المعارضة السورية تستعيد ما خسرته بريف درعا الشرقي.. وتعد لمهاجمة مدينة إزرع

تجدد الاشتباكات في حي جوبر الدمشقي والغوطة الشرقية للعاصمة

طفل سوري بالقرب من قافلة شاحنات تحمل مساعدات من «برنامج الغذاء العالمي» و»اليونسيف» في ريف حمص باتجاه الرستان شمال مدينة حمص أمس (أ.ف.ب)
طفل سوري بالقرب من قافلة شاحنات تحمل مساعدات من «برنامج الغذاء العالمي» و»اليونسيف» في ريف حمص باتجاه الرستان شمال مدينة حمص أمس (أ.ف.ب)
TT

المعارضة السورية تستعيد ما خسرته بريف درعا الشرقي.. وتعد لمهاجمة مدينة إزرع

طفل سوري بالقرب من قافلة شاحنات تحمل مساعدات من «برنامج الغذاء العالمي» و»اليونسيف» في ريف حمص باتجاه الرستان شمال مدينة حمص أمس (أ.ف.ب)
طفل سوري بالقرب من قافلة شاحنات تحمل مساعدات من «برنامج الغذاء العالمي» و»اليونسيف» في ريف حمص باتجاه الرستان شمال مدينة حمص أمس (أ.ف.ب)

استعادت قوات المعارضة السورية أمس سيطرتها على قرى وبلدات كانت قوات النظام سيطرت عليها أول من أمس، بعد اشتباكات عنيفة خاضتها، وأسفرت عن مقتل 37 مقاتلاً معارضًا، و22 مقاتلاً من القوات النظامية وحلفائها، وجاء هذا التطور بموازاة إطلاق «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أخرى معركة «رص الصفوف» الهادفة إلى السيطرة على منطقة في حي جوبر الدمشقي، المحاذي للغوطة الشرقية للعاصمة السورية.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر أمس أن مقاتلي المعارضة في محافظة درعا تمكنوا من استعادة السيطرة على المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام أول من أمس قرب بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشمالي الشرقي، وإعادة فتح طرق إمدادات المقاتلين التي تربط بين درعا ومنطقة اللجاه التي تتقاسمها محافظتا درعا والسويداء - وبين درعا والبادية السورية، بالإضافة إلى تدمير 5 دبابات وناقلات جند مدرعة وقتل 22 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وأسر آخرين.
وأفاد ناشطون في جنوب سوريا بأن 3 جنود نظامين أسرتهم قوات المعارضة قرب معسكر اللواء 12 التابع للجيش النظامي، شمال بصر الحرير كانوا ضمن مجموعة عسكرية تحاول التقدم باتجاه القرى الخاضعة لسيطرة المعارضة، في الريف الشرقي للمحافظة. وأشار ناشطون إلى استعادة السيطرة على قرى رسم الخوابي واشنان والدلاسة بمنطقة اللجاه بأقصى شمال شرقي محافظة درعا. وتناقل ناشطون صور لـ3 أسرى، قالوا إنهم من قوات النظام، ألقوا القبض عليهم خلال المعارك بينما تناقل آخرون صورًا لمدرعات ودبابات غنموها من المعركة.
جاء هذا التحرك مع إعلان مصدر معارض سوري في ريف محافظة درعا لـ«الشرق الأوسط» أن قوات المعارضة «لن تكتفي باستعادة السيطرة على المناطق التي تقدمت فيها، إذ تعد الآن لإطلاق معركة عسكرية للسيطرة على مدينة إزرع» الخاضعة لسيطرة النظام، وتعد من أبرز معاقله في المحافظة. ومن ناحية أخرى، مقابل نكسة القوات النظامية في بصر الحرير، فإنها ردّت بقصف جوي استهدف مناطق في مدينة انخل وبلدتي سملين وناحتة، إضافة إلى بلدة مليحة العطش، وبلدة صيدا، كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة الحراك.
في غضون ذلك، أفاد ناشطون معارضون باستمرار الاشتباكات العنيفة في حي جوبر بالعاصمة دمشق بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني وعناصر حزب الله اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، وذلك في محاولة من الأخير التقدم واستعادة السيطرة على منطقة الطيبة، بعد إعلانها معركة «رص الصفوف» في جوبر. وترافقت المعارك مع قصف عنيف ومتبادل وغارات نفذها الطيران الحربي على مناطق في حي جوبر، بينما أصيب أكثر من 7 مدنيين بجراح، إثر سقوط عدة قذائف هاون على أماكن في المنطقة الصناعية بضاحية القابون.
وحول العمليات الجارية أفاد ناشطون أمس بأن مقاتلين من «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«جبهة النصرة»، أحرزوا تقدمًا في قطاع طيبة في حي جوبر ومؤسسة الكهرباء، في حين اندلعت اشتباكات على جبهة زبدين في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع معارك حي جوبر. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 3 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الاشتباكات المستمرة مع «النصرة» في محيط بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، بينما ارتفع إلى 6 عدد الصواريخ التي أطلقتها قوات النظام ويعتقد أنها من نوع أرض – أرض، على مناطق في البلدة.
أما في محافظة حلب فقد أفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في حي صلاح الدين جنوب غربي مدينة حلب، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين على مناطق الاشتباك، ما أسفر عن مقتل 7 عناصر على الأقل من قوات النظام، بالإضافة لمقاتلين اثنين من الفصائل الإسلامية والمقاتلة. وسقطت قذيفتا هاون على مناطق في حي الحمدانية بينما قصفت الكتائب المقاتلة بعدد من القذائف المحلية مناطق سيطرة قوات النظام في محيط حي الشيخ سعيد بجنوب المدينة. وتزامنت هذه الاشتباكات مع معارك أخرى في محيط حجاره غربية، قرب بلدة خناصر بريف حلب الجنوبي. كذلك اندلعت اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في محيط مطار كويرس العسكري بالمحافظة. وفي المقابل، فتحت قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق بالقرب من مفرق الطامورة على أوتوستراد غازي عنتاب بشمال المحافظة.
وفي محافظة إدلب، قصف الطيران المروحي التابع لقوات النظام بالبراميل المتفجرة أحياء وضواحي في مدينة معرة النعمان في ريف محافظة إدلب، ما أدى إلى مقتل 5 مواطنين على الأقل معظمهم من الأطفال، بينما نفذ الطيران الحربي 4 غارات على مناطق في بلدة كورين بريف المحافظة.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.