5 سنوات حافلة على طرح الـ«آيباد»

في يوم الثالث من أبريل (نيسان) عام 2010 اصطف الزبائن في طابور طويل لكي يتمكنوا من الحصول على «آيباد»، ذلك الجهاز الحديث الذي ابتكرته «أبل» وقتها، والمسبب للحيرة إلى حد ما. وقد سخر منه البعض حيث وصفوه بأنه مجرد «آيفون» كبير الحجم أو باعتباره حلاً يبحث عن مشكلة بينما نظر إليه آخرون باعتباره جهازا يمتلك إمكانات كبيرة ولكنهم عجزوا عن تحديدها. وحتى يومنا هذا، تمكنت الشركة من بيع أكثر من ربع مليار من أجهزة آي باد.

* ابتكار متميز
لم يكن «آيباد» بالطبع أول حاسب لوحي يشاهده العالم ولكنه صدر في لحظة حاسمة معززا بمجموعة وظائف رفعت معدلات النمو في سوق الحاسبات اللوحية إلى عنان السماء. وفي غضون 60 يومًا فقط، أعلنت «أبل» أنها باعت مليوني جهاز منه فيما هرولت الشركات الأخرى للدخول في مجال المنافسة في خلال ذلك العام.
وقد غطى هذا الكومبيوتر اللوحي فجوة في عالم الحوسبة، ما بين الحواسيب المحمولة والحواسيب المكتبية، لم تفلح حواسيب نت - بوك الصغيرة في تغطيتها من قبل.
في مؤتمر عبر الهاتف عقد في أبريل 2010، وبعد إطلاق جهاز «آيباد»، قال، تيم كوك، كبير المسؤولين التنفيذيين حينها: «بالنسبة لي، الأمر لا يتطلب كثيرا من الفهم فأنا لا أستطيع أن أذكر وظيفة واحدة يقوم بها جهاز (نتبوك) بشكل أفضل» وهكذا كان رأي المستهلك. وبعد مرور 5 سنوات، اختفت أجهزة «نتبوك» وحلت الحاسبات اللوحية محلها في قلب السوق وكذلك الكومبيوترات المحمولة فائقة الخفة ذات المواصفات القوية مثل ماكبوك إير أو ديل إكس بي إس 13.وانتشر «آيباد» وأصبح في كل مكان: في المدارس والمطاعم وعلى جدران المتاحف.
ولكن المحللين لاحظوا سريعًا أن مبيعات الكومبيوترات اللوحية في الوقت الحالي لم تعد كما كانت من قبل حيث شهدت، مقارنة بالعام الماضي، ولأول مرة على الإطلاق، تراجعًا خلال الربع الأخير من العام الماضي حسب «آي دي سي»، حيث وصل عدد الأجهزة المباعة في تلك الفترة إلى 76.1 مليون جهاز. وحتى شركة «أبل» شهدت تراجعًا في نمو مبيعاتها من «آيباد» حيث أظهر أحدث تقرير لأرباحها انخفاضًا في معدل مبيعاته بمقدار 18 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

* مستقبل اللوح الكومبيوتري
ويعزا تباطؤ النمو إلى انتشار الهواتف الذكية ذات الشاشات الكبيرة مثل أحدث موديلات «آيفون» من إنتاج «أبل». كما تبقى تساؤلات حول عدد الأحجام التي يحتاجها الناس بالفعل من الشاشات وعدد المرات التي يرغبون فيها في استبدال حواسبهم اللوحية.
لذا، هل ستستمر الكومبيوترات اللوحية في البقاء؟ هناك قول مشهور عن المدير التنفيذي السابق لهاتف «بلاكبيري»، ثورستين هاينز، في 2013 حيث ذكر أن الكومبيوترات اللوحية سوف ينتهي استخدامها في غضون 5 سنوات. وكان ثورستين قد أقيل من منصبه في «بلاكبيري» في نفس ذلك العام لأسباب من بينها فشله في المنافسة بشكل جيد مع «أبل». ولكن تيم كوك الذي يشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لشركة «أبل» يقول إنه «ما زال مؤمنًا بقوة بقدرة المنتج الذي دشنته (أبل) منذ خمس سنوات. وغيرت (أبل) من طريقتها في الدعاية لـ(آيباد) فبدلاً من تقديمه في صورة جهاز يركز على الاحتياجات الاستهلاكية للمستخدم أصبحت تعلن عنه باعتباره أداة إبداعية للمدارس والشركات بالإضافة إلى المستهلكين».
وأظهرت شراكة عقدت في 2014 بين «آي بي إم» (العدو اللدود لـ(أبل) في السابق) الرغبة الجادة التي تملكت الشركة لإدخال «آيباد» في سوق الشركات حيث ترى الشركة امتلاك الجهاز فرصًا واعدة للنمو في مبيعاته. وقال تيم كوك في يناير (كانون الثاني) في ذلك المؤتمر عبر الهاتف لا أتوقع شيئًا مختلفًا جدًا الربع القادم أو الذي يليه، أنا أفكر على المدى الطويل.
في هذه الأثناء، تستعد «أبل» لخوض رهان كبير مع منتجها «أبل ووتش» الذي سخر منه الكثيرون باعتباره حلا يبحث عن مشكلة أو منتج يمتلك إمكانات لكن لا يستطيع أحد تفهمها بعد.

* علامات في تاريخ «آيباد»
فيما يلي بعض النقاط الرئيسية في تاريخ «آيباد»، ويعود الفضل لشركة «أبل» في ذلك.

* 2010
27 يناير: أعلنت «أبل» عن «آيباد» والذي احتوى على 12 تطبيقا صممت خصيصًا له بالإضافة إلى قدرته على تشغيل معظم التطبيقات الموجودة في «أبل ستور» والتي بلغ عددها أكثر من 14 ألف تطبيق.
3 أبريل: «آيباد» يظهر في الأسواق الأميركية لأول مرة.
5 أبريل: «أبل» تعلن عن بيعها أكثر من 300 ألف جهاز «آيباد» في اليوم الأول.
31 مايو (أيار): «أبل» تبيع مليوني «آيباد» في أقل من 60 يومًا.
سبتمبر (أيلول): أصبحت مدرسة (سيدر سكوولز أوف إكسلنس) في أسكوتلندا أول مدرسة تستبدل الكتب الورقية بـ«آيباد».
9 ديسمبر (كانون الأول): «تايم» تمنح «آيباد» لقب «جهاز العام».

* 2011
2 مارس (آذار): تعلن «أبل» عن تقديم «آيباد 2» الذي يحتوي على كاميرا خلفية وأمامية وبطارية تصل مدة عملها إلى 10 ساعات كما أعلنت «أبل» عن بيع أكثر من 15 مليون جهاز «آيباد» بالإضافة إلى تقديم تطبيق «آي موفي» وجاراج باند لـ«آيباد»، وتمكن «آيباد» من تشغيل 350 ألف تطبيق في متجر «آبل» للتطبيقات «أب ستور» مع توافر أكثر من 65 ألف تطبيق طبيعي (غير هجين) لـ«آيباد». قدمت «أبل» الغطاء الذكي (سمارت كوفر) لـ«آيباد 2».
11 مارس: «آيباد 2» يطرح في الأسواق.
25 مارس: موسوعة غينيس للأرقام القياسية تمنح «آيباد» لقب «الجهاز الإلكتروني الأكثر مبيعًا للمستهلك» في التاريخ.
9 مايو: الملكة إليزابيث الثانية تأمر بشراء «آيباد» بعدما رأت الأميرين ويليام وهاري يستخدمان جهازيهما.
13 ديسمبر: إدارة الطيران الفيدرالية تسمح باستخدام «آيباد» في غرف القيادة وأثناء جميع مراحل رحلة الطيران.

* 2012
7 مارس: «أبل» تدشن نسخة جديدة من «آيباد» مزودة بشاشة عرض «رتينا» الجديدة والتي تقدم للمستخدم 4 أضعاف البيكسل الموجودة في «آيباد 2». أصبح بإمكان «آباد» تشغيل أكثر من 585 ألف تطبيق في «أب ستور» من بينهم 200 ألف من تطبيقات «آيباد» الأصلية.
16 مارس: نسخة «آيباد» الجديد تباع في المتاجر.
23 أكتوبر (تشرين الأول): «أبل» تقدم «آيباد ميني» بشاشة قياس 7.9 بوصة حيث يمكن للمستخدم الإمساك به بيد واحدة. الكشف عن جيل رابع جديد من آي باد.
5 نوفمبر (تشرين الثاني): «أبل» تبيع 3 ملايين نسخة من «آباد» من بينها «آيباد ميني» والجيل الرابع من «آيباد» في 3 أيام وهو ضعف الرقم القياسي السابق البالغ 1.5 مليون الذي حققته نسخة «آيباد» من الجيل الثالث (واي فاي فقط دون 3 جي) في أول أسبوع تباع فيه، في شهر مارس .
12 (ديسمبر): البابا بنديكت السادس عشر يستخدم «آيباد» لكتابة أول تغريدة يمنح فيها البركات.

* 2013
28 فبراير (شباط): بلغ عدد مرات تنزيل محتوى «أي تونز يو» التعليمي، أكثر من مليار مرة.
12 مايو: رائد الفضاء، كريس هادفيلد، يأخذ «آيباد» معه إلى محطة الفضاء الدولية ويرسل تسجيلاً لنفسه وهو يغني أغنية المطرب ديفيد بوي «سبيس أوديتي».
14 مايو: سكوير (شركة الدفع بواسطة الهاتف النقال) تقدم سكوير ستاند، التطبيق الذي حول «آيباد» لآلة محاسبة.
22 أكتوبر (تشرين): «أبل» تقدم «آيباد أير»، الأقل سمكًا والأخف وزنا، إلى جانب «آيباد ميني» بشاشة عرض رتينا، وكلاهما يأتي برقاقة (إيه 7) ذات (64 بت) من تصميم أبل.. أصبح هناك أكثر من 475 ألف تطبيق أصلي في (أب ستور).
12 نوفمبر: «آيباد ميني» بشاشة عرض «رتينا» يظهر في الأسواق.

* 2014
7 يناير: أصبح أكثر من 500 ألف تطبيق مصممة خصيصًا لـ«آيباد» متاحة للمستخدمين في «أب ستور»
27 مارس: «مايكروسوفت» تكشف عن «أوفيس فور آيباد».
15 يوليو (تموز): «أبل»، و«آي بي إم» يشكلان شراكة عالمية لتغيير الطريقة التي ستتم بها الأعمال، بإتاحة قاعدة بيانات «آي بي إم» الضخمة في أجهزة «آيباد» و«آيفون». «آي بي إم» تقوم ببيع أجهزة «آي باد» و«آيفون» بتطبيقات مصممة خصيصًا لقطاع الأعمال، على مستوى العالم.
16 أكتوبر: «أبل» تقدم «آيباد أير 2»، الـ«آيباد» الأقل سمكًا والأقوى من حيث الإمكانيات على الإطلاق والذي يزن أقل من رطل. ظهور «آيباد ميني 3» بتقنية «تاتش آي دي» وتباع نسخ منه مطلية بالذهب، مع وجود 675 ألف تطبيق مصممة خصيصًا من أجله.
نوفمبر : نشرت كوستورا تقارير يفيد بأن 82 في المائة من المعاملات المالية التي تمت في الولايات المتحدة عن طريق الكومبيوترات اللوحية كانت باستخدام «آيباد».

* 2015
27 يناير: مبيعات «آيباد» تبلغ أكثر من ربع مليار على مستوى العالم.
25 مارس: الحكومة البريطانية تعلن منح جميع أعضاء البرلمان أجهزة «آيباد أير 2».
3 أبريل: «آيباد» يحتفل بعيد ميلاده الخامس.

* خدمة «واشنطن بوست»
ــ خاص بـ {الشرق الأوسط}