سنة العراق وكرده يدفعون ثمن الانقسام الشيعي

استهداف منزل قيادي في تحالف الحلبوسي ومصرفين كرديين في بغداد

سنة العراق وكرده يدفعون ثمن الانقسام الشيعي
TT

سنة العراق وكرده يدفعون ثمن الانقسام الشيعي

سنة العراق وكرده يدفعون ثمن الانقسام الشيعي

في انتظار قرار المحكمة الاتحادية العراقية بشأن الطعن في شرعية الجلسة الأولى للبرلمان العراقي الجديد التي انعقدت في التاسع من الشهر الحالي وانتهت بانتخاب محمد الحلبوسي (السني) رئيسا للبرلمان، أصبح تحالف الأخير «تقدم» هدفاً لهجمات بالعبوات الناسفة طالت أيضاً تحالف حليفه خميس الخنجر «عزم»، وكذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
ويتوقع مراقبون المزيد من الهجمات من هذا النوع خاصةً إذا ردت المحكمة الاتحادية في جلستها الأربعاء، كما أعلنت أمس، الطعن في شرعية الجلسة البرلمانية التي شهدت تفاهماً بين الكتلة الصدرية والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالفي «تقدم» و{عزم» جدد ولاية الحلبوسي على رأس البرلمان، ما أثار، حسب المراقبين، غضب الفصائل المسلحة الموالية لإيران، التي ترى أن توحد السنة، تحديداً، في جلسة البرلمان موجه ضد الشيعة الذين زادت انقساماتهم بسبب توحيد البيت السني.
وبعد أن أرسلت هذه الفصائل رسالة تحذيرية واحدة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني باستهداف مقر له في بغداد بقنبلة يدوية، فإنها تبعتها برسالة أخرى الليلة الماضية. لكن هذه المرة باستهداف المصالح الكردية، متمثلة بمصرفي «كردستان» و{جيهان» في العاصمة العراقية، بقنبلتين أوقعتا جريحين.
أما العرب السنة، فإنه وبعد استهداف مقر لتحالف الحلبوسي في حي الأعظمية ببغداد، ألقيت قنبلة يدوية على مقر لتحالف الخنجر في حي اليرموك. وأمس (الأحد)، استهدفت عبوة ناسفة مكتب ومنزل عبد الكريم عبطان، النائب عن «تقدم»، في حي السيدية بالعاصمة.
من ناحية ثانية, يتوقع أن يصل هادي العامري, زعيم تحالف الفتح, إلى أربيل اليوم حاملاً مقترحات حول تجاوز الأزمة السياسية الحالية لبحثها مع مسعود بارزاني. وكان العامري التقى الليلة قبل الماضية في النجف مقتدى الصدر، ولكن من دون اختراق لتجاوز الأزمة بين {الإطار التنسيقي} والتيار الصدري.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.