آرسنال وأرتيتا يجنيان ثمار الرؤية الطويلة المدى

الفريق ومدربه يفكران بتمهل ويدرسان الأمور جيداً لاتخاذ قرارات تصب في مصلحة النادي

شجار بين أرتيتا وكلوب في ذهاب كأس الرابطة (إ.ب.أ)
شجار بين أرتيتا وكلوب في ذهاب كأس الرابطة (إ.ب.أ)
TT

آرسنال وأرتيتا يجنيان ثمار الرؤية الطويلة المدى

شجار بين أرتيتا وكلوب في ذهاب كأس الرابطة (إ.ب.أ)
شجار بين أرتيتا وكلوب في ذهاب كأس الرابطة (إ.ب.أ)

في أغسطس (آب) الماضي، ومع اقتراب الموعد النهائي لانتهاء فترة الانتقالات الصيفية، بدأ آرسنال يفكر بجدية في التعاقد مع الظهير الأيمن الواعد لبرشلونة، إيمرسون رويال البالغ من العمر 22 عامًا. وكانت المحادثات بين الطرفين قد وصلت إلى مرحلة متقدمة، وكان المدير التقني لآرسنال، إيدو، قد اتصل بالفعل باللاعب من إجل إقناعه بالقدوم إلى ملعب «الإمارات». لكن كانت هناك مشكلة وحيدة في هذا الأمر، وهي أن المدير الفني للمدفعجية، ميكيل أرتيتا، كان لديه بعض الشكوك حول قدرة اللاعب على تقديم الإضافة اللازمة للفريق.
وبغض النظر عن أن قسم التحليلات بالنادي قد درس أرقام اللاعب جيدا ووافق على ضمه، وبغض النظر عن أن النادي في ذلك الوقت كان يتذيل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وأن الجماهير كانت في حالة من الغضب الشديد، وأن الوقت كان ينفد قبل التعاقد مع الظهير الأيمن الشاب، وبغض النظر عن حقيقة أنه إذا أهدر آرسنال فرصة التعاقد مع رويال، فمن المؤكد أنه سينضم إلى توتنهام بدلاً من ذلك، فإن أرتيتا لم يكن مقتنعا بقدرات اللاعب، لذلك انسحب آرسنال من الصفقة.
وفي هذه الأثناء، استغل توتنهام فرصة حدوث هذا الانقلاب المفاجئ وانفض في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الصيفية ليتعاقد مع اللاعب مقابل نحو 26 مليون جنيه إسترليني، وهو المبلغ الذي قالت عنه صحيفة التلغراف إن «مصادر تزعم أن برشلونة لا يزال لا يصدق العرض الذي تقدم به توتنهام»! لا يهم ذلك، لكن توتنهام كان سعيدا وفخورا بفوزه في معركة التعاقد مع رويال، وبعناوين الصحف التي تتحدث عن ذلك!
وبعد مرور خمسة أشهر - ودون الرغبة في أن أكون حادا في الحكم على رويال، الذي لعب بشكل جيد للغاية مع ريال بيتيس الموسم الماضي على سبيل الإعارة - من الممكن ملاحظة أن مخاوف أرتيتا بشأن قدرته على التكيف مع كرة القدم الإنجليزية ربما كانت لها بعض المزايا. رويال لاعب جيد وذكي من الناحية الخططية، لكنه غير قادر على القيام بمهارتين أو أكثر في الوقت نفسه، بمعنى أنه من الصعب أن يركض ويرسل كرات عرضية، أو أن يطارد لاعب الفريق المنافس وينقض عليه ويستخلص الكرة، أو أن يسيطر على الكرة ويكون حائط صد أمام الفريق المنافس، وبالتالي فمن السهل أن ترى أنه يصاب بالارتباك والذعر سريعا، لأنه لا يستطيع التركيز سوى في شيء واحد فقط.
إنه ليس لاعبا سيئا، لكنه ليس من فئة اللاعبين الذين يستحقون أن تدفع 26 مليون جنيه إسترليني للتعاقد معهم، وليس من فئة اللاعبين الذين يمكنهم التألق تحت قيادة المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي، أو من نوعية اللاعبين الذين يطمح توتنهام للتعاقد معهم، وهذا هو السبب في أن توتنهام مستعد الآن لدفع أموال أخرى لاستبدال أداما تراوري لاعب ولفرهامبتون به.
أما بالنسبة لآرسنال، فقد تعاقد بدلا من ذلك مع تاكهيرو تومياسو من بولونيا الإيطالي – ظهير أيمن يمتلك خبرات كبيرة ويتميز بالهدوء والتوازن، ولا يعرف الخوف، ويمتاز بقدرات هائلة في الكرات الهوائية، ويلعب بشكل بسيط وسلس. ويجب الإشارة هنا إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يقرر فيها أرتيتا وآرسنال عدم اتخاذ الخيار السهل قصير المدى الذي يرضي الجماهير، لكنهما بدلا من ذلك يتخذان القرارات التي تصب في مصلحة النادي على المدى الطويل.
وسواء كان ذلك يتعلق بالاستراتيجية التي يتبعها النادي في انتقالات اللاعبين أو اختيار تشكيلة الفريق أو بقرار تجميد لاعبين كبار مثل مسعود أوزيل وبيير إيمريك أوباميانغ، فمن الواضح أن آرسنال يتبنى دائما وجهة نظر طويلة المدى، متجاهلا خطر السخرية من هذه القرارات على المدى القصير. وربما تكون هذه هي النقطة التي تعكس أكبر قدر من التناقض بين آرسنال وغريمه التقليدي في شمال لندن، توتنهام، والذي كان من المفترض أن يواجهه في الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الأحد قبل أن يتم تأجيل اللقاء بناء على طلب من آرسنال نتيجة غياب عدد كبير من لاعبيه، سواء بسبب الإصابة أو فيروس كورونا أو الانضمام لمنتخبات بلادهم للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية. ومن الواضح للجميع الآن أن آرسنال يفضل اتخاذ الخيارات الصعبة التي تؤتي ثمارها على المدى الطويل، في حين يعتمد توتنهام على «العلاج بالصدمة» وردود الفعل المفاجئة والإصلاحات قصيرة المدى.
ويمتد هذا الاختلاف لما هو أبعد حتى من سوق انتقالات اللاعبين، وربما يكون أبرز مثال على ذلك هو أرتيتا نفسه، الذي يتولى قيادة آرسنال منذ عامين، في الوقت الذي تولى فيه تدريب توتنهام ثلاثة مديرين فنيين خلال هذه الفترة. لقد مر أرتيتا بفترات صعبة للغاية خلال السنتين اللتين قضاهما في منصبه، وتعرض آرسنال لثلاث هزائم متتالية في أغسطس (آب) الماضي في أسوأ بداية للفريق في أي موسم منذ عام 1954. ومع حلول فترة أعياد الميلاد في 2020 كان آرسنال يحتل المركز الخامس عشر ويُعتقد على نطاق واسع أنه يتجه نحو المراكز المؤدية للهبوط لدوري الدرجة الأولى. وفي كل مرة، كان الحل الأسهل يتمثل في إقالة أرتيتا، بحجة أنه لا يمتلك الخبرات الكافية وحتى يتم السيطرة على غضب الجماهير.
لكن بدلاً من ذلك، لم يدعم آرسنال أرتيتا فحسب، لكنه دعم رؤيته أيضا. وعلى عكس ما حدث مع رويال، تم التعاقد مع بن وايت وآرون رامسدال في الصيف بسبب إصرار أرتيتا على التعاقد معهما، ثم بدأ المدير الفني الإسباني في تجديد دماء الفريق بعد استبعاد عدد من اللاعبين الذين كانوا يلعبون بشكل أساسي، مثل ويليان وأوباميانغ وبيرند لينو وسياد كولاسيناتش. ومن المرجح أن يحدث الأمر نفسه مع ألكسندر لاكازيت وإدي نكيتياه في الصيف (ولم يتأثر أرتيتيا برحيل أبرز هدافي الفريق، في حين تأثر توتنهام كثيرا بسبب ما حدث مع هاري كين ورغبته في الرحيل). ولأول مرة منذ قدوم أرتيتا إلى ملعب الإمارات، بات هناك شعور بأن هذا هو الفريق الذي يريده المدير الفني الإسباني، حتى لو أدت الإصابات والمرض إلى غياب العديد من اللاعبين عن صفوف الفريق في الوقت الحالي.
وهذه هي النقطة الأساسية في هذا الصدد، حيث يعد آرسنال أحد الأندية القليلة التي يمكن أن تدخل نفسها في أزمة. في الواقع، هناك صناعة بأكملها تقوم على فكرة أن آرسنال في أزمة دائمة ويسعى باستمرار للبدء من جديد! وعلاوة على ذلك، فإن الهزيمة أمام نوتنغهام فورست في كأس الاتحاد الإنجليزي، والغياب المؤقت لتوماس بارتي ونيكولاس بيبي في كأس الأمم الأفريقية، والغموض المحيط بمستقبل نكيتيا ولاكازيت مع الفريق، تعد كلها عوامل يمكن أن تجعل أي ناد يفكر في التحرك بشكل سريع في فترة الانتقالات الشتوية الحالية، لكن آرسنال وأرتيتا يفكران بروية وتمهل ويدرسان الأمر جيدا من أجل اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة النادي على المدى البعيد.
إن أهم شيء يفعله آرسنال في الوقت الحالي هو أنه لا يفقد الثقة في نفسه أبدا. يمكن أن تكون النتائج خادعة، ويمكن أن يكون مركز آرسنال في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لا يعكس المستويات الجيدة التي يحققها الفريق في الفترة الأخيرة، وما يبدو الحل الواضح الآن قد لا يبدو كذلك في مرحلة لاحقة، لكن الشيء الواضح للجميع الآن هو أن ما يفعله أرتيتا مع آرسنال هو الطريقة الحقيقية الوحيدة لبناء شيء يدوم على المدى الطويل. وعلى أقل تقدير، هناك شعور الآن بأن المدير الفني الإسباني الشاب يستحق القليل من الصبر!



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.