«طالبان» تطلب مساعدة الصين للحصول على اعتراف دولي

مواطنون أفغان يتابعون عرضا عسكريا لمقاتلي طالبان في مدينة ميمنة بإقليم فايراب (أ.ف.ب)
مواطنون أفغان يتابعون عرضا عسكريا لمقاتلي طالبان في مدينة ميمنة بإقليم فايراب (أ.ف.ب)
TT

«طالبان» تطلب مساعدة الصين للحصول على اعتراف دولي

مواطنون أفغان يتابعون عرضا عسكريا لمقاتلي طالبان في مدينة ميمنة بإقليم فايراب (أ.ف.ب)
مواطنون أفغان يتابعون عرضا عسكريا لمقاتلي طالبان في مدينة ميمنة بإقليم فايراب (أ.ف.ب)

تسعى حركة «طالبان» للحصول على مساعدة الصين في الحصول على اعتراف رسمي من المجتمع الدولي بحكومتها، وهي خطوة حاسمة يمكن أن تساعد أفغانستان في الوصول إلى نحو 9 مليارات دولار من الاحتياطات المجمدة لها في الخارج، حسبما أفادت به شبكة «بلومبرغ».
وقال بلال كريمي، نائب المتحدث الرسمي باسم حركة «طالبان»: «جميع شروط المجتمع الدولي المطلوبة للاعتراف تم الوفاء بها بالفعل. كل ما نريده من الصين أن تأخذ زمام المبادرة لمساعدة الحكومة الحالية على تحقيق الاعتراف الدولي».
ولم تعترف الولايات المتحدة وحلفاؤها وحتى روسيا والصين بعد بحكومة «طالبان» بسبب المخاوف من استمرار العلاقات مع الإرهاب، وكذلك انتهاكات حقوق الإنسان، وحظر تعليم الفتيات، وقيام بعض هذه الحكومات بإدراج بعض أعضاء حكومة «طالبان» في القائمة السوداء بموجب عقوبات الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وأشارت الشبكة إلى إصرار «طالبان» على أنها أحرزت تقدماً في التعهدات بالسماح للنساء بالدراسة والعمل، ومنع استخدام البلاد في أنشطة إرهابية، وتشكيل حكومة شاملة، منذ توليها السلطة في أغسطس (آب) الماضي. كان من الممكن أن تساعد تلبية هذه الشروط المجموعة على الاقتراب من الحصول على اعتراف دولي رغم صعوبة تحقيق ذلك في الواقع.
وتجنب جهود «طالبان» للحصول على اعتراف دولي جعل من الصعب على الحكومة الأفغانية الوصول إلى الاحتياطات، التي كان من الممكن أن تساعد في تخفيف أزمة السيولة في أفغانستان. حيث حذرت الأمم المتحدة بأن أكثر من نصف سكان البلاد يواجهون جوعاً حاداً، وبأن جميع الأفغان تقريباً قد يعيشون في فقر بحلول منتصف عام 2022.
ولفتت «بلومبرغ» إلى لقاء بين القائم بأعمال وزير الداخلية في حركة «طالبان»، سراج الدين حقاني، مع السفير الصيني وانغ يو في عطلة نهاية الأسبوع، طلب فيه دعم الصين في الحصول على اعتراف رسمي.
وقال وانغ لحقاني، وفقاً لسلسلة تغريدات نشرها نائب المتحدث باسم «طالبان» إنعام الله سمنغاني: «ينبغي على الولايات المتحدة ألا تسعى للانتقام من الأفغان من خلال العقوبات الاقتصادية». وأضاف وانغ: «الولايات المتحدة يجب ألا تستخدم قضايا الحكومة الشاملة، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير، أداةً أو ذريعة للضغط على الحركة».
وشكر حقاني؛ الذي لا يزال على قائمة المطلوبين لدى «مكتب التحقيقات الفيدرالي»، الصين على مساعدتها الإنسانية المباشرة والمستمرة لحكومة «طالبان»، وحث بكين على «التعاون مع أفغانستان في الاعتراف بها». وقال وانغ في تغريدة بعد الاجتماع: «الصين تحترم (طالبان) لاتباعها حكومتها على أساس القيم الثقافية والدينية، دون تقديم التزامات».
وأشارت الشبكة إلى قول الولايات المتحدة الشهر الماضي إنها ستتجاوز «طالبان» وتوسع الطرق التي يمكن أن تساعد بها مجموعات المساعدات الإنسانية في تخفيف أزمة الغذاء المتفاقمة بسرعة. كانت الخطة هي ضخ الأموال مباشرة في الاقتصاد الأفغاني مع الالتفاف على الوزارات الحكومية التي تسيطر عليها «طالبان».
جاءت هذه الخطوة قبل أن تقدم الأمم المتحدة نداءها الأخير للتمويل بمساعدات قياسية بقيمة 5 مليارات دولار من شأنها أن تصل إلى أكثر من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليون نسمة «لمعالجة مستويات الاحتياج العاجلة والكارثية».
كانت الولايات المتحدة قد خططت أيضاً لتقديم 308 ملايين دولار مساعدات للبلاد.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.