هو من دون خدش هويته. غرفه الـ27 لا تزال مفروشة بالأثاث نفسه الذي غمرها منذ افتتاحه، أما الملحق، الذي استُحدث فيه مؤخراً، ويضم 5 غرف جديدة، فجرى تصميمه ليتماشى مع المبنى القديم لكنه يحمل بصمات الحداثة. بعضهم كان ينتقد آل الحسيني لعدم تجديد غرف الفندق وأقسامه. «كنت مصرّة على أن يبقى عابقاً بتاريخه العريق من دون إجراء أي تبديل في مشهديته. فالتاريخ قيّم وجميل ولا يمكننا العبث به».

شكّل «بالميرا» معلماً سياحياً على مرّ السنوات (الشرق الأوسط)

تختصر ريما الحسيني المشرفة على الفندق لـ«الشرق الأوسط»: «إنه ذاكرة بعلبك». شهد أهم محطات الفن والفرح فيها على مدى مساحته المحاطة بالحدائق، وهو، مع الوقت، تحوَّل إلى متحف صغير؛ لما يحتوي عليه من قِطع أثرية ولوحات فنية نادرة بريشة أجانب ولبنانيين. لكن الأهم اليوم أن نحفظ مدينتنا وقلعتها من يد الغدر. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لا أريد أن أتحدث إليكم من باب مالكة هذا الفندق. أحرص اليوم على التكلم عن المدينة بأكملها. ومن حبي لبعلبك وعشقي لها مع أن الجنوب هو مسقط رأسي. أحزن اليوم لما أصاب هذه المدينة وأتمنى أن نتجاوز هذه المرحلة الخطيرة بأقل خسائر ممكنة».

اقرأ أيضاً