مطالبات بزيادة الأجور في اليابان وقيود جديدة لمكافحة «كورونا»

تسعى حكومة طوكيو إلى ما يشبه حالة الطوارئ لمكافحة فيروس كورونا (أ.ف.ب)
تسعى حكومة طوكيو إلى ما يشبه حالة الطوارئ لمكافحة فيروس كورونا (أ.ف.ب)
TT

مطالبات بزيادة الأجور في اليابان وقيود جديدة لمكافحة «كورونا»

تسعى حكومة طوكيو إلى ما يشبه حالة الطوارئ لمكافحة فيروس كورونا (أ.ف.ب)
تسعى حكومة طوكيو إلى ما يشبه حالة الطوارئ لمكافحة فيروس كورونا (أ.ف.ب)

طالب مسؤول رفيع المستوى في الحزب الحاكم الياباني، رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، خلال جلسة للبرلمان الياباني بأنه على اليابان عمل كل ما في وسعها من أجل زيادة الأجور، بما في ذلك إعادة استثمار أرباح مساهمي الشركات في البشر، والسماح بتمرير الزيادة في النفقات إلى مختلف الأطراف بطريقة متناسبة.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إلى أن هيروشي كاجياما، الوزير السابق والمسؤول رفيع المستوى في الحزب الليبرالي الديمقراطي، كان يسأل رئيس الوزراء عن سياساته الرأسمالية بعد خطابه أمام البرلمان يوم الاثنين الماضي. وقال كاجياما إن زيادة الاستثمار في البشر أمر ضروري، بما في ذلك من خلال التدريب الوظيفي وبرامج التعليم الجماعي.
من جهة أخرى، تسعى حكومة العاصمة اليابانية طوكيو إلى إغلاق الحانات والمطاعم مبكراً، ومنع تقديم المشروبات الكحولية في بعض الأحيان، في إطار ما يشبه حالة الطوارئ لمكافحة فيروس كورونا، وسط ارتفاع أعداد الإصابات إلى مستوى قياسي في أنحاء البلاد، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية في تقرير.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن التقرير أن لجنة الخبراء الحكومية وافقت يوم الأربعاء على خطة لفرض قيود مكافحة الفيروس في 13 منطقة من بينها طوكيو والمناطق المحيطة بها. ومن المقرر اتخاذ القرار رسمياً في وقت لاحق.
ومع خضوع ثلاث مناطق بالفعل لما يشبه حالة الطوارئ، تعني هذه الخطوة خضوع 16 مقاطعة من أصل 47 مقاطعة في اليابان للقيود، ما يمثل أكثر من نصف النشاط الاقتصادي للبلاد. كما تشهد مقاطعة أوساكا غربي اليابان إصابات قياسية، ما يحتمل أن يدفع الحكومة قريباً إلى اتخاذ إجراء.
يشار إلى أن إعادة فرض القيود يمكن أن يؤدي إلى تدهور الاقتصاد، لا سيما إذا استمرت زيادة الإصابات التي تحتاج إلى العلاج في المستشفيات، وتم إعلان حالة الطوارئ الكاملة.
يذكر أن بنك اليابان المركزي أصدر، يوم الثلاثاء، تقريره الاقتصادي ربع السنوي بشأن توقعاته الاقتصادية للأعوام المالية الحالي والمقبل وما بعد المقبل. ورفع البنك توقعاته لمعدل نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي لليابان خلال العام المالي 2022 الذي يبدأ أول أبريل (نيسان) المقبل إلى 3.8 في المائة، مقابل 2.9 في المائة وفق توقعاته في تقرير أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. في الوقت نفسه، خفض توقعاته لنمو إجمالي الناتج المحلي خلال العام بعد المقبل إلى 1.1 في المائة فقط، مقابل 1.3 في المائة في أكتوبر الماضي.
وأشار البنك المركزي إلى نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي خلال العام المالي الحالي الذي ينتهي في 31 مارس (آذار) المقبل، بمعدل 2.8 في المائة وليس بمعدل 3.4 في المائة، وفق تقديرات أكتوبر الماضي. وعن معدل التضخم الأساسي لأسعار المستهلك في اليابان، قال البنك إنه يتوقع ارتفاع الأسعار خلال العام المالي المقبل بنسبة 1.1 في المائة، وليس بنسبة 0.9 في المائة، وفق تقديرات أكتوبر.
في الوقت نفسه، أبقى البنك المركزي على سياسته النقدية التحفيزية دون تغيير، رغم رفع توقعاته لمعدل التضخم خلال العام المالي المقبل نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام.
وصوّت مجلس السياسة النقدية، خلال اجتماعه برئاسة محافظ البنك المركزي هاروهيكو كورودا، بأغلبية 8 أصوات مقابل صوت واحد، على استمرار سعر الفائدة عند مستوى سالب 0.1 في المائة على الحسابات الجارية للمؤسسات المالية لدى البنك المركزي. وفي الوقت نفسه، سيواصل البنك المركزي شراء الكميات اللازمة من السندات الحكومية اليابانية بهدف الإبقاء على سعر العائد على السندات القياسية اليابانية ذات السنوات العشر في حدود صفر في المائة.



 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».