أعلنت أرمينيا استعدادها لتطبيع العلاقات وفتح الحدود مع تركيا من دون شروط مسبقة، وذلك بعد نحو 3 عقود من القطيعة بين البلدين الجارين.
وقال نائب رئيس برلمان أرمينيا، هاكوب أرشكيان، إن «موقفنا لم يتغير، أرمينيا مستعدة لفتح الحدود وبدء تطبيع العلاقات مع تركيا دون شروط مسبقة». وأكد أرشكيان، في كلمة خلال جلسة للبرلمان أمس، أن ذلك يلبي مصالح أرمينيا وشعبها.
واتفقت تركيا وأرمينيا، خلال أول جولة لمفاوضات تطبيع العلاقات عقدت بين ممثليهما في موسكو الجمعة الماضي، على مواصلة المفاوضات بهدف التطبيع الكامل للعلاقات دون شروط مسبقة.
وقالت الخارجية التركية، في بيان حول أول لقاء بين الممثلين الخاصين لتطبيع العلاقات، التركي سردار كيليتش، والأرميني روبن روبينيان، إن اللقاء جرى في أجواء إيجابية وبناءة، وتبادلا خلاله وجهات النظر الأولية حول عملية التطبيع بين البلدين. وأضاف البيان أن الطرفين اتفقا، في ختام اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف الساعة، على مواصلة المفاوضات للتطبيع الكامل دون شروط مسبقة، مشيراً إلى أنه سيتم تحديد مكان وموعد الاجتماع الثاني بين الممثلين الخاصين في وقت لاحق من خلال القنوات الدبلوماسية.
وفي 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عيّنت تركيا سفيرها السابق لدى واشنطن سردار كيليتش ممثلاً خاصاً بخصوص تطبيع العلاقات مع أرمينيا، التي عيّنت من جانبها نائب رئيس البرلمان روبن روبينيان ممثلاً خاصاً في إطار عملية الحوار من أجل تطبيع العلاقات. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الاجتماع الأول بينهما استهدف رسم خريطة طريق لمزيد من الخطوات وإجراءات بناء الثقة.
ورفعت أرمينيا منذ الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي حظراً على البضائع التركية فرضته منذ عام 1993. كما حصلت شركة الطيران الأرمينية «فلاي وان أرمينيا» على إذن من السلطات التركية لتسيير رحلات بين البلدين.
ويسود خلاف، وصل إلى حد العداء والقطيعة بين تركيا وأرمينيا بسبب ملف مقتل 1.5 مليون أرمني على يد القوات العثمانية عام 1915 في أحداث تعتبرها أرمينيا إبادة جماعية، وقعت إبان الحرب العالمية الأولى، إضافة إلى قضايا أخرى، منها الدعم التركي لأذربيجان في قضية ناغورني قره باغ.
ووقّعت تركيا وأرمينيا اتفاق سلام تاريخياً عام 2009 لاستئناف العلاقات وفتح حدودهما المشتركة بعد إغلاق دام نحو 3 عقود منذ اندلاع الحرب بينهما، على خلفية إقليم ناغورني قره باغ عام 1993. لكن الاتفاق لم يصدق عليه، وظلت العلاقات متوترة.
وكانت أرمينيا حصلت، بعد الاستقلال، على دعم تركي، تمثل في إرسال مساعدات إنسانية لها لمواجهة أزمتها الاقتصادية، بالإضافة إلى بذل جهود من أجل انضمامها إلى مختلف المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية، لكن قبل تبادل البلدين للبعثات الدبلوماسية، احتلت أرمينيا إقليم «قره باغ» الأذربيجاني، ما أدى إلى تدهور العلاقات بين أنقرة ويريفان.
وتسبب احتلال أرمينيا لمنطقة كلبجار الأذربيجانية عام 1993، في إعلان تركيا قطع علاقاتها التجارية المباشرة مع يريفان، إضافة إلى إغلاق المعابر الحدودية وقطع خطوط النقل البرية والجوية معها.
أرمينيا مستعدة لتطبيع علاقاتها مع تركيا «دون شروط»
أرمينيا مستعدة لتطبيع علاقاتها مع تركيا «دون شروط»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة