لينا هويان الحسن: لا يمكنني قبول شخصية المرأة الضعيفة... أطلق عليها الرصاص فوراً

الروائية السورية تتحدث عن «فتنة الخرافة» و«الأنوثة والرجولة»

لينا هويان الحسن
لينا هويان الحسن
TT

لينا هويان الحسن: لا يمكنني قبول شخصية المرأة الضعيفة... أطلق عليها الرصاص فوراً

لينا هويان الحسن
لينا هويان الحسن

نالت الروائية السورية لينا هويان الحسن أخيراً جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة عن نصها «كعب الجنيّة»، وهو رحلة في الزمن وعبر مراكب التاريخ إلى مدن تسكنها الجنيّات، ورحلة الخيالات أيضاً، حيث تكمن الأسطورة التي «تتربص» بالواقع، كما صدرت لها رواية جديدة بعنوان «أنطاكية وملوك الخفاء» (دار التنوير).
وترى لينا الحسن أن الكتابة الأدبية تاريخ من طراز فريد يصل إلى الناس ويؤثر في رؤيتهم لكل ما حدث بالماضي. وبالنسبة إليها، «تتلاشى غواية الواقع أمام فتنة التاريخ، فالكتابة عتق للماضي من النسيان والتهميش والتجاهل، وتحرير للحكايات». أما المؤرخ فهو، كما تقول، «يصوّب نصه باتجاه معيّن تبعاً لنزعته المتحيزة سلفاً. فكل الأدباء يعلمون أنّ كتابة التاريخ تخضع للسلطات السائدة، وهنا يكون التزوير احتمالاً وارداً، وكذلك يغدو تدخّل الكاتب شرعياً ومنقذاً لبعض نسيج الماضي. وأكثر من ذلك يخضعه للسؤال والنقد. ونصي (كعب الجنيّة) هو ابن لحظة حنين إلى مكان قد لا أعود إليه أبداً».
إنها، كما يبدو، مسحورة بـ«فتنة الخرافة القديمة»، ومنها تحبك روايتها «أنطاكية وملوك الخفاء»، كأنها تتوق لمكان يختزل وجوداً قد لا تشعر به، يتلاشى في الأماكن التائهة والأوطان العبثية، ونقرأ في الرواية عن بشر من اتجاهات متباعدة، يلتقون في حيّز يفرض نفسه على واقعهم، حيث يصبح الواقع خليطاً من الخرافة والحقيقة. كيف يعتمل في كتابتها هذا المزيج قبل اتخاذ شكله الروائي الأخير؟
تقول: «هي مسألة اختيار الكاتب لمسرح نصه وشخوصه، حيث تلتقي القصص على نحو غامض مثل مجرى مياه جوفية يقطع رحلته السرية والغامضة صوب النبع. كل من تعامل مع التاريخ أدبياً ينتهي إلى حقيقة لا جدال فيها: التاريخ مطعون بالخيانات والخيانات المتبادلة بين البشر في السلم والحرب، هي التي تصنع الروايات والحكايات. أنطاكية هي امرأة شرسة داست على عنق نهر عنيد هو العاصي وأجبرته على أن يصب في البحر! كيف لا تفتنني هذه الخرافة المؤسِّسة لمدينة كانت عاصمة الشرق ودرته وعاصمة للفلسفة ولفن المسرح؟ هناك التقت كليوباترا بمارك أنطونيو، وفيها ماتت إمبراطورة روما الحمصية جوليا دومنا، وانتهت سيرة الأسرة الحمصية التي حكمت روما وقدّمت خمسة أباطرة حددوا مصير أعظم إمبراطورية في ذلك الزمان، ما جعل رجال السياسة يتذمرون ساخرين من خضوع روما لسوريا بقولهم المثل الذي يعرفه تاريخ الرومان جيداً، (يصب نهر العاصي في التيبر). وفي أنطاكية أُسرت زنوبيا الطموحة وانتهت أروع قصص الكبرياء التي وقفت في وجه روما الطاغية. أنطاكية بالنسبة لي هي كل إناث سوريا الرهيبات».
تقول في الرواية: «إن اكتراثنا لما يقوله الناس، عبودية نعيشها من دون أن ننتبه». هل الناس «همُ الجحيم» بالنسبة للينا هويان الحسن؟ تجيب أنها من سكان القلاع العاجية التي تحميها من حماقات وخواء «الآخرين»، كما سماهم سارتر، وهي ليست حنونة مع هؤلاء «الآخرين».
وتقول بحزم: «لا أصدّق تجربة كاتب محاط بكثير من الأصدقاء أو اجتماعي على نحو مفرط، فالأدب فردي ونرجسي ولا يمكن للكاتب أن ينجو من (تفاهة) اليومي، المعاش وثرثرات الفراغ، إذا لم يسوّر حياته جيداً بسور لا مرئي، لا يمنعه من رؤية ما يحدث حوله، لكن من الضروري أن يعزل نفسه عن انشغالات تضييع الوقت السائدة».
وتصب لعناتها أيضاً على «المدن الحديثة»، التي توفر كل وسائل تمرير الوقت، أثمن ما يملكه الإنسان؛ وتراها «مأساة حقيقية مسألة الوقت الذي يضيّعه البشر في السوشيال ميديا وتسلّيهم بإهدار الحياة... يمكنني التفاهم مع البؤساء الذين يلعبون الـ(كاندي كراش) كل عمرهم، ولا أن أجالس أحداً يمسك هاتفه طوال الوقت. هذا إقرار بالبؤس واستسلام لخواء لا نهاية له. الحياة حلم ساحر وقصير، لا تتسع للقلقين، المتذمرين، العابسين، المتشائمين، الغربان. لا أختار قريباً مني غير النوارس البيضاء».
تصطحب لينا الحسن الأسطورة أيضاً إلى روايتها «بنت الباشا» التي تعود بالتاريخ إلى نساء الحرملك السلطاني في القرن التاسع عشر، وترسم حال المرأة في ذلك العصر، مختزلة، من خلال البطلة «نسليهان»، الرفض النسائي للسلطة الذكورية والأبوية.
نسألها عن قضايا النساء في أدبها وانشغالها بها. فيأتي جوابها: «كيف لا أنشغل بوضع المرأة، خصوصاً في الشرق؟ الأدب بحد ذاته ثورة، ومن الطبيعي أن تفتنني سيرة شابة من أوائل المتحررات. الدرب وعر وطويل أمام أقدام النساء».
وتسرد لنا أنها عاشت في كنف نساء قويّات: «إحدى قريباتي كانت عرّافة شهيرة وكنتُ على تماسٍ يومي معها. معظم أقاربي كانوا يقنصون الصقور ويصطادون الأرانب ويقودون سياراتهم بجنون، وبارودة الصيد هي من أثاث الحياة اليومية. لا مجال إذن لأكبر إلا وأنا أفهم (الأنوثة والرجولة) بمعاييرها الفطرية السليمة الواضحة، المكشوفة. لم أتشوش قط بمفهوم المرأة القوية. نساء قويات يجففن جلود الأفاعي ويصنعن منها تمائم سحرية قد تكون قاتلة! يستحضرن الجان ويخاطبن الأرواح ويقرأن الفلك ككتاب مفتوح! بمعنى ما، أنا حفيدة نساء يسلخن جلود الأفاعي ويتعاملن من الجان! نعم، درستُ الفلسفة في جامعة دمشق ومهووسة بنجوم الفن السابع. لكن المسألة حسمت في وقت مبكر من حياتي، لا يمكنني قبول المرأة الضعيفة، لهذا قد تخلو نصوصي الأدبية من الانشغال بالمرأة الضحية التي يحدّد مصيرها المحيطون. وهذه لن تجد الرحمة عندي. أطلق عليها الرصاص فوراً. لم تتجاوز عندي الصفحة خمسين مثلاً شخصية روزا بنت المختار في رواية (أنطاكية وملوك الخفاء) وشخصية نورجيهان في (بنت الباشا)، وشخصية وسيلة في (نازك خانم)، أقتلهن بنفسي. الأدب تطهير والقارئ يقلّد الأدب، لهذا قمت بتوحيد الملامح للمرأة التي تقدمها نصوصي وتتواطأ معها. باختصار نازك واحدة من نساء كثيرات شغلن صفحات رواياتي: قويّات شرسات سامّات، لا يرحمن ولا يقبلن وصاية أحد. ولديّ تعريف واحد للأنوثة: إنها كبرياء قبل كل شيء».
وهي تشبّه «قرارات الحياة» بـ«معطف صوف، نحمله على الذراع تحسباً لتغيّر الطقس، قد نرتديه أو ننساه ملقى على كرسي المقهى». وتضيف: «التفكير بذاته شجاعة، الكتابة شجاعة، كل حياتي هي لحظات نافرة وصلبة ومنحوتة في الصخر. إكسير الوجود هو الشجاعة في اتخاذ قرارات مدوّية وأحياناً صادمة للمحيطين. أمام اتخاذ القرار (نكون أو لا نكون). في اللحظة المناسبة أشعل النار بكل مراكب العودة، يفتنني الإبحار في العواصف. لا أحب البحر الهادئ ولديّ كثير من الخيارات إزاء كل تفاصيل الحياة، والسبب هو في طريقة تفكيري إزاء الأقدار الكبيرة التي تغيّر حياتنا بقسوة أحياناً. غالباً نكتشف أنّ ما حدث كان لا بد أن يحدث. وحدها الحياة مسموح لها أن تتدخل في حياتي عبر أقدارها الفاتنة حتى الصعبة منها».
ماذا عن نشأتها الأولى، من أين اكتسبت «عوالمها السحرية»؟ نقول: «كان أبي ضابطاً في الجيش، وبسبب عمله عشتُ في أمكنة غريبة جداً، أحتاج إلى أكثر من عمر لاستنفاد عوالمي السوريالية التي خبرتها. الغريب أنه بدأ حياته في الجيش مدرباً في الكلية الحربية بحلب، وهنالك ولدتُ، وختم رحلته الطويلة والصاخبة جنرالاً في حلب بعد أن عشنا في معظم مدن سوريا وأريافها. هو مولع بالأشعار وحافظ لمطالع كل المعلقات ومطّلع على السير الشخصية لمعظم شعراء العرب، وقارئ من الطراز الأول، مولع بالقلاع والحصون الأثرية. وإلى وَقعه الصلب وشجاعته الحاضرة وتفاؤله وروحه المشتعلة بإرادة الحياة، أحبّ الثياب الأنيقة والعطور والأثاث الجيد، ولم يهمل أي تفصيل في الحياة اليومية. كل أشقائي يتذكرون بطرافة كيف كان يدفعنا للنهوض من أسرّتنا الدافئة لنرافقه إلى السطح ليبدأ درس النجوم. لكل نجمة عند البدو حكاية. للسماء عندهم سيرتها المدهشة. باختصار وفّرت لي طفولتي الخصبة مناهلها التي لا تنضب».
وأخيراً، ترى لينا هويان الحسن أن «الكتابة أسلوب عيش»، كما يقول فلوبير، وهي «تشبه علاقة الفلاح بأرضه، حراثة يومية عنيدة، بل أكثر من ذلك هي روتين يومي يغذي مرونة القلم. أنام في وقت مبكر وأنهض قبل شروق الشمس بساعتين. قهوة، صوت فيروز، كتابة وبعدها أتناول فطوري ثم أقوم برحلة المشي اليومية تقريباً بمحاذاة البحر مع كتاب صغير من كتب الجيب، وثمة نحو ساعة مع الشاي الساخن والكتاب وموج البحر، ثم يبدأ يومي الاجتماعي. ومغرمة أيضاً بالطبخ، ولست كسولة بالاعتناء بمنزلي الواسع البيروتي. ولطالما تساءل أصدقائي عن سرّ اختياري لمنازل شاسعة على شخص واحد وقطتين، فأخبرهم أنّ عفاريت الكتابة أيضاً يحتاجون إلى مكان للإقامة. طبعاً يعتقدون أنني أمزح!».



معرض إيطالي لعشرات اللوحات الفنية المصادرة من المافيا (صور)

امرأة تلتقط صوراً لرسوم توضيحية لـ«روميو وجولييت» لسلفادور دالي في معرض «سالفارتي... من المصادرات إلى المجموعات العامة» وهو معرض للأعمال الفنية المعاصرة القادمة من عمليات المصادرة التي نفّذتها السلطات العامة ضد الجريمة المنظمة في ميلانو (أ.ف.ب)
امرأة تلتقط صوراً لرسوم توضيحية لـ«روميو وجولييت» لسلفادور دالي في معرض «سالفارتي... من المصادرات إلى المجموعات العامة» وهو معرض للأعمال الفنية المعاصرة القادمة من عمليات المصادرة التي نفّذتها السلطات العامة ضد الجريمة المنظمة في ميلانو (أ.ف.ب)
TT

معرض إيطالي لعشرات اللوحات الفنية المصادرة من المافيا (صور)

امرأة تلتقط صوراً لرسوم توضيحية لـ«روميو وجولييت» لسلفادور دالي في معرض «سالفارتي... من المصادرات إلى المجموعات العامة» وهو معرض للأعمال الفنية المعاصرة القادمة من عمليات المصادرة التي نفّذتها السلطات العامة ضد الجريمة المنظمة في ميلانو (أ.ف.ب)
امرأة تلتقط صوراً لرسوم توضيحية لـ«روميو وجولييت» لسلفادور دالي في معرض «سالفارتي... من المصادرات إلى المجموعات العامة» وهو معرض للأعمال الفنية المعاصرة القادمة من عمليات المصادرة التي نفّذتها السلطات العامة ضد الجريمة المنظمة في ميلانو (أ.ف.ب)

ينطلق في القصر الملكي في ميلانو «بالاتزو رياله»، يوم الثلاثاء، معرض فني يضم أكثر من 80 لوحة، بينها روائع تحمل توقيع سلفادور دالي، وآندي وارهول، وكريستو، وجورجيو دي شيريكو؛ كلها مصادرة من المافيا جرى إنقاذها على يد محققين متمرسين في تعقّب «الأموال القذرة».

وأوضحت المسؤولة المحلية في المنطقة ماريا روزاريا لاغانا، أن «الأعمال التي كان من المفترض أن تظل مدفونة في دوائر الجريمة المنظمة أُعيدت أخيراً إلى المجتمع لتلعب دوراً رمزياً في مقاومة الجريمة».

منذ سبتمبر (أيلول)، تدير لاغانا الوكالة الوطنية لإدارة الممتلكات المصادرة من عصابات الجريمة المنظمة التي توفّر منصة تتيح للمشترين توجيه أنظارهم إلى الممتلكات المصادرة، بما يشمل سيارات «فيراري» أو دراجات نارية من طراز «هارلي ديفيدسون».

وبينما تُباع هذه السلع بمزادات علنية وباتت في متناول الجميع، يُخصص جزء منها؛ مثل: الشقق، والمنازل، والأراضي الزراعية، مجاناً لمنظمات عامة وأخرى غير حكومية.

أما بالنسبة للأعمال المعروضة في ميلانو، «فهذه سلع كان من الممكن بيعها، لكن تم اختيار الاحتفاظ بها في المتاحف، لأن لها قيمة مهمة»، حسبما أوضحت لاغانا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

«ولادة جديدة»

وقالت لاغانا: «إنها ولادة جديدة لهذه الأعمال، ويبدو الأمر كما لو كنا نُخرجها من الأرض، مثل علماء الآثار، لعرضها في أماكن يمكن للجميع رؤيتها فيها».

يحتوي المعرض الذي يحمل عنوان «سالفارتي... من المصادرات إلى المجموعات العامة» على أكثر من عشرين عملاً تمت مصادرتها في عام 2016 من زعيم في مافيا «ندرانغيتا» النافذة في كالابريا.

امرأة تقف بجوار لوحتَي «بيازا دي إيطاليا» لجورجيو دي كيريكو و«كابانو سولا ريفا» لكارلو كارا في معرض «سالفارتي... من المصادرات إلى المجموعات العامة» وهو معرض للأعمال الفنية المعاصرة القادمة من عمليات المصادرة التي نفّذتها السلطات العامة ضد الجريمة المنظمة في ميلانو (رويترز)

في الغرفة الصغيرة المخصصة للأعمال التي صادرتها محكمة ريجيو كالابريا، مطبوعة حجرية بالحبر الهندي لـ«روميو وجولييت»، بتوقيع الرسام السريالي الإسباني سلفادور دالي (1904 - 1989)، بجانب لوحة «ساحة إيطاليا» الزيتية اللافتة المرسومة على قماش بتوقيع المعلم الإيطالي جيورجيو دي شيريكو (1888 - 1978).

كما أن جدران الموقع مغطاة بقصاصات من صحف تشهد على هذه المضبوطات المذهلة، في حين مقاطع فيديو من الشرطة المالية في ريجيو كالابريا تُعرض بشكل متواصل عند مدخل المعرض.

ويأتي نحو ستين لوحة أخرى من عملية مصادرة أمرت بها محكمة روما في عام 2013 بصفتها جزءاً من عملية احتيال ضخمة مرتبطة بشبكة دولية لغسل الأموال.

ومن بين هذه الأعمال شاشة حريرية لنجم الفن الشعبي الأميركي آندي وارهول (1928 - 1987) بعنوان: «فنون الصيف في الحدائق»، وطباعة حجرية لـ«فينوس مغلفة» بتوقيع الفنان كريستو (1935 - 2020) لفيلا بورغيزي في روما.

امرأة تسير أمام تمثال «قرص به كرة» لأرنالدو بومودورو في معرض «سالفارتي... من المصادرات إلى المجموعات العامة» وهو معرض للأعمال الفنية المعاصرة القادمة من عمليات المصادرة التي نفّذتها السلطات العامة ضد الجريمة المنظمة في ميلانو (رويترز)

وقالت لاغانا: «إبداع وجمال (الفن المتحرر) من الأيدي الإجرامية يتم تقديمه للرؤية الجماعية لتعزيز الثقافة، مع تحفيز الوعي بالطبيعة الخبيثة لآفة المافيا».

وتستخدم المافيا الأعمال الفنية المسروقة بوصفها عملة في تهريب المخدرات والأسلحة. ومن بين أبرز السرقات كانت لوحة «الميلاد مع القديسَيْن فرنسيس ولورانس»، وهي لوحة رسمها كارافاجيو، وسُرقت من كنيسة سان لورينزو في باليرمو عام 1969 وبقيت موضع عمليات بحث مذاك.

ويستمر المعرض الذي يمكن دخوله مجاناً حتى 26 يناير (كانون الثاني) في قصر «رياله» في ميلانو، قبل أن ينتقل إلى قصر الثقافة في ريجيو كالابريا، في الفترة من 8 فبراير (شباط) إلى 27 أبريل (نيسان).