استئناف التحقيق مع مراسل قناة «حزب الله» لدى الحوثيين

TT

استئناف التحقيق مع مراسل قناة «حزب الله» لدى الحوثيين

استأنفت نيابة أمن الدولة وقضايا الإرهاب (غير شرعية) الخاضعة للميليشيات الحوثية في صنعاء التحقيق مع مراسل قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني في صنعاء بتهمة التخابر مع دولة أجنبية بعد ستة أشهر على تعليق التحقيقات بفعل وساطة قيادة في الميليشيات التي تتصارع أجنحتها على النفوذ والسلطة.
ويتهم جناح في الميليشيات الحوثية يقوده أحمد حامد الحاكم الفعلي لمجلس حكم الانقلاب في صنعاء، المراسل بالعمل لصالح طرف آخر في الميليشيات.
وقال مراسل قناة المنار خليل العمري إنه تلقى استدعاءً جديداً من النيابة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة لأخذ أقواله، على خلفية اتهامه لقادة الميليشيات المسؤولين عن الاتصالات بتهريب المكالمات الدولية.
وأوضح أنه كان أوقف النشر عن هذه الواقعة احتراماً لقرار زعيم الميليشيات بتكليف القيادي علي القحوم بحل الإشكال وجبر الضرر، متهماً من وصفهم بـ«شراذم الفساد وخصوصاً الشلة التي تعشق الفضائح»، دون أن يسمي أحداً لكنه يشير بوضوح إلى مجموعة أحمد حامد المعروف بكنية «أبو محفوظ».
كان العمري قد استدعي إلى النيابة في يوليو (تموز) الماضي للتحقيق معه ووجهت لهم تهمة التخابر مع دولة عربية على خلفية ما قال إنها وقائع عن تورط جهاز المخابرات الحوثي في تهريب المكالمات الدولية وتعريض وزارة الاتصالات لخسائر كبيرة بسبب ذلك، بعد أن كتب منشوراً قال فيه إن هناك عمليات تهريب كبرى(عبر الألياف الضوئية) للمكالمات الدولية، وأنها تجري من مبنى (دار البشائر) وهو أحد مباني أجهزة المخابرات المعروفة في قلب صنعاء وعرفت الأدوار الأرضية من المبنى بأنها أسوأ أماكن لاعتقال وتعذيب المعارضين السياسيين منذ سبعينات القرن الماضي.
وبحسب مراسل قناة المنار فإن هناك وثائق رسمية موجودة لديه وقد رفعها لقيادة الميليشيات في 23 مارس (آذار) 2021، ولم يكن يحب الإشارة إليها في حينه «حتى لا تتأكد التهمة، لأن الغرض كان زجرهم من أجل التوقف لا أكثر»، وقال إنهم استدعوه إلى جهاز المخابرات مرتين بسببها. وأنه «وبدلاً من معاقبة الفسدة أُطلقت أيديهم لملاحقة المتسببين في كشفهم».
ومنذ أيام هاجم العمري الجناح المتنفذ في قيادة الميليشيات الحوثية في صنعاء وقال: «مهما بلغ قبحكم لن نندم بل سنواصل رفضنا للقبح من حيث جاء، ونتغنى بالجمال من حيث أسفر».
وأضاف «لن نندم لأن مناصرتنا لكم ليست من أجلكم وإنما من أجل الوطن، لم نصطف خلف شخوص أو جماعة بل خلف الموقف، فإذا ذهب أو تبدل عدنا غير آسفين». وزاد: «أنتم لا تريدون أحراراً بل توابع، لا قيمة لنا عندكم إن لم ننتم إلى الجماعة، ولا اعتبار لانتمائنا إليها إن حدث، ما دمنا لا نقرع طبول المديح».
وتحدى العمري الميليشيات أن تسمي عشرة أو خمسة أو حتى واحداً من المئات الذين استوزرتهم وعينتهم في شتى مواقع ومفاصل الدولة وهو لا ينتمي إلى الجماعة أو الدوائر المتحالفة معها والمفرَخة من فقاساتها، وفق تعبيره.
وبحسب العمري فإن الحوثيين أوقفوا منذ سنين خلت، توزيع الجريدة الرسمية وحجبوا أعدادها (بصيغة PDF) في الموقع الإلكتروني لوزارة الشؤون القانونية في حكومة الانقلاب، حتى لا يطلع الناس على الجريدة السنوية الضخمة من قرارات التعيين الصادرة لعناصر الجماعة المنتمين إلى سلالة زعيمها.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.