الاتحاد الأوروبي يطرح 10 خطوات لتجنب مآس جديدة للمهاجرين في المتوسط

إيطاليا تواجه المهربين وقمة الخميس تشهد قرارات حاسمة

الاتحاد الأوروبي يطرح 10 خطوات لتجنب مآس جديدة للمهاجرين في المتوسط
TT

الاتحاد الأوروبي يطرح 10 خطوات لتجنب مآس جديدة للمهاجرين في المتوسط

الاتحاد الأوروبي يطرح 10 خطوات لتجنب مآس جديدة للمهاجرين في المتوسط

ناقش الاتحاد الأوروبي، أمس، المطالب بالتحرك لوقف مأساة المهاجرين في بحر المتوسط، الحلول الكفيلة بتنظيم وتوزيع عبء الهجرة. واقترحت المفوضية الأوروبية، أمس، 10 خطوات فورية لمواجهة الوضع المتأزم في البحر المتوسط بعد مقتل مئات المهاجرين نتيجة غرق المراكب التي تقلهم، من بينها تعزيز عمليات الرقابة والإنقاذ في البحر.
وقالت المفوضية في بيان إن هذه الخطوات «التي لقيت الدعم الكامل من قبل وزراء الخارجية والداخلية في الاتحاد الأوروبي المجتمعين في لوكسمبورغ، ستسلم إلى قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي المقررة الخميس المقبل في بروكسل».
ومن بين الخطوات المقترحة تعزيز عمليتي المراقبة والإنقاذ تريتون وبوزيدون اللتين تنفذهما وكالة «فرونتكس» الأوروبية لمراقبة الحدود، عبر زيادة إمكانياتهما المالية ومعداتهما. كما ستوسع منطقة عملهما المحددة حاليا بالمياه الإقليمية لدول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ضبط وتدمير المراكب التي تستخدم لنقل المهاجرين، على غرار ما يحصل في إطار عملية أتالانتي لمكافحة القرصنة قبالة الشواطئ الصومالية. وهناك توجه أيضا إلى تعزيز التعاون بين المنظمات: «يوروبول»، و«فرونتكس»، و«إيزو» و«يورجاست»، لجمع المعلومات حول خطط تحرك المهربين.
وخطوة أخرى تشمل نشر فرق تابعة للمكتب الأوروبي لدعم اللجوء في إيطاليا واليونان للمساعدة في إدارة طلبات اللجوء. وتشمل الخطوة أيضا أخذ بصمات كل المهاجرين بعيد وصولهم إلى أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى درس خيارات عدة لقيام توزيع أكثر توازنا للاجئين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ومن بين الاقتراحات إنشاء برنامج لإسكان الأشخاص الذين حصلوا على صفة لاجئ من قبل المفوضية العليا للاجئين في دول الاتحاد الأوروبي، وسيطلب من دول الاتحاد المشاركة في هذا البرنامج على أساس طوعي، ولم يقدم أي رقم في الاقتراح، إلا أن المفوضية تعتبر أن 5 آلاف شخص قد يستفيدون من هذا الأمر.
كما تم طرح إنشاء برنامج يهتم بإعادة المهاجرين الذين لم يسمح لهم بالبقاء في الاتحاد الأوروبي. وستقوم «فرونتكس» بإدارة هذا البرنامج بالتعاون مع الدول الأوروبية المتوسطية التي تستقبل المهاجرين، بالإضافة إلى إرسال ضباط ارتباط للهجرة إلى بعثات الاتحاد الأوروبي في عدد من الدول. وسيكلفون جمع معلومات حول تدفق المهاجرين. وتشمل الخطوة أيضا التنسيق مع الدول المجاورة لليبيا لإقفال الطرقات التي يستخدمها المهاجرون. وتعتبر النيجر ممرا للمهاجرين الساعين للانتقال إلى أوروبا ولا بد من تعزيز الوجود الأوروبي في هذا البلد.
وأعلن رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رنزي، أن «قوة خفر السواحل الإيطالية طلبوا، أمس، مساعدة سفن تجارية لإغاثة مركبين ينقلان مهاجرين قبالة سواحل ليبيا»، أحدهما ينقل 300 شخص، والآخر زورق مطاطي ينقل مائة إلى 150 شخصا. وأوقف القضاء الإيطالي، أمس، 24 عضوا في شبكة تعمل على تهريب مهاجرين أفارقة إلى أوروبا الشمالية عبر المتوسط وصقلية، وفق ما علم من نيابة باليرمو. ونظم هؤلاء المهربون 15 رحلة على الأقل منذ مايو (أيار) 2014 مقابل ما بين 1500 و2000 دولار لكل شخص، بحسب المصدر ذاته لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن تقرير كبير الحجم لتحقيق نيابة باليرمو، أن مئات المهاجرين يتم وضعهم في مراكب متهالكة ثم يتركهم المهربون في البحر بعد إرسال نداءات استغاثة معولين على أجهزة الإنقاذ الإيطالية لإغاثتهم.
وبدوره، اتهم المفوض الأعلى في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، سياسات الهجرة التي يتبعها الاتحاد الأوروبي، واتهمه بتحويل المتوسط إلى «مقبرة مفتوحة». وعقد وزراء الخارجية والداخلية الأوروبيون اجتماعا استثنائيا، أمس، لبحث المسألة، وشارك المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية، ديمتريس أفراموبولوس، في المحادثات؛ حيث إن شؤون الهجرة تقع ضمن مسؤولياته. وقال أفراموبولوس في تغريدة على الموقع الإلكتروني «تويتر»: «سيتم اتخاذ خطوات صارمة حول الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي».
ويناقش وزراء الخارجية بمفردهم الوضع في ليبيا التي أصبحت نقطت عبور رئيسية للمهاجرين من كل أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط للوصول إلى أوروبا.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، لدى وصولها للمشاركة في اجتماع لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إنه «لا مزيد من الأعذار» لدول الاتحاد لعدم التحرك بعد كارثة غرق مركب المهاجرين الأخيرة في البحر المتوسط وطالبت بخطوات «فورية». ووقعت كارثة الغرق، أول من أمس، بعد أسبوع على حادثي غرق لزوارق أوقعا نحو 450 قتيلا مع تزايد عدد المهاجرين القادمين من ليبيا الغارقة في الفوضى.
وفي حال تأكدت أسوأ المخاوف حول مأساة، أول من أمس، فإن عدد ضحايا حوادث الغرق في البحر المتوسط سيرتفع إلى أكثر من 1600 شخص منذ مطلع العام. ودعت منظمات حقوقية على غرار منظمة العفو الدولية إلى استئناف عمليات البحث والإنقاذ لخفر السواحل الإيطاليين المعروفة بـ«ماري نورستروم» التي علق العمل بها في أواخر العام الماضي.
وأوقفت إيطاليا العمل بعمليات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض في محاولة لإقناع شركائها الأوروبيين بضرورة مساعدتها في الكلفة البالغة 9 ملايين يورو شهريا، وأيضا على خلفية انقسامات حول ما إذا كانت العمليات تشجع المهاجرين بشكل غير مقصود على المجازفة. وقبل كارثة يوم الأحد الماضي، كانت الكارثة الأسوأ في مالطا في سبتمبر (أيلول) 2014، عندما غرق قرابة 500 لاجئ في حادث متعمد قام به المهربون لإرغام اللاجئين على الانتقال إلى قارب أصغر.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2013، قضى أكثر من 360 أفريقيا عندما اشتعلت النيران في القارب الصغير الذي كانوا على متنه قبالة سواحل لامبيدوسا في إيطاليا.



رغم تجميد المساعدات... أوكرانيا «مصممة» على التعاون مع أميركا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (وسط) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (يمين) بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (وسط) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (يمين) بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (إ.ب.أ)
TT

رغم تجميد المساعدات... أوكرانيا «مصممة» على التعاون مع أميركا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (وسط) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (يمين) بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (وسط) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (يمين) بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (إ.ب.أ)

أعلنت أوكرانيا، الثلاثاء، أنها «مصممة» على مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، ولا تزال تريد ضمانات أمنية ذات «أهمية وجودية» بالنسبة إليها، على الرغم من تجميد المساعدات العسكرية الأميركية.

وأكدت حكومتها استعدادها للتوقيع على اتفاق مع الولايات المتحدة «في أي وقت» يمنحها وصولاً تفضيلياً إلى المعادن الأوكرانية والموارد الطبيعية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيش شميغال في مؤتمر صحافي إن «أوكرانيا مصممة تماماً على مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة»، مضيفاً أن واشنطن «شريك مهم وعلينا المحافظة على ذلك».

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك: «بالطبع، لا نتغاضى عن إمكان إجراء مفاوضات مع نظرائنا الأميركيين» بشأن المساعدات العسكرية التي أعلنت واشنطن تعليقها الاثنين.

وأوضح: «نحن نناقش الخيارات مع شركائنا الأوروبيين»، فيما كشف الاتحاد الأوروبي عن خطة حول «إعادة تسليح أوروبا» التي تتيح تقديم دعم عسكري «فوري» لأوكرانيا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في رسالة عرضت فيها الخطة على قادة الاتحاد الأوروبي: «تواجه أوروبا خطراً واضحاً وحاضراً بحجم لم يشهد أي منا مثله في حياتنا».

وعرضت فون دير لاين في الرسالة خطة من خمسة أجزاء لتخصيص حوالي 800 مليار يورو للدفاع الأوروبي، مشيرة إلى «أن مستقبل أوكرانيا حرة ذات سيادة وأوروبا آمنة ومزدهرة، على المحك».

وتهدف القمة الأوروبية التي تعقد في بروكسل الخميس إلى التباحث حول أوكرانيا والأمن الأوروبي ومناقشة هذه الخطة الجديدة.

«الوضع خطير جداً»

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، شرط عدم الكشف عن هويته: «نجمّد ونراجع مساعداتنا للتأكّد من أنّها تساهم في التوصّل إلى حلّ» يوقف الحرب بين موسكو وكييف.

جاءت الخطوة بعد أيام على مشادّة علنية صادمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترمب الذي يسعى إلى وضع حد للحرب في أسرع وقت.

وقال المسؤول في وقت متأخر الاثنين إن «الرئيس أوضح أنّه يركّز على السلام. نحن بحاجة لأن يلتزم شركاؤنا أيضاً بتحقيق هذا الهدف».

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الثلاثاء إن أثر الإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة بدأ يظهر في المركز البولندي جيسيونكا لدعم أوكرانيا لوجيستياً.

كما أعربت وزارة الخارجية البولندية عن أسفها لاتخاذ قرار «ذي أهمية سياسية كبيرة»، وذلك «من دون أي معلومات أو تشاور» مع حلفاء الولايات المتحدة، عادّةً أن «الوضع خطير جداً».

وأكد وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساهكنا، من جانبه، أنه يتعين على أوروبا زيادة وتسريع مساعداتها لأوكرانيا لملء الفراغ بعد القرار الأميركي.

واقترح الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب أن تصبح أوكرانيا تلقائياً عضواً في حلف شمال الأطلسي إذا انتهكت روسيا وقف إطلاق النار في المستقبل.

وأكدت بريطانيا أيضاً التزامها بدعم أوكرانيا بعد القرار، إذ أوضحت أنغيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أنه «يركّز بشدة» على ضمان تحقيق السلام في أوكرانيا.

وفي باريس، عدّ وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي بنيامين حداد أن قرار ترمب «يدفع (السلام) بعيداً لأنه لن يؤدي إلا إلى تعزيز قوة المعتدي على الأرض، وهي روسيا».

في المقابل، عدّ الكرملين أن تجميد المساعدات الأميركية لأوكرانيا «أفضل مساهمة» في السلام.

«وقف الحرب»

في واشنطن، واصل الرئيس الأميركي هجومه على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي بدأه عند لقائهما في المكتب البيضاوي الجمعة، وتحوّل إلى مشادّة علنية صادمة.

وصعّد، الاثنين، تهديداته ضد زيلينسكي، متهماً إياه بأنه «لا يريد السلام» مع روسيا.

لكن الرئيس الأميركي عدّ أن الاتفاق بشأن الوصول إلى المعادن الأوكرانية الذي كان من المفترض أن يوقعه زيلينسكي في واشنطن الجمعة، لا يزال من الممكن إبرامه.

وقال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز» إن زيلينسكي «أبدى رفضاً واضحاً للانخراط في عملية السلام».

وقال الرئيس الأوكراني عبر منصات التواصل الاجتماعي: «من الأهمية بمكان أن نسعى إلى جعل دبلوماسيتنا جوهرية لإنهاء هذه الحرب في أسرع وقت».

وميدانياً، أعلن مسؤولون أوكرانيون سقوط قتلى جراء ضربة صاروخية روسية على منشأة تدريب عسكري على بعد حوالي 130 كيلومتراً من خط الجبهة.