واشنطن تطالب ببدء العملية الانتقالية فوراً في السودان

9 أعضاء في مجلس الأمن يطالبون كل الأطراف بـ«ضبط النفس»

TT

واشنطن تطالب ببدء العملية الانتقالية فوراً في السودان

شدّد نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، على أن العملية الانتقالية في السودان «يجب أن تبدأ العمل فوراً» للوفاء بالتزامات الإعلان الدستوري وتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام، داعياً إلى المحاسبة على الجرائم الأكثر خطورة في البلاد. فيما طالب 9 من الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن كل الأطراف السودانية بـ«التحلي بأقصى درجات ضبط النفس»، في ضوء أعمال العنف التي أدت إلى سقوط كثير من الضحايا خلال المظاهرات.
وكان الدبلوماسي الأميركي الرفيع يلقي كلمة بلاده خلال جلسة لمجلس الأمن حول عمل المحكمة الجنائية الدولية بخصوص الوضع في إقليم دارفور بالسودان، إذ كرر استعداد بلاده لـ«الانخراط مع المحكمة الجنائية الدولية لتعزيز هدفنا المشترك المتمثل في ضمان المساءلة على الجرائم الدولية الأكثر خطورة». وأكد أن الحالات التي يحيلها مجلس الأمن «يجب أن تعطى أولوية أكبر في عمل مكتب المدعي العام» للمحكمة كريم خان، مضيفاً أن الولايات المتحدة «لا تزال ملتزمة بالمساءلة عن الوضع في دارفور»؛ لأنها «ضرورية لتحقيق سلام واستقرار دائمين في السودان». وشدّد ميلز على أن العملية الانتقالية المستعادة «يجب أن تبدأ العمل فوراً للوفاء بالتزامات الإعلان الدستوري وتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام»، ملاحظاً أن الميليشيات المسلحة وأنصارها «واصلوا مهاجمتهم وقتلهم ونهبهم في دارفور مع الإفلات من العقاب». وقال إن «العنف الطائفي - مع استمرار دورات الهجمات والهجمات المضادة بدلاً من أي حل حقيقي - يهدد التماسك الاجتماعي، ويقلل من احتمال التعايش السلمي، واستدامة عملية السلام». وإذ ندّد بهجمات ديسمبر (كانون الأول) الماضي على مستودعات برنامج الغذاء العالمي ومرافق التخزين الأخرى، أضاف: «أُجبر آلاف الأشخاص على الفرار إلى تشاد»، مكرراً المطالبة بـ«إجراء تحقيق كامل ومحاسبة الجناة». وأكد أنه «يجب على السلطات السودانية بذل مزيد من الجهد لمعالجة الفراغ الأمني، وضمان حماية المدنيين»، معتبراً أن «العدالة والمساءلة جزء حيوي من اتفاقية جوبا للسلام». وزاد: «تحض الولايات المتحدة بشدة السلطات على مواصلة الامتثال لالتزاماتها القانونية الدولية بموجب قرار مجلس الأمن 1593 والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية»، داعياً السلطات إلى الاستمرار في السماح لفرق المحكمة بالسفر داخل البلاد والتعاون مع طلبات الأدلة وغيرها من المعلومات والمساعدات، بما في ذلك من خلال تعيين جهات اتصال لمكتب المدعي العام. ونبّه إلى أن «أولئك الذين صدرت بحقهم أوامر توقيف من المحكمة الجنائية الدولية يجب أن يواجهوا العدالة وأن يُنقلوا لمحاكمتهم».
وعقب اجتماع مجلس الأمن، أصدر 9 من أعضاء مجلس الأمن، هم ألبانيا والبرازيل وفرنسا والغابون وغانا وآيرلندا والمكسيك والنرويج وبريطانيا، بياناً مشتركاً تلاه المندوب المكسيكي الدائم لدى الأمم المتحدة خوان رامون دي لا فوينتي، الذي قال: «نعرب عن قلقنا البالغ إزاء الانقلاب العسكري في السودان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021». ودعا أيضاً الأطراف السودانية إلى «الامتناع عن اللجوء إلى العنف»، مشدداً على «أهمية الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير». وأضاف: «نحن قلقون أيضاً إزاء تأثير عدم الاستقرار السياسي على الوضع الأمني في دارفور، وندعو السودان إلى تقديم دعمه التام وتعاونه مع مكتب المدعي العام» للمحكمة الجنائية الدولية في هذا الصدد.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.