منظمة العمل الدولية: انتعاش سوق العمل بعد «كورونا» سيتطلب أعواماً

أشخاص يضعون كمامات في برلين (د.ب.أ)
أشخاص يضعون كمامات في برلين (د.ب.أ)
TT

منظمة العمل الدولية: انتعاش سوق العمل بعد «كورونا» سيتطلب أعواماً

أشخاص يضعون كمامات في برلين (د.ب.أ)
أشخاص يضعون كمامات في برلين (د.ب.أ)

أكدت الأمم المتحدة، اليوم (الاثنين)، أن وباء «كوفيد - 19» لا يزال يلقي بثقله على الوظائف وسوق العمل حول العالم بحيث إن انتعاش السوق وعودة أرقامها إلى مستويات ما قبل الأزمة الصحية قد يتطلبان أعواماً.
واضطرت منظمة العمل الدولية لمراجعة توقعاتها بشأن انتعاش السوق هذا العام، وخفضتها بشكل كبير، لا سيما بسبب تأثير تفشي المتحورتين «دلتا» و«أوميكرون» على معظم دول العالم، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المدير العام لمنظمة العمل الدولية غي رايدر: «بعد عامين على بدء الأزمة، لا تزال الآفاق هشة والطريق إلى التعافي بطيئة وغير مؤكدة». وأضاف: «بدأنا نلاحظ أضراراً يحتمل أن تكون مستدامة في سوق العمل، ونشهد على ارتفاع مقلق في الفقر واللامساواة»، مشيراً على سبيل المثال إلى «العديد من العاملين المُرغمين على تغيير وظائفهم»، مثلما هي الحال في قطاع السياحة والرحلات الدولية؛ حيث أثرت القيود الصحية المضادة لتفشي «كوفيد - 19» على سير العمل بشكل كبير.
ولا تزال نسبة البطالة الرسمية أعلى مما كانت عليه قبل الوباء، بحيث قدرت منظمة العمل الدولية وصول عدد العاطلين عن العمل إلى 207 ملايين شخص، مقابل 186 مليون عاطل عن العمل في عام 2019، على أن تبقى مرتفعة حتى عام 2023 على الأقل.
وتتوقع المنظمة أن يبقى معدل النشاط الإجمالي أقل بـ1.2 في المائة من معدل عام 2019.
وشددت على أن الأزمة الصحية التي تسببت في وفاة أكثر من 5.5 مليون شخص حول العالم، بحسب الأرقام الرسمية، وفي آلاف مليارات الدولارات من الخسائر، أثرت بشكل أكبر بكثير مما تُريه الأرقام الرسمية؛ لأن الأخيرة لا تشمل الأشخاص الذين تركوا سوق العمل.
وقال رايدر: «لن نتعافى من هذا الوباء من دون انتعاش بعيد المدى لسوق العمل. ومن أجل أن يكون مستداماً، يجب أن يكون الانتعاش مبنياً على أُسس العمل المُحترَم؛ بما فيها الصحة والأمن والمساواة والحماية الاجتماعية والحوار الاجتماعي».
وبحسب التقرير، تُظهر أميركا الشمالية وأوروبا علامات انتعاش بارزة أكثر، على عكس جنوب شرقي آسيا وأميركا الجنوبية والكاريبي.
على المستوى الوطني، تلحظ منظمة العمل الدولية أن «انتعاش سوق العمل هو الأقوى في الدول ذات الدخل المرتفع، فيما هو الأضعف في الاقتصادات ذات الدخل المتوسط الأدنى».
ويرد أيضاً في التقرير أن «النتائج غير المتناسبة للأزمة على وظائف النساء ستستمر في السنوات المقبلة». ويشير التقرير أيضاً إلى أن إغلاق المدارس أحياناً لفترات طويلة جداً «ستكون له آثار متتالية على المدى الطويل» عند الشباب والشابات؛ خصوصاً الذين ليسوا متصلين بشبكة الإنترنت.
ويعدّ رايدر أنه «من دون تضافر الجهود والسياسات الفعالة على المستويين الدولي والوطني، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر سنوات في بعض البلدان لإصلاح الأضرار»، مع عواقب طويلة الأجل «بالنسبة لمعدل المشاركة ودخل الأسرة، ولكن أيضاً من أجل التماسك الاجتماعي وحتى السياسي».
ونشرت منظمة «أوكسفام»؛ التي تناضل ضد اللامساوة حول العالم، تقريراً، الاثنين، أشارت فيه إلى أن «اللامساواة تساهم في وفاة ما لا يقل عن 21 ألفاً يومياً؛ أي شخص واحد كل 4 ثوان».
وشهدت الثروات المتراكمة لمجموع أصحاب المليارات منذ بداية وباء «كوفيد - 19» زيادة بمقدار 5 تريليونات دولار أميركي؛ أي «أكبر ارتفاع في ثروة أصحاب المليارات منذ بدء تدوين الإحصاءات»، لتصل إلى أعلى مستوياتها؛ أي 13.800 مليار دولار، فيما تراجعت مداخيل 99 في المائة من البشرية.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«المركزي الأوروبي» يخفض أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام

لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
TT

«المركزي الأوروبي» يخفض أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام

لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)

خفض البنك المركزي الأوروبي، الخميس، أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام، مع إبقاء الباب مفتوحاً لمزيد من التيسير النقدي في المستقبل، مع اقتراب معدلات التضخم من الهدف واستمرار ضعف الاقتصاد.

وخفض «المركزي» للدول العشرين التي تتشارك اليورو معدل الفائدة على الودائع البنكية، والذي يؤثر على ظروف التمويل في المنطقة، إلى 3 في المائة من 3.25 في المائة. وكان المعدل قد وصل إلى مستوى قياسي بلغ 4 فقط في يونيو (حزيران) الماضي، وفق «رويترز».

وأشار البنك إلى إمكانية إجراء تخفيضات إضافية من خلال إزالة الإشارة إلى الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوى «مقيد بشكل كافٍ»، وهو مصطلح اقتصادي يشير إلى مستوى تكاليف الاقتراض الذي يكبح النمو الاقتصادي.

وقال البنك المركزي الأوروبي: «إن ظروف التمويل تتحسن، حيث تعمل تخفيضات أسعار الفائدة الأخيرة التي أجراها مجلس الإدارة على جعل الاقتراض الجديد أقل تكلفة للشركات والأسر تدريجياً. لكنها تظل متشددة لأن السياسة النقدية تظل مقيدة ولا تزال الزيادات السابقة في أسعار الفائدة تنتقل إلى المخزون القائم من الائتمان».

ولا توجد تعريفات عالمية لمستوى الفائدة الذي يعدّ مقيداً، لكن الاقتصاديين يرون عموماً أن المستوى المحايد، الذي لا يعزز النمو ولا يبطئه، يتراوح بين 2 و2.5 في المائة.

وبموجب قرار الخميس، خفض البنك المركزي أيضاً معدل الفائدة الذي يقرض به البنوك لمدة أسبوع إلى 3.15 في المائة ولمدة يوم واحد إلى 3.40 في المائة.

ولم يتم استخدام هذه الآليات بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث وفَّر البنك المركزي النظام المصرفي باحتياطيات أكثر من حاجته عبر برامج ضخمة لشراء السندات والقروض طويلة الأجل.

لكنها قد تصبح أكثر أهمية في المستقبل مع انتهاء هذه البرامج. وأكد البنك المركزي الأوروبي، الخميس، أنه سيوقف شراء السندات بموجب برنامجه الطارئ لمواجهة جائحة كورونا هذا الشهر.