شاشة الناقد

{ذات مرة في كالكتا}
{ذات مرة في كالكتا}
TT

شاشة الناقد

{ذات مرة في كالكتا}
{ذات مرة في كالكتا}

* قوة الكلب ★★★
* إخراج: جين كامبيون
* الولايات المتحدة (2022)
* النوع: وسترن | عروض: نتفليكس
«أنت صاحبة خطة رخيصة»، يقول فيليب (بندكت كمبرباتش) لزوجة أخيه روز (كيرستن دنست) صباح ذات يوم في فيلم جين كامبيون الجديد «قوّة الكلب» (ثامن فيلم روائي لها في ثلاثين سنة). العبارة مؤلمة وروز شعرت بألمها. كانت تدرك مسبقاً الشخصية الصعبة لفيليب وعداوته للآخرين. لكنها لم تتوقع أن يحافظ على عداوته لها من بعد أن اختارها شقيقه جورج (جيسي بليمونز) زوجة له. الآن هي غير سعيدة وتجد نفسها مهملة ومعزولة (على الرغم مما يبديه جورج لها من حب) فتلجأ إلى الشرب لكي تنسى وهذا يقود لمزيد من المآسي والمزيد من كراهية فيليب لها.
لكن ما سر عداوة فيليب لها وللآخرين؟ ما هو الدافع المبطّن الذي يوعز له بمعاملة شخصيات عدّة في هذا الفيلم باستعلاء واضح؟ لماذا ينطق ليهين؟ لماذا يصر على مناداة شقيقه بـ«البدين» و«جورج بوي»؟
قد نجد الإجابات في رواية توماس سافاج التي تم اقتباسها لهذا الفيلم، لكن ليس في الفيلم ذاته. كذلك لن نجد تفسيراً لاستدارة فيليب من العداوة لابن زوجة أخيه بيتر (كودي سميت - مكفي) إلى الحب والرعاية. هنا إيحاء بأن فيليب يميل إلى بني جنسه وإنه مثلي مكبوت، لكن ذلك لا يفسر باقي الأسئلة. الفيلم بذلك فيلم حالات تقبلها على هذا النحو لأنها حاضرة. وهي حاضرة بعناية وجمال بصري في أكثر من موقع وبروح شفافية - شعرية على نحو عام.
فيليب وجورج شقيقان يملكان مزرعة خيول في ولاية مونتانا (ولو أن التصوير تم في نيوزيلاندا). بصرف النظر عن الجينيات لا يشبه أحدهما الآخر لا كملامح ولا كجسدين ولا كتصرفات. لكن السينما اعتادت على توسيع الرقعة في مثل هذه التفاصيل. مما يُثير الاهتمام ويبني الفيلم الكثير من خامته عليه هو أنهما مختلفان في التصرف. فيليب (أو «فِل» كما ينادونه اختصاراً) رجل طويل القامة. نحيف واثق من نفسه، قوي ومعتد، يعرف ما يريد ويصل إليه. شقيقه جورج بديناً، أقصر قامة. أرق وألطف ويدير الجانب الإداري من المزرعة في حين يعيش فيليب شخصية راعي البقر الأول. هو الماتشو فوق حصانه وعلى الأرض.
هناك نحو نصف ساعة من التعريف والتمهيد ثم تبدأ الحكاية مع دخول فيليب ورجاله وشقيقه إلى مطعم البلدة الصغيرة لتناول الطعام. هناك تقع عينا فيليب على الشاب بيتر، ابن صاحبة المطعم روز. يهينه أمام الجميع ساخراً من عمله ومن حركاته التي يراها أنثوية. عندما يضع بيتر وروداً صنعها من الورق، يشعل فيليب النار فيها لكي يشعل سيجاره. بيتر يبكي. جورج يلاحظ. فيليب ينصرف. جورج يتقدّم لروز مهدئاً ومعتذراً ثم متقدماً بطلب الزواج منها.
المبرر الوحيد شبه الظاهر هو أنه يريد زوجة، لكن الفيلم لا يعمل على إتاحة الفرصة لكي يأتي طلب جورج من روز بأن تتزوّجه مشفوعاً بأكثر من فكرة وليد لحظتها. تنتقل روز وابنها للعيش في المزرعة، بعد زواجها من جورج. يحافظ فيليب على كرهه لروز واستهزائه (ورجاله) بابنها «الناعم». يقول فيليب له: «لا تدع والدتك تعاملك كمخنث». هنا يبوح بيتر لفيليب بأنه يريد أن يصبح رجلاً مثله فيبدأ هذا بتعليمه ركوب الخيل والعمل في المزرعة. هذا البوح يوقف عداء فيليب ويوطد علاقة عاطفية كاشفة عن اتجاهات نفسية - تراجيدية: بيتر يصبح أكثر قوّة وفيليب أقل خشونة. إنه كمن فرض نفسه بشروط فيليب لكي يغيّر فيليب نظرته إليه، وينجح. في الوقت ذاته وصاعداً يتحوّل وجود روز وجورج إلى استكمال هامشي. خيالان سابحان في هذه الدراما.
جين كامبيون تستخدم جورج وروز وبيتر لتأكيد شخصية فيليب الدامغة. كل واحد منهم يلعب الدور الذي سيرتد على فيليب منعكساً على نحو أو آخر. هم كفراشات الضوء التي تطير حوله وتتساقط مع اختلاف مهم هو أن فيليب سيتساقط بدوره.
مرّة أخرى لا دوافع ناصعة، بل حالات ظاهرة، مما يضعف الفيلم في صميمه. يمر الفيلم بأحداثه القليلة ودقائقه الكثيرة (نحو ساعتين ونصف) ناجحاً في تطريز وحياكة مشاهده بصرياً وخالياً من القدرة على دمج المُشاهِد دمجاً درامياً فعلياً. أسلوب عمل كامبيون يبدو تماثلاً مع سلحفاة تقطع مسافة طويلة. عناية المخرجة بالتفاصيل بصرية غالباً. تحصل من ممثليها على ما يعكس ما يجول في كل منهم من مشاعر بنجاح لكن هذه التفاصيل، وذلك النجاح لا يسد الثغرة الناتجة عن غياب الدوافع.
إنه أمر غريب إلى حد حين نفكّر بالأمر متخذين من أحد المشاهد مما يعكس ما نذهب إليه هنا: في ولاية مونتانا، سنة 1925. كانت الكهرباء موجودة في عموم ربوعها لكن كامبيون تحرص على تصوير المطعم داكناً ويعاونها مدير التصوير آري وغنر على ذلك. الطاولات تحمل شموعاً موزّعة بتباعد. ومعظم أنحاء القاعة مظلم لدرجة تستدعي الملاحظة. إنه تصوير أجواء واقعية بواقعية. لكن اختيار الشموع عوض الكهرباء يدلف بهذا المشهد، على الأقل، لتكلّف واضح. بالتالي إلى قدر من الكذب. ليس أن الكهرباء لم تصل إلى تلك البلدة النائية لأننا سنلاحظ في مشهد لاحق أن منزل فيليب وجورج النائي فيه إضاءة كهربائية. خافتة نعم. لكنها متوفرة.
أداء الجميع جيد، لكن الحال مع بندكت كمبرباتش مختلف. هو جيّد تقنياً لكنه يتأرجح بين الضرورة والتكلّف. كمبرباتش يعرف أنه يقود العمل ويفهم معنى القيادة، لكن ليس هناك في شخصيته مما يؤدي إلى تطوير ذلك الخط الواحد من الأداء.

* ذات مرة في كالكتا ★★★
* إخراج: أديتيا فيكرام سنغوبتا
* الهند (2021)
* النوع: دراما | عروض: مهرجانات
يوعز العنوان بما يمكن ربط المدينة الهندية عبره بأحداث تقع في رحى شخصيات تعيش فيها. فيلم سنغوبتا الثالث هو كذلك بالفعل. مشاهده الأولى تفضي إلى ما يشبه خريطة ترى من خلال خيوطها ملامح مدينة تتغير وإذ تفعل فإن الشخصيات التي تعيش فيها محكوم عليها بالتوقف عن الحركة أو الاندماج بالتغيير… حتى وإن لم تعرف وجهة هذا التغيير.
إيلا (سريلخ ميترا) امرأة تعيش حالة مأسوية كاملة. كانت خسرت والدتها وطفلتها اللذين توفيا قبل حين. خسرت زوجها شيشر الذي طلّقها. وتصد عنها رجلاً آخر قد يكون أفضل ما سيقع في عالمها ذي الخيارات الصعبة والمحدودة. لديها نصف شقيق يعيش حالة ذهنية غير مستقرة. هي المحور لكن الشخصيات الأخرى تتمتع كذلك بمساحات عريضة تكاد تؤثر على ذلك المحور وتجعل الفيلم بلا نقطة ارتكاز.
ما يشفع لهذا الفيلم هي الطريقة الموحية التي يطرح المخرج من خلالها ما يقع في المجتمع من خلال شخصيات محدودة. وهي طريقة ممنهجة على نحو مؤكد وواثق. مشاهد مبنية بتؤدة ولو أن بعضها يستمر أطول مما يجب، ولقطات لشوارع ومباني وسلالم وأسطح وجوانب مدينة تبدو كما لو كانت صُنعت من أسرار الأحياء بين جدرانها الضيقة.
كبار مخرجي السينما الهندية (فرع الأفلام المستقلة عن الرقص والاستعراض) أمثال ساتياجيت راي ومرينال سن وشايام بنيغال ورتويك جهاتاك، عبّروا في أفلامهم عن وقائع اجتماعية داكنة في مدينة هندية مكتظة. لكن في حين مال راي للمجهرية مختاراً شخصيات محدودة في بناء ذي خط واحد، ومال سن إلى نقد البيئة الطبقية وعني بنيغال بتصوير الحال الإنساني، يدلف سنغوبتا مساراً موازياً بأسلوب يذكّر بأساليب مخرجين آسيويين خارج الهند (الصين، تايلاند، تايوان... إلخ) الذين يرصدون الحدث بخطة تجمع بين فن الإيحاء وبين وضوح البوح مرميّان على خلفية من هندسة اللقطات وتأليف بيئاتها وأجوائها.
«ذات مرّة في كالكتا» يُحسن، في هذا الإطار، توظيف المرأة التي تبحث عن بداية جديدة لكنها لا تدري منطلقها الصحيح. يعرض للشخصيات الأخرى عبر مشاهد تعبّر مباشرة عما هي عليه من دون كثير شرح. الفساد الذي تعيش فيه بعض شخصياته لا يؤذيها، بل يؤذي تلك البريئة منها. هذا هو حال الرجل الذي يتقدّم من إيلا معرباً عن حبّه. كانا على علاقة قبل زواجها. تزوّج بدوره ويلتقيها صدفة ويحاول استعادة ما فات معها. نياته الطيّبة تتوافق مع مبادئه فهو في عالم يريده أن ينصاع للفساد المستشري (يُعرض عليه قبول مواد بناء مخففة ورخيصة عوض تلك التي يتطلبها البناء ويرفض). هو أيضاً جانب من تلك المرايا - النماذج التي يتوزّع وجه بطلة الفيلم عليها.
بلا غناء (إلا ما نسمعه في الراديو). موسيقى محدودة التوظيف (ولو متكررة مما يجعلها ضعيفة) وبلا ميلودراما بل إشادة واقعية متطوّرة ومتعوب على اختيارات المخرج للأماكن وحسن توظيفه لشروطها لخلق البيئة والمفاد منها.

★ ضعيف| ★ ★ : وسط| ★★★: جيد | ★★★★: ممتاز | ★★★★★: تحفة


مقالات ذات صلة

سينما بطولة جماعية وهجوم مشترك: «ذَ أڤنجرز» (مارڤل ستوديوز)

«هوليوود» تقتل نجومها بمسلسلات ورسوم

أطلقت «هوليوود» منذ مطلع القرن الحالي مئات الأفلام بأجزاء متسلسلة فأصبح اهتمامُ الجمهور بالفيلم وليس بالممثل

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق لقطة تجمع بين طاقم الفيلم وبعض ضيوف العرض   (الشركة المنتجة)

«آخر الخط» نهاية «ميلودرامية» لأبطال «الخطايا السبع»

داخل حافلة تقل سبعة أشخاص تقطع طريقاً وسط ظلام الليل الذي تهطل فيه الأمطار بغزارة، تدور أحداث فيلم «آخر الخط».

انتصار دردير (القاهرة )
سينما «العواصف» (فيستيڤال سكوب)

«العواصف» و«احتفال»

الفيلم الثاني الذي يتعاطى حكاية موتى- أحياء، في فيلم تدور أحداثه في بلدٍ عربي من بعد «أغورا» للتونسي علاء الدين سليم («شاشة الناقد» في 23-8-2024).

محمد رُضا
يوميات الشرق هيو غرانت (رويترز)

نوبات الهلع تطارد هيو غرانت خلال تصوير الأفلام

كشف الممثل البريطاني الشهير، هيو غرانت، عن أنه مرَّ كثيراً بنوبات هلع خلال تصوير الأفلام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.