بوركينا فاسو ترافق الكاميرون إلى ثمن نهائي «أمم أفريقيا»... وكاب فيردي تنتظر

المغرب لتأكيد صدارته على حساب الغابون ومعركة شرسة بالمجموعة الثانية على بطاقتي التأهل... وغانا تواجه جزر القمر لتفادي الخروج المبكر... والجزائر في مأزق

أبو بكر مهاجم الكاميرون وهداف البطولة (رقم 10) يسجل في مرمى كاب فيردي (رويترز)
أبو بكر مهاجم الكاميرون وهداف البطولة (رقم 10) يسجل في مرمى كاب فيردي (رويترز)
TT

بوركينا فاسو ترافق الكاميرون إلى ثمن نهائي «أمم أفريقيا»... وكاب فيردي تنتظر

أبو بكر مهاجم الكاميرون وهداف البطولة (رقم 10) يسجل في مرمى كاب فيردي (رويترز)
أبو بكر مهاجم الكاميرون وهداف البطولة (رقم 10) يسجل في مرمى كاب فيردي (رويترز)

ضمنت الكاميرون، مضيفة كأس أمم أفريقيا العبور إلى الدور ثمن النهائي في صدارة المجموعة الأولى إثر تعادلها 1 - 1 مع كاب فيردي التي لها أمل كبير ضمن أفضل ثوالث، وحصدت بوركينا فاسو المركز الثاني بالتعادل أيضاً بالنتيجة نفسها مع إثيوبيا. وستكون المعركة شرسة بين السنغال وغينيا اللتين تواجهان مالاوي وزمبابوي اليوم من أجل التأهل عبر المجموعة الثانية، فيما تلعب الغابون مع المغرب (الضامن تأهله) لخطف المقعد من غانا التي تواجه جزر القمر في المجموعة الثالثة.
ودخلت الكاميرون مباراتها أمام كاب فيردي وهي ضامنة تذكرة التأهل لثمن النهائي وكانت تبحث عن تأمين صدارة المجموعة الأولى لكن تعادلها 1 - 1 جدد آمال الأخيرة في خطف بطاقة ضمن أفضل فرق تحتل المركز الثالث.
ورفع منتخب الكاميرون رصيده إلى سبع نقاط في صدارة المجموعة، فيما تأهل منتخب بوركينا فاسو ببطاقة المركز الثاني بعد تعادله مع نظيره الإثيوبي 1 - 1 رافعاً رصيده إلى أربع نقاط ومتفوقاً بفارق المواجهات المباشرة على كاب فيردي فيما ودعت إثيوبيا البطولة بنقطة واحدة.
وتقدم منتخب الكاميرون عن طريق فينسن أبو بكر في الدقيقة 39، الذي سجل هدفه الخامس بالبطولة، قبل أن يدرك غاي رودريغيز التعادل لكاب فيردي بطريقة رائعة بالكعب في الدقيقة 53. وفي المباراة الثانية تقدم سيريل بايالا بهدف لبوركينا فاسو في الدقيقة 24، ثم أدرك غيتانيه كيبيدي التعادل لإثيوبيا من ضربة جزاء في الدقيقة 50. وسيكون على منتخب كاب فيردي انتظار نهاية دور المجموعات للتعرف على مصيره.
في المجموعة الثالثة، ستكون كفّة الجهد أرجح من كفّة الحظّ في خطف ثاني بطاقات التأهل مع المغرب التي سبق أن حسمت عبورها.
وفي ضوء ضعف آمال منتخب جزر القمر في الاستمرار بالمسابقة بخسارتين في الجولتين الأوليين، سيكون الصراع بين الغابون التي تواجه المغرب، وغانا التي تلعب مع جزر القمر.
ويحتل المنتخب الغابوني المركز الثاني مع أربع نقاط من فوز (بهدف نظيف على جزر القمر) وتعادل (1 - 1 مع غانا)، فيما تحتل غانا المركز الثالث مع نقطة واحدة (خسارة 1 - صفر أمام المغرب، وتعادل مع الغابون).
وعقب فوزه على جزر القمر، حافظ منتخب المغرب على سلسلة انتصاراته مع مدربه البوسني (فرنسي الجنسية) وحيد خليلودزيت، الذي تولى المسؤولية خلفاً للمدرب الفرنسي هيرفي رينار في أغسطس (آب) 2019، للمباراة الـ11 على التوالي في مختلف اللقاءات الرسمية والودية، حيث أحرز لاعبوه خلالها 26 هدفاً، وسكن شباكه هدف وحيد.
وترجع آخر مباراة عجز خلالها المنتخب المغربي عن تحقيق الفوز مع خليلودزيتش إلى 26 مارس (آذار) الماضي، حينما تعادل من دون أهداف مع موريتانيا، بالتصفيات المؤهلة للبطولة الحالية لأمم أفريقيا.
ورغم ضمان التأهل، سيحاول منتخب المغرب مواصلة سلسلة انتصاراته والثأر لخسارته 2 - 3 أمام الغابون بدور المجموعات بنسخة 2012، وهي المواجهة الوحيدة التي جرت بين المنتخبين بالبطولة القارية.
لكن التعادل سيكون كافياً للمنتخب الغابوني للتأهل إلى الأدوار الإقصائية للمرة الثالثة في تاريخه بعد نسختي 1996 و2012، ليضمن المركز الثاني ويلعب في الدور المقبل مع وصيف المجموعة الأولى. وفي حال خسارته، ستكون الفرصة سانحة لغانا للعبور إذا تفوّقت على جزر القمر بفارق هدفين أو أكثر.
وبالتالي، سيكون أول فوز للغانيين لتجنب خروج مبكر، بعدما أضاع فرصة خوض المباراة الأخيرة بأريحية أكبر حينما سقط في فخ التعادل أمام الغابون في الأنفاس الأخيرة بالجولة الماضية.
أما جزر القمر التي تشارك للمرة الأولى في البطولة، فستلعب على ورقة المركز الثالث للإبقاء على حظوظها في العبور، لكن ذلك يعني فوزاً على غانا وانتظار نتائج المجموعات الأخرى.
وستخسر غانا، حاملة ألقاب 1963، و1965، و1978 و1982، خدمات مهاجمها بنجامين تيتيه الذي اعتدى باللكم على أحد لاعبي الغابون عقب انتهاء المباراة بينهما في الجولة الثانية بالتعادل 1 - 1.
وقالت لجنة الانضباط في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) في بيان، إنها قررت «إيقاف لاعب غانا بنجامين تيتيه لمباراة واحدة إضافية، بالإضافة إلى إيقافه التلقائي لمباراتين. ونتيجة لذلك، تم إيقاف اللاعب لثلاث مباريات».
ووجهت اللجنة تحذيراً للمنتخبين على «سلوكهما غير الرياضي بعد صافرة الحكم».
في المقابل، ورغم ضمان تأهل المغرب رسمياً إلى ثمن النهائي، سيسعى «أسود الأطلس» إلى تعزيز صدارتهم أمام الغابون.
ويحتل حامل لقب 1976 صدارة المجموعة مع ست نقاط، وسيكون بحاجة إلى التعادل فقط من أجل ضمان مواجهة ثالث أي من المجموعات الأولى والثانية والسادسة في الدور المقبل.
وقال اللاعب المغربي ريان ماي: «علينا الفوز بالمباراة الثالثة، وإنهاء دور المجموعات بالصدارة. هذا هو الأهم بالنسبة لنا الآن».
وفي المجموعة الثانية وبعد أن سبق وعزز المنتخبان الجاران السنغالي والغيني حظوظهما بالتأهل إلى الدور ثمن النهائي بتعادلهما سلباً في ديربي غرب أفريقيا على ملعب «كويكونغ ستاديوم» في بافوسام في الجولة الثاني، سيكون التعادل مع مالاوي وزيمبابوي توالياً، ضامناً عبورهما سويّاً إلى الدور المقبل الذي يتأهل إليه أصحاب المركزين الأولين في المجموعات الست، إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث.
ويتشارك المنتخبان السنغالي والغيني صدارة المجموعة برصيد أربع نقاط لكل منهما بعد فوز الأول بقيادة مهاجم ليفربول ساديو ماني على زيمبابوي، وغينيا بقيادة زميله في الفريق الإنجليزي نابي كيتا على مالاوي بنتيجة واحدة 1 - صفر، إضافة إلى التساوي بفارق الأهداف.
ويلتقي متصدر تلك المجموعة في الدور المقبل مع صاحب المركز الثالث في أي من المجموعات الأولى والثالثة والرابعة، بينما يلعب وصيف المجموعة مع صاحب المركز الثاني في المجموعة السادسة. وربما ستكون نقطة التعادل أمام السنغال كافية أيضاً للمنتخب للمالاوي لبلوغ الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخه، بعدما عجز عن اجتياز مرحلة المجموعات في مشاركتيه السابقتين عامي 1984 و2010. كما أن الخسارة من المنتخب السنغالي، ربما لن تقف حائلاً أمام صعود مالاوي للدور المقبل عبر الوجود ضمن أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست، ليلتقي حينها إما مع منتخب نيجيريا، الذي ضمن صدارة المجموعة الرابعة منذ الجولة الثانية، أو متصدر ترتيب المجموعة الثالثة.
وفي حال خسارة مالاوي من السنغال وفوز زيمبابوي على غينيا، سيظل المنتخب المالاوي محافظاً على المركز الثالث، رغم تساويه حينذاك في رصيد 3 نقاط مع نظيره الزيمبابوي، الذي سيبقى متذيلاً للترتيب، وذلك بعد فوزه 2 - 1 في المواجهة التي جرت بينهما بالجولة الثانية.
على جانب آخر، كانت صدمة خسارة المنتخب الجزائري أمام غينيا الاستوائية المتواضعة صفر - 1 ضمن المجموعة الخامسة، هي أبرز أحداث البطولة إلى الآن، حيث بات حامل اللقب يواجه خطر الخروج المبكر من الدور الأول. ووضعت غينيا الاستوائية حداً لسجل الجزائر الخالي من الهزيمة منذ 2018 بعدما سجل إستيبان أوبيانغ هدفاً في الشوط الثاني ليقود منتخب بلاده للفوز ومنعشاً آماله في تخطي الدور الأول.
وجاءت خسارة منتخب الجزائر، بطل نسخة 2019 في مصر، لتحرمه من معادلة الرقم القياسي لإيطاليا في المباريات المتتالية من دون هزيمة والذي سجلته بطلة أوروبا العام الماضي بعدم الخسارة في 37 مباراة. وتجمد رصيد الجزائر عند نقطة واحدة في ذيل المجموعة التي تتصدرها كوت ديفوار بأربع نقاط من مباراتين، تليها غينيا الاستوائية (3 نقاط) ثم سيراليون (2). وستخوض الجزائر مباراة مصيرية الخميس، أمام كوت ديفوار في ختام مباريات المجموعة، والفوز وحده هو سبيلها للتأهل إلى دور الستة عشر بصرف النظر عن نتيحة مباراة غينيا الاستوائية وسيراليون التي ستقام في اليوم نفسه.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».