مستشارة الأسد من موسكو: طهران حليف تاريخي

TT
20

مستشارة الأسد من موسكو: طهران حليف تاريخي

لفت حديث المستشارة الخاصة للرئاسة السورية، لونا الشبل، الأنظار في أول إطلالة لها على وسائل الإعلام الحكومية الروسية، وقالت في مقابلة مع القسم العربي لقناة «آر تي»، إن مواقف دمشق «لم تتغير» حيال ملف التسوية، وإن الحل المقبول هو «الحل الذي يرضى به الشعب السوري عبر آليات كثيرة، بينها آلية الاستفتاء».
وأشادت بشكل خاص بالدعم الروسي للحكومة السورية، وقالت، إن موسكو «قدمت كل ما بوسعها لدعم سوريا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً»، مشيرة إلى أن دمشق في المقابل «طلبت كل يمكن أن تطلب» من الحليف الروسي.
وفي إشارة إلى ميل بعض البلدان العربية إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، قالت الشبل، إن العلاقات مع عدد من البلدان العربية «عادية» و«جيدة»، لكنها في الوقت ذاته دعت إلى «تفهم الضغوط الممارَسة على بلدان عربية» والتي تعرقل تحقيق تقدم واسع في هذا المجال، مشيرة إلى «قانون قيصر» الأميركي.
في المقابل، وصفت المستشارة الرئاسية العلاقات مع إيران بأنها «متجذرة وتاريخية» وقالت، إن ما يجمع دمشق وطهران رزمة من المبادئ المشتركة التي «تم اختبارها في أزمات ومنعطفات عدة».
واشادت بالدعم الذي تلقته سوريا من «الحليف الإيراني». وقالت، إنه «دعم سوريا ودعم الجيش السوري». لكنها في الوقت ذاته، نفت صحة معطيات عن وجود قوات إيرانية على الأرض السورية.
وأضافت الشبل، أن «وجود قوات من عدمه، ومهما كان نوعها أو شكلها أو جنسيتها، هو قرار سيادي لا يتدخل فيه أحد، ولا يحق لأحد أن يملي فيه»، وأن «سوريا هي التي تقرر ما الموجود على أراضيها وما تريد أن يكون موجوداً على أراضيها، ومن لا تريد». وزادت «ومع ذلك، فإن الوجود العسكري الإيراني في سوريا يقتصر على ضباط إيرانيين يعملون مع الجيش السوري، وليست هناك تشكيلات أو وحدات إيرانية (...) إيران لم تطلب إرسال قوات ولا وجود لهذه القوات على الأرض». وأوضحت حضور المستشارين العسكريين الإيرانيين بالقول «نحن في حالة حرب وفي حاجة إلى أي مساعدة عسكرية».
وسئلت المستشارة عما إذا كانت دمشق مستعدة للاستماع إلى وجهات نظر تطالب بخروج الإيرانيين من سوريا، لتسهيل تطبيع العلاقات مع الأطراف الإقليمية والدولية، فردت بأن «علاقات دمشق وطهران تاريخية وإيران وقفت مع سوريا في أزمتها وسوريا لا تقابل الوفاء بالغدر».
في الوقت ذاته، أقرت المستشارة بوجود تباينات بين موسكو وطهران ودمشق. وقالت «نحن هنا أمام ثلاث ثقافات، موجودة حالياً معاً على الأرض السورية، ومن الطبيعي أن تحدث خلافات في وجهات النظر، لكن المبادئ الأساسية وثوابتنا لا خلاف عليها، وهذا ما مكّن من تحرير الأرض السورية».
في المقابل، حملت الشبل بقوة على تركيا، ووصفتها بأنها «دعمت الإرهاب في سوريا منذ البداية». وقالت إن «مسؤولين أتراكاً حضروا إلى سوريا قبل الأزمة، وطلبوا إعطاء دور سياسي لتنظيم الإخوان المسلمين».
وأوضحت «طلبوا إعطاء دور سياسي لهم، والإفراج عنهم، وإخراجهم من السجون، بعد كل الجرائم التي قاموا بها».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».