«الوطني الحر» ينجز مراجعته: سلاح «حزب الله» لا يحمي لبنان

صورة متداوَلة للقاء سابق بين جبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل ومسؤول الارتباط في الحزب وفيق صفا
صورة متداوَلة للقاء سابق بين جبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل ومسؤول الارتباط في الحزب وفيق صفا
TT

«الوطني الحر» ينجز مراجعته: سلاح «حزب الله» لا يحمي لبنان

صورة متداوَلة للقاء سابق بين جبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل ومسؤول الارتباط في الحزب وفيق صفا
صورة متداوَلة للقاء سابق بين جبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل ومسؤول الارتباط في الحزب وفيق صفا

تتوالى مواقف قيادات ونواب «التيار الوطني الحر»، التي تؤكد أن العلاقة بين «التيار» و«حزب الله» دخلت منحى جديداً، وأنه ستتم إعادة النظر بكل تفاصيلها بعد وقف النار، خصوصاً مع تحول استراتيجي في موقف قيادة «الوطني الحر» التي كانت تعدّ أن قوة «حزب الله» تحمي لبنان، وباتت بعد التطورات الأخيرة على يقين بأن «قوة الردع» سقطت، وبات يفترض البحث عن بديل لها.

مواقف عالية النبرة

ولفتت المواقف عالية النبرة التي أطلقها النائب في «التيار»، جيمي جبور، مؤخراً، وقوله: «خاب ظننا بالوعود التي كانوا يتحدثون عنها لجهة مبنى مقابل مبنى، ومدينة مقابل مدينة، والتي لم تُترجم في الميدان»، مضيفاً: «الردع كان يفترض أن يظهر في الميدان في الأيام الأولى من الهجوم، وسلاح المقاومة الذي كنا نعدّه نقطة قوة لبنان أصبح نقطة ضعف جلبت العدوان إلى البلد، من دون القدرة على الردع، ما يعني انعدام الحاجة لهذا السلاح».

آلية جديدة لحماية لبنان

وعدّ كثيرون أن كلام جبور هذا يأتي بمثابة إعلان قطع شعرة العلاقة مع الحزب، إلا أن نائب رئيس «الوطني الحر»، الدكتور ناجي حايك، يؤكد أن «التيار لا يقطع التواصل مع أحد، لا مع (حزب الله) ولا مع غيره. نحن نحاول التواصل مع الجميع، إلا إذا قرر أي فريق خلاف ذلك».

ويُشدد حايك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن مواقف «الوطني الحر» كانت واضحة منذ البداية، بحيث كنا ضد جبهة إسناد غزة، وقد تبين أن النظرية التي تقول بأن وجود «حزب الله» يردع إسرائيل «غير صحيحة»، مضيفاً: «ومع فقدان قوة الردع بات يفترض البحث عن آلية جديدة لحماية لبنان، وهي تمر حكماً باستراتيجية دفاعية تقرر ما هي حاجات الجيش اللبناني، مع قناعتنا بأن الدفاع عن لبنان وتحصين الساحة الداخلية ليس عسكرياً فقط، بل يلحظ تحييد لبنان وإقامة علاقات جيدة مع الدول الصديقة والشقيقة وبناء اقتصاد قوي».

لا تعليق من الحزب

من جانبه، يتفادى «حزب الله» التعليق على كل ما له علاقة بالملفات السياسية الداخلية، لاعتباره أنه لا أولوية اليوم ولا اهتمام له إلا خوض الحرب ومساعدة النازحين. وتنفي مصادر مطلعة قريبة من «حزب الله» أن يكون هناك قطع نهائي للعلاقة مع «الوطني الحر»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحزب حالياً مهتم بالمعركة، والتيار يقوم بعمله تجاه النازحين، أما ملف الرئاسة فمؤجل».

ومنذ 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، تاريخ تفجير أجهزة «البيجر» في عناصر «حزب الله» وما تلاها من أحداث متسارعة، أبرزها اغتيال أمينه العام السابق السيد حسن نصر الله، انقطع تواصل قيادة الحزب المباشر مع معظم القوى السياسية، وتم حصره إلى حد كبير في رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي تم توكيله بالتفاوض لوقف الحرب.

«العونيون» قسمان

وكان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، قد وصف بـ«الخطأ الاستراتيجي» قرار «حزب الله» باتباع سياسة وحدة الساحات، عادّاً أن «إيران تحارب اليوم بـ(حزب الله) وباللبنانيين»، وأن عليها «أن تحارب إسرائيل مباشرة وليس بواسطة اللبنانيين».

وفي حين يؤيد القسم الأكبر من العونيين مواقف قيادة «التيار»، يعدّ قسم منهم أنه لا يجوز إطلاق مواقف من هذا النحو في خضم الحرب، وأنه من المفترض محاسبة الحزب على خياراته وقراراته بعد وقف النار، حتى إن منهم من يتبنّى مواقف «حزب الله» وحججه ومبرراته كاملة.

في المقابل، توسّعت الحملة على باسيل و«التيار» من قِبَل مناصري «حزب الله» على وسائل التواصل الاجتماعي، فف حين عدّ كثيرون أن مواقفه المستجدة تنم عن «نكران للجميل»، تساءل أحد المغردين: «هل كنت ستقول هذا الكلام و(حزب الله) في عز قوته وفي وجود أمينه العام؟».

لكن كل ما سبق لم يُؤثر إطلاقاً على عملية استضافة المناطق المحسوبة على «الوطني الحر» للنازحين الشيعة، أو على الحراك العوني المستمر لتقديم المساعدات اللازمة، خصوصاً الموجودين في مراكز إيواء.


مقالات ذات صلة

الجيش اللبناني نفّذ 500 مهمة كشف وتفكيك منشآت لـ«حزب الله» جنوب الليطاني

المشرق العربي آلية للجيش اللبناني قرب موقع مدمر في بلدة الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

الجيش اللبناني نفّذ 500 مهمة كشف وتفكيك منشآت لـ«حزب الله» جنوب الليطاني

واكب الجيش اللبناني التحركات السياسية لـ«تفكيك» ذرائع إسرائيل لتأخير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، بتنفيذ نحو 500 مهمة.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي نصر الله يخاطب الحشود من خلال خطاب مُتَلفز في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

وسائل التواصل الاجتماعي مصيدة العملاء الإسرائيليين في لبنان

تتوالى في الفترة الأخيرة عمليات الكشف عن عملاء لإسرائيل في لبنان، بعد أسابيع على انتهاء الحرب المدمرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي سيارة لقوات «اليونيفيل» تجول بين ركام ناتج عن قصف إسرائيلي في الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

«حزب الله» يطالب الدولة اللبنانية بضغط دولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب

طالب «حزب الله» الدولة اللبنانية بالضغط على الدول الراعية ‏لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية خلال مهلة 60 يوماً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني يقومون بدورية في بنت جبيل بعد عودة المواطنين الذين فروا من المدينة أثناء الأعمال العدائية بين إسرائيل و«حزب الله» 20 يناير 2025 (إ.ب.أ)

وزير الدفاع اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب ضمن المهلة المحددة

قال وزير الدفاع اللبناني إن الجيش انتشر بكل المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، كما أنه على استعداد للانتشار في كامل أراضي الجنوب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
رياضة عربية الحياة ستعود لشرايين الدوري اللبناني (الاتحاد اللبناني)

تحديات تواجه الدوري اللبناني مع عودة النشاط بعد الحرب

يطوي الدوري اللبناني لكرة القدم في نسخته الخامسة والستين نحو أربعة أشهر من التوقف القسري بفعل الأحداث التي شهدتها البلاد جراء الحرب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

غراندي من بيروت: 200 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا

عون مستقبلاً غراندي في القصر الجمهوري (الرئاسة اللبنانية)
عون مستقبلاً غراندي في القصر الجمهوري (الرئاسة اللبنانية)
TT

غراندي من بيروت: 200 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا

عون مستقبلاً غراندي في القصر الجمهوري (الرئاسة اللبنانية)
عون مستقبلاً غراندي في القصر الجمهوري (الرئاسة اللبنانية)

أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أنه بعد سقوط نظام دمشق، عاد أكثر من 200 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم من الدول التي نزحوا إليها؛ بما فيها لبنان، كاشفاً زيادة عدد الراغبين في العودة إلى سوريا.

وجاءت تصريحات غراندي من بيروت، التي زارها الخميس، حيث التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام. ولم تنحصر زيارة المسؤول الأممي في الملفات الداخلية اللبنانية، إنما شكّل ملفّ اللجوء السوري العنوان الأبرز للتوصيات اللبنانية، عبر تشديد الرئيس اللبناني على أنّ بلاده تريد «عودة النازحين السوريين إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن، لا سيما بعد زوال الأسباب التي أدت إلى نزوحهم إلى لبنان» وسقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وفي حين أشار عون إلى عودة عدد من النازحين بعد التطورات الأخيرة في سوريا، رأى في المقابل أنّ أعداداً جديدة من السوريين دخلت لبنان بعد سقوط النظام السابق، مشدداً على أهمية العمل على وقف التسلل عبر جانبي الحدود.

200 ألف لاجئ عادوا

بدوره، أكّد غراندي أنّ تقديرات المفوضية، بعد سقوط النظام السوري، تشير إلى عودة أكثر من 200 ألف لاجئ إلى بلادهم من الدول التي نزحوا إليها؛ بما فيها لبنان، كاشفاً عن أنّه بناء على استطلاع للرأي، أجرته مفوضية شؤون اللاجئين، تبيّن زيادة عدد الراغبين في العودة من نحو واحد في المائة إلى 30 في المائة، خلال أسابيع.

وأضاف: «رسالتنا اليوم هي أننا نريد أن نستثمر في ما تحقق، ودعم العائدين، وقد باشرنا ذلك بالفعل»، لافتاً إلى أن علاقة المفوضية بالسلطات الجديدة على امتداد الأراضي السورية بنّاءة، «وهم باشروا إعطاء أولوية لمسألة عودة النازحين»، مشيراً إلى أن المفوضية ترغب في العمل مع لبنان على إرساء طريقة عملية لدعم هذه العودة، وإلى أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه رئيس الجمهورية مع المجتمع الدولي تحقيقاً لذلك.

وشدّد غراندي على ضرورة احترام الإدارة الجديدة في سوريا الأقليات، وكشف عن أنّه سيلتقي رئيس الإدارة الجديدة أحمد الشرع المرحِّب بعودة السوريين إلى وطنهم.

فلسطينيو لبنان

وعلى الرغم من أنّ موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ليس من اختصاص المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن هذا الملف لم يغب عن تصريحات المسؤول الأممي، الذي شدّد على أنّ «حل قضية اللاجئين الفلسطينيين يكون فقط حين يتم التوصل إلى حل سياسي للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني»، قائلاً إن «وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يؤدي إلى اتفاق سلمي قابل للحياة، بحيث لا نحتاج إلى اتفاق آخر بعد سنوات عدة».

لقاء مع رئيس الحكومة المكلف

إلى ذلك، استقبل الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة اللبنانية، نواف سلام، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، والوفد المرافق. وجرى استعراض آخر التطورات في لبنان والمنطقة، وتأكيد ضرورة تكثيف العمل المشترك من أجل تحقيق العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين إلى بلادهم، في ضوء المستجدات السياسية الأخيرة.