«جي إف إتش» المالية تفصل استثماراتها بالبنية التحتية في كيان جديد

برأسمال مليار دولار وتعمل على إدارة محفظة أصول بأكثر من 3 مليارات

«جي إف إتش» المالية تفصل استثماراتها بالبنية التحتية في كيان جديد
TT

«جي إف إتش» المالية تفصل استثماراتها بالبنية التحتية في كيان جديد

«جي إف إتش» المالية تفصل استثماراتها بالبنية التحتية في كيان جديد

أعلنت مجموعة «جي إف إتش» المالية، في البحرين، أمس عن فصل استثماراتها في البنية التحتية تحت شركة إنفراكورب «الشركة» وضخ رأسمال يزيد على مليار دولار في البنية التحتية والأصول المطورة ذات الصلة في الشركة الجديدة المتخصصة بالاستثمارات التي تركز على تسريع نمو وتطوير أصول وبيئات البنية التحتية المستدامة عبر منطقة الخليج والأسواق العالمية.
وقال بيان للمجموعة التي تتخذ من العاصمة البحرينية المنامة مقراً لها، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن الشركة ستدير محفظة تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار من أصول البنية التحتية، بما في ذلك ما يقرب من 250 مليون قدم مربع من أراضي التطوير في الخليج وشمال أفريقيا وجنوب آسيا المخصصة للبنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
وستركز الشركة بشكل خاص على الاستثمارات التي تهدف لتطوير المجتمعات، والاستثمار في اللوجيستيات، التقنيات التي تدعم الاستدامة ومصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى أصول البنية التحتية الاجتماعية عبر قطاعي التعليم والرعاية الصحية.
وقال هشام الريس، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي إف إتش المالية»: «تأتي الشركة استجابة للحاجة الكبيرة والفرصة المتاحة لاستثمارات القطاع الخاص في تطوير البنية التحتية المستدامة، تماشياً مع توجه الاقتصادات العالمية إلى أن تصبح أكثر إنصافاً ووعياً اجتماعياً وبيئياً. هناك حاجة إلى مستويات غير مسبوقة من رأس المال لترقية وتطوير الأسس المستدامة، وإنفراكورب في وضع جيد لتكريس رأس مالها ورؤيتها وأخلاقياتها في الاستثمارات التي تدعم النمو المستدام».
ومضى الريس يقول: «مع إطلاق الشركة، فإننا نستجيب أيضاً لطلب ورغبة المستثمرين، في المنطقة والعالم، للفرص التي لا تحقق عوائد قوية فحسب، بل توفر أيضاً تأثيراً كبيراً في المعايير الاجتماعية والبيئية والحوكمة. يرتبط الاستثمار في البنية التحتية المستدامة ارتباطاً وثيقاً بالتقدم الاجتماعي والاقتصادي، ومن ثم تركز إنفراكورب على زيادة رأس المال وتوظيفه للمساعدة في تلبية احتياجات التنمية الاستراتيجية مع تعزيز الرفاهية الاقتصادية والعوائد لجميع المستثمرين».
وأوضح الريّس: «إن توجيه أصول البنية التحتية من جي إف إتش إلى إنفراكورب سوف يسمح للمجموعة بالتركيز بشكل أكبر على الأصول المالية، مع السماح لشركة إنفراكورب بإدارة وتحقيق العوائد من أصول البنية التحتية والعقارات التي لها دورة استثمار أطول من الأنشطة المصرفية».
وتابع: «نعتقد أن هذه الخطوة سوف تنعكس بشكل إيجابي على نتائج جي إف إتش وجودة ميزانيتنا العمومية، وسوف نتطلع أيضاً إلى إدراج شركة إنفراكورب في بورصات دول مجلس التعاون الخليجي على مدار الـ24 شهراً القادمة وإصدار صكوك خضراء، مما يحقق قيمة أكبر ويوفر فرصة فريدة للمستثمرين».



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.