خامنئي يدعم روحاني ويدعو منتقديه إلى إبداء قدر من التساهل

قال إن واشنطن ستطيح حكومة إيران لو استطاعت

المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي (أ.ف.ب)
المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي (أ.ف.ب)
TT

خامنئي يدعم روحاني ويدعو منتقديه إلى إبداء قدر من التساهل

المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي (أ.ف.ب)
المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي (أ.ف.ب)

قدم المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي دعمه أمس للرئيس حسن روحاني تجاه المحافظين الذين ينتقدون سياسته في المفاوضات النووية وقال خامنئي إن المسؤولين السياسيين الذين ينتقدون المفاوضات مع الدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني مدعوون إلى إبداء قدر من «التساهل».
لكن خامنئي هاجم في الوقت نفسه الولايات المتحدة قائلا إنها ستطيح بالحكومة الإيرانية إن استطاعت، مضيفا أن واشنطن تتبنى نهجا يتسم بالهيمنة والتدخل في شؤون البلاد الداخلية.
وفي كلمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والثلاثين للثورة الإسلامية عام 1979 أضاف خامنئي أن المسؤولين الذين يسعون إلى إنعاش الاقتصاد يجب ألا يركنوا إلى رفع العقوبات في آخر الأمر وإنما عليهم الاعتماد على الابتكار المحلي.
ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عنه قوله: «المسؤولون الأميركيون يقولون علانية إنهم لا يسعون إلى تغيير النظام في إيران. هذه أكذوبة؛ فهم لن يترددوا لحظة في أن يفعلوا ذلك إن استطاعوا».
ولم يتطرق خامنئي إلى المحادثات بين إيران والقوى العالمية الهادفة إلى تسوية نزاع مستمر منذ عشر سنوات بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، لكنه أكد مجددا أنه يتعين على إيران عند التعامل مع الأعداء الاستعداد لتغيير الأساليب دون أن تتنازل عن مبادئها الأساسية.
وأضاف خامنئي: «الحل لمشكلاتنا الاقتصادية ليس رفع العقوبات. نصيحتي لمسؤولينا دائما أن نعتمد على إمكاناتنا الأصلية غير المحدودة».
وتابع قائلا: «إن موقفنا العدائي تجاه الولايات المتحدة يرجع إلى اتجاهها المهيمن والفضولي».
وقال: «إن القوى السلطوية تريد أن توحي بأن الاستقلال يتعارض مع التقدم، وللأسف هناك جهات في بعض الدول منها في داخل إيران تقوم بتكرار إيحاءات الأعداء».
وأضاف أنه يمكن تغيير الأساليب والتكتيكات لكن المبادئ ينبغي أن تبقى ثابتة، مضيفا أن سر بقاء النظام الإسلامي هو الاعتماد الصريح والشفاف على المبادئ والقيم.
وتعكس تصريحات خامنئي بشأن العداء خصومته القديمة للولايات المتحدة التي يعدّها المسؤولون الإيرانيون العدو اللدود لبلادهم.
ولا توجد علاقات رسمية بين الولايات المتحدة وإيران منذ 1980 بعدما احتل طلاب إيرانيون مبنى السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا 52 دبلوماسيا رهائن احتجاجا على استقبال واشنطن للشاه السابق بعدما أطاحت به الجمهورية الإسلامية.
لكن خامنئي يقدم دعما حذرا للمفاوضات النووية التي تقودها الحكومة الإصلاحية الجديدة للرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.
وفي هذا الإطار جدد المرشد الإيراني الأعلى أمس ثقته في الرئيس حسن روحاني، داعيا المسؤولين السياسيين الذين ينتقدون المفاوضات مع الدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني إلى إبداء قدر من «التساهل».
وتأتي هذه التصريحات على وقع انتقادات يوجهها نواب محافظون وأعضاء في الجناح المتشدد داخل النظام للحكومة والرئيس، معبرين عن استيائهم من التنازلات التي قدمتها إيران عبر موافقتها على تجميد جزء من أنشطتها النووية مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الدولية عليها. ودخل الاتفاق المرحلي بين طهران ومجموعة الدول الست الكبرى حيز التنفيذ في 20 يناير (كانون الثاني) على أن يمهد لاتفاق شامل. ويستأنف الجانبان مفاوضاتهما في 18 الجاري في فيينا.
وقال خامنئي في خطاب أمام ضباط القوات الجوية نقله موقعه الإلكتروني إن «الانتقادات ينبغي أن تكون متساهلة حيال الحكومة»، من دون أن يحدد مضمون الانتقادات التي يشير إليها.
وأضاف المرشد الأعلى الذي يمسك بالملفات الاستراتيجية في إيران وخصوصا الملف النووي، أن «الحكومة لم تتولَّ السلطة إلا قبل بضعة أشهر» و«يجب إعطاؤها مزيدا من الوقت لتتقدم بقوة في خططها».
ومنذ توقيع الاتفاق المرحلي في جنيف، يهاجم المحافظون الحكومة ووزير الخارجية محمد جواد ظريف المعني مباشرة بالمفاوضات مع الغرب. ويرى هؤلاء أن الاتفاق يصب في مصلحة الدول الغربية ويعرض استمرار البرنامج النووي الإيراني للخطر.
في المقابل، يرى روحاني أن هذا الاتفاق يمهد لرفع كامل للعقوبات الغربية التي ترهق الاقتصاد الإيراني.
في غضون ذلك استؤنفت أمس المحادثات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران للبحث في مسألة حساسة متعلقة بشق عسكري محتمل في برنامجها النووي، وكذلك في تدابير ملموسة لتحسين الشفافية.
ويأتي اللقاء المفترض أن يستمر يوما واحدا في إطار خارطة طريق وضعت بين الوكالة وإيران، تتضمن ست مراحل على إيران تنفيذها قبل 11 فبراير (شباط)، منها زيارة خبراء من الوكالة إلى مصنع إنتاج المياه الثقيلة في أراك.
وفي مرحلة ثانية يفترض أن تتناول المحادثات مسائل «أصعب»، كما نبه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، من دون توضيح ما إذا كانت الشروط المطلوبة قد استوفيت جميعها.
وأكد المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي الخميس أن مدى التعاون المقبل سيتقرر وفقا للتقييم الذي ستجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتدابير المتخذة خلال هذه الأشهر الثلاثة الأولى وفق تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الطلابية (إسنا).
وأمل كمالوندي السبت «أن يجري تبديد شكوك الوكالة».
وأجرى فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يترأسه كبير المفتشين تيرو فاريورنتا محادثات صباحا وبعد الظهر مع المسؤولين النوويين الإيرانيين برئاسة سفير طهران لدى الوكالة الذرية رضا نجفي.
وقال كمالوندي إن القسم الأول من المحادثات كان «مرضيا» من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية وفق ما نقل عنه موقع التلفزيون الإيراني الرسمي. ولم يدل فريق الوكالة الأممية بأي تعليق.
وفي إطار خارطة الطريق المذكورة، زار مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) مصنع أراك لإنتاج المياه الثقيلة، الذي يشكل إحدى نقاط التعثر في المفاوضات النووية بين إيران والقوى العظمى؛ فهذا الموقع يمكن نظريا أن يوفر لإيران مادة البلوتونيوم التي من شأنها أن تقدم بديلا من تخصيب اليورانيوم لصنع قنبلة ذرية.
وردا على هذه المخاوف أكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي هذا الأسبوع أن إيران مستعدة لـ«القيام ببعض التعديلات في الخطط (المفاعل) لإنتاج كميات أقل من البلوتونيوم»، مكررا في الوقت نفسه أن موقع أراك مفاعل مخصص للأبحاث.
والأنشطة النووية الإيرانية كانت في صلب المخاوف الدولية في السنوات العشر الأخيرة، إذ إن بعض الدول الغربية وإسرائيل تخشى أن يخفي البرنامج النووي الإيراني شقا عسكريا رغم نفي طهران المتكرر لهذا الأمر.
وتسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الآن إلى معرفة ما إذا كانت إيران سعت أم لا لاقتناء القنبلة الذرية قبل عام 2003 أو حتى بعد ذلك.
وبعد اتخاذ أول التدابير العملية أكد مديرها يوكيا أمانو لوكالة الصحافة الفرنسية في يناير الماضي أنه حان الوقت الآن لبحث هذه المسألة الحساسة بدرجة عالية.
وقال: «بدأنا بتدابير عملية وسهلة التنفيذ، ثم سننتقل إلى أمور أصعب»، مضيفا: «نتمنى بالتأكيد إدراج المسائل (المتعلقة) بالبعد العسكري المحتمل في المراحل المقبلة».
وأكد أن مدة المرحلة الجديدة «تتوقف كثيرا على إيران. ذلك يتوقف فعلا على تعاونها».
وتأخذ الوكالة الدولية للطاقة الذرية من سنوات كثيرة على طهران عدم تعاونها بشكل كاف، ما يبقي برأيها الشكوك بشأن المآرب التي تخفيها وراء برنامجها النووي.
وهي تعبر بانتظام عن أسفها لعدم تمكن مفتشيها من زيارة قاعدة بارشين العسكرية الإيرانية التي يشتبه بأنها تشهد تجارب نووية.
على صعيد آخر يرى الرئيس الإيراني حسن روحاني أن ظروف المنطقة اليوم حساسة جدا، وأن العلاقات بين الدول الجارة يمكن أن تؤدي دورا مؤثرا في مستقبل المنطقة، وقال إن الأداء الحكيم لقادة المنطقة يمكنه حفظ وضمان مصالح الشعوب جيدا.
جاء ذلك خلال استقباله، السفير القطري الجديد علي بن حمد علي السليطي، ليتسلم منه أوراق اعتماده.
وعدَّ الرئيس الإيراني دولة قطر دولة شقيقة وجارة، وقال إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد لتطوير علاقاتها مع قطر في جميع المجالات بصورة وثيقة وواسعة.
وأضاف الرئيس روحاني أن «مسؤوليتنا المهمة، نحن قادة الدول الإسلامية، صون دماء المسلمين، والظروف الحاصلة اليوم في الكثير من دول المنطقة تجعل مسؤوليتنا أكثر جسامة بكثير».
وأعرب الرئيس الإيراني عن أمله أن تفضي الإجراءات المتخذة بين البلدين إلى إرساء علاقات قوية وراسخة بينهما.



اتساع المعارك بين تايلاند وكمبوديا مع دخول النزاع أسبوعه الثاني

جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
TT

اتساع المعارك بين تايلاند وكمبوديا مع دخول النزاع أسبوعه الثاني

جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)

أعلنت تايلاند حظر تجول في إقليم ترات بجنوب شرقي البلاد، الأحد، مع امتداد القتال مع كمبوديا إلى أماكن ساحلية في منطقة حدودية متنازع عليها، وذلك بعد يومين من قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الجانبين اتفقا على وقف القتال، الأمر الذي نفته بانكوك لاحقاً.

ولجأ البلدان إلى حمل السلاح مرات عدة العام الحالي، منذ مقتل جندي كمبودي في مناوشات وقعت في مايو (أيار)، ما أدى إلى تجدد صراع أدى إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص على جانبي الحدود.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، الأميرال سوراسانت كونجسيري، في مؤتمر صحافي في بانكوك، بعد إعلان حظر التجول: «بشكل عام، هناك اشتباكات مستمرة» منذ أن أكدت كمبوديا مجدداً انفتاحها على وقف إطلاق النار السبت.

وأضاف أن تايلاند منفتحة على حل دبلوماسي؛ لكن «على كمبوديا أن توقف العمليات القتالية أولاً، قبل أن نتمكن من التفاوض».

ويشمل حظر التجول الذي فرضته تايلاند 5 أحياء في إقليم ترات المجاور لكوه كونغ، باستثناء جزيرتي كوه تشانغ وكوه كود السياحيتين.

وفرض الجيش في وقت سابق حظر تجول في إقليم ساكيو شرق البلاد، ولا يزال سارياً.

وأفادت وزارة الصحة التايلاندية بأن مدنياً يبلغ 63 عاماً قُتل الأحد، خلال اشتباكات حدودية مع كمبوديا، في أول وفاة لمدني في البلاد منذ تجدُّد النزاع قبل أسبوع. وبالتالي، ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات التي اندلعت في 7 ديسمبر (كانون الأول) إلى 26 شخصاً على الأقل، بينهم 14 جندياً تايلاندياً و11 مدنياً كمبودياً على الأقل، حسب مصادر رسمية، إضافة إلى نزوح نحو 800 ألف شخص على جانبي الحدود.

ومن مخيم لإيواء النازحين في مقاطعة بانتاي مينتشي الكمبودية الحدودية، قال شون ليب (63 عاماً) الأحد: «أنا هنا منذ 6 أيام، وأنا حزين لاستمرار القتال. أقلق على منزلي وماشيتي. أريد أن يتوقف هذا»، حسبما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية» في تقرير لها الأحد.

متطوعان أمنيان يقومان بدورية لحماية السكان ومواشيهم في منطقة تايلاندية قرب الحدود مع كمبوديا السبت (أ.ف.ب)

ويتبادل البلدان الاتهامات بإشعال المواجهات واستهداف المدنيين. وأعلن الرئيس ترمب، الجمعة، أن تايلاند وكمبوديا وافقتا على وقف الاشتباكات الحدودية، بعد اتصال هاتفي برئيسَي وزراء البلدين، إلا أن الحكومة التايلاندية نفت ذلك، بينما تواصلت المعارك السبت والأحد.

موقف ترمب

وقال ترمب إنه تحدث إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال في تايلاند، أنوتين تشارنفيراكول، ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت يوم الجمعة، وإنهما اتفقا على «وقف إطلاق النار» كلياً.

وتعهد أنوتين السبت بمواصلة القتال «حتى نشعر بأن أرضنا وشعبنا لن يتعرضا لمزيد من الأذى والتهديدات».

وقال متحدث باسم البيت الأبيض في وقت لاحق، إن ترمب يتوقع من الطرفين احترام الالتزامات، و«سيحاسب أي شخص عند الضرورة لوقف القتل وضمان السلام الدائم».

وأفاد مسؤول عسكري تايلاندي بأن كمبوديا قصفت عدداً من المقاطعات الحدودية مساء السبت ويوم الأحد.

ومن جهتها، أكدت المتحدثة الكمبودية مالي سوتشياتا أن القوات التايلاندية واصلت القصف وإطلاق قذائف «الهاون» في المناطق القريبة من الحدود، منذ منتصف ليل السبت- الأحد.

سكان جرى نقلهم إلى مخيم داخل منطقة كمبودية حدودية مع تايلاند وسط تجدد الاشتباكات مع تايلاند (رويترز)

مهاجرون عالقون

وأغلقت كمبوديا السبت كافة المعابر الحدودية مع تايلاند، ما أدى إلى عرقلة عبور مهاجرين على جانبي الحدود. وتحت خيمة مؤقتة في مخيم بانتاي مينتشي، روَت تشيف سوكون (38 عاماً) أنها وابنها غادرا تايلاند مع عشرات الآلاف من المهاجرين الكمبوديين عند اندلاع القتال، بينما بقي زوجها -وهو بستاني- في تايلاند، للعمل لدى «رب عمل تايلاندي طيب». وقالت: «طلب مني أن أعود أولاً. وبعد ذلك أُغلقت الحدود ولم يعد قادراً على العودة». وأضافت: «أقلق عليه، وأطلب منه ألا يتجول... نخشى أن يتعرض للاعتداء إذا عرفوا أنه كمبودي».

وعلى الجانب الآخر من الحدود، في مقاطعة سورين التايلاندية، قال واتثاناتشاي كامنام، إنه شاهد آثار صواريخ في السماء المظلمة فجر الأحد، وسمع انفجارات بعيدة. ومنذ موجة أولى من الاشتباكات في يوليو (تموز) الماضي، يعمل أستاذ الموسيقى البالغ 38 عاماً على رسم مشاهد ملوَّنة على جدران الملاجئ، لدبابات وأعلام تايلاندية وجنود يسعفون جرحى. وقال: «أعيش القتال، وأريد فقط توثيق هذه اللحظات، لإظهار أن هذا واقعنا فعلاً».

خلفيات النزاع

وتتنازع تايلاند وكمبوديا السيادة على مناطق تضم معابد تعود إلى إمبراطورية الخمير، على امتداد حدودهما البالغ طولها نحو 800 كيلومتر، والتي رُسمت مطلع القرن العشرين خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية. وكانت موجة عنف سابقة في يوليو قد أودت بحياة 43 شخصاً خلال 5 أيام، وأجبرت نحو 300 ألف شخص على النزوح، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية الولايات المتحدة والصين وماليزيا. وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول) توصَّل البلدان إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار برعاية الرئيس ترمب، غير أن بانكوك علَّقته بعد أسابيع إثر انفجار لغم أدى إلى إصابة عدد من جنودها.


تنديد عالمي بهجوم شاطئ بونداي في أستراليا

سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)
سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

تنديد عالمي بهجوم شاطئ بونداي في أستراليا

سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)
سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)

عبر العديد من قادة العالم عن إدانتهم للهجوم الذي استهدف احتفال يهودي على شاطئ بونداي في سيدني، الأحد، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات.

وفيما يلي تصريحات أدلى بها زعماء من أنحاء العالم بعد الهجوم:

مايك بورغيس المدير العام للأمن في منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية (ASIO) يحضر مؤتمراً صحافياً بمبنى البرلمان في كانبرا يوم 14 ديسمبر 2025 عقب حادث إطلاق النار في شاطئ بونداي بسيدني (إ.ب.أ)

أنتوني ألبانيز رئيس وزراء أستراليا

«هذا هجوم موجه ضد اليهود الأستراليين، في أول يوم من عيد (حانوكا)، وهو يوم يجب أن يكون يوم فرح واحتفال بالإيمان... في هذه اللحظة الحالكة على أمتنا، تعمل أجهزة الشرطة والأمن للتوصل إلى أي شخص له علاقة بهذه الفظاعة».

نايجل رايان نائب مفوض الأمن القومي بالوكالة في الشرطة الفيدرالية الأسترالية يحضر مؤتمراً صحافياً بمبنى البرلمان في كانبرا يوم 14 ديسمبر 2025 عقب حادث إطلاق النار في شاطئ بونداي بسيدني (إ.ب.أ)

سوزان لي زعيمة حزب «الأحرار» المعارض في أستراليا

«الأستراليون في حداد شديد الليلة، في وقت ضربت فيه الكراهية العنيفة قلب المجتمع الأسترالي الأيقوني... في مكان نعرفه جميعاً ونحبه... بونداي».

ماركو روبيو وزير الخارجية الأميركي

«لا مكان لمعاداة السامية في هذا العالم. قلوبنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع، ومع المجتمع اليهودي، ومع الشعب الأسترالي».

كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا

«أخبار مؤلمة للغاية من أستراليا. تقدم المملكة المتحدة التعازي لكل من تأثر بالهجوم المروع في شاطئ بونداي».

* كريستوفر لوكسون رئيس وزراء نيوزيلندا

«أستراليا ونيوزيلندا أقرب من الأصدقاء، نحن عائلة. أشعر بالصدمة من المشاهد المؤلمة في بونداي، وهو مكان يزوره النيوزيلنديون كل يوم... تعاطفي ومشاعر جميع النيوزيلنديين مع كل من طالهم الأذى».

تعمل الشرطة الأسترالية وفرق الطوارئ بالقرب من موقع حادث إطلاق النار في شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

* جدعون ساعر وزير خارجية إسرائيل

«صُدمت من هجوم إطلاق النار الذي أسفر عن قتلى، والذي وقع في مناسبة عيد (حانوكا) في سيدني بأستراليا... هذه نتائج شيوع معاداة السامية في شوارع أستراليا على مدى العامين المنصرمين، مع دعوات (عولمة الانتفاضة) المعادية للسامية والمحرِّضة التي تجسدت اليوم».

أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية

«صُدمت بالهجوم المأساوي الذي وقع على شاطئ بونداي. أبعث بخالص التعازي لعائلات الضحايا وأحبائهم... تقف أوروبا مع أستراليا واليهود في كل مكان. متحدون ضد العنف ومعاداة السامية والكراهية».

خوسيه مانويل ألباريس بوينو وزير خارجية إسبانيا

«مصدوم بشدة من الهجوم الإرهابي في أستراليا على اليهود. أتضامن مع الضحايا وذويهم ومع شعب وحكومة أستراليا... الكراهية ومعاداة السامية والعنف لا مكان لها في مجتمعاتنا».

يوناس جار ستوره رئيس وزراء النرويج

«صُدمت بالهجوم المروع الذي وقع في شاطئ بونداي في أستراليا خلال احتفال بمناسبة عيد (حانوكا) اليهودي... أدين هذا العمل الإرهابي الخسيس بأشد العبارات الممكنة. أتقدم بأحر التعازي لجميع المتضررين من هجوم اليوم المأساوي».

أولف كريسترشون رئيس وزراء السويد

«صُدمت من الهجوم الذي وقع في سيدني واستهدف المجتمع اليهودي... أتعاطف مع القتلى وعائلاتهم. يجب أن نحارب معاً انتشار معاداة السامية».

أميركا تندد بالهجوم المسلح

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة تندد بشدة بالهجوم الذي وقع على شاطئ بونداي في سيدني اليوم (الأحد)، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة نحو 30 آخرين، عندما أطلق مسلحان النار على فعالية يهودية احتفالاً بأحد الأعياد.

وكتب روبيو في منشور على موقع «إكس»: «لا مكان لمعاداة السامية في هذا العالم. قلوبنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع، ومع المجتمع اليهودي، ومع الشعب الأسترالي».

وقال رئيس وزراء كندا: «نشعر بصدمة بالغة لمقتل 12 شخصاً في (هجوم إرهابي) على شاطئ بونداي في أستراليا».

الجمعية الألمانية الإسرائيلية تعرب عن شعورها بـ«الصدمة العميقة»

وأعربت الجمعية الألمانية الإسرائيلية عن شعورها بـ«الصدمة العميقة» إزاء الهجوم القاتل الذي وقع على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسترالية. ونقل بيان عن رئيس الجمعية، فولكر بيك، قوله: «نحن مع الضحايا وذويهم. ونقف متضامنين إلى جانب المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم». وأضاف: «حتى وإن كان لا يزال يتعين التحقيق في كثير من الملابسات، فإن أمراً واحداً بات واضحاً بالفعل، وهو أن معاداة السامية تقتل».

وحسب تصريحات رسمية، فإن الهجوم الذي شنه مسلحون في المدينة الأسترالية الكبرى يعد «عملاً إرهابياً». وقال رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز (عاصمتها سيدني) كريس مينز، في مؤتمر صحافي: «ما كان يفترض أن يكون يوم سلام وفرح تحتفل به الجالية مع الأهل والمناصرين، تحول إلى كابوس بسبب هذا الهجوم المروع الآثم؛ اليوم الأول من عيد (حانوكا)»؛ مشيراً إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، إضافة إلى أحد المهاجمين.


تحت ضغط صيني... آخر حزب معارض في هونغ كونغ يحلّ نفسه

لو كين هي رئيس الحزب الديمقراطي في هونغ كونغ وأعضاء آخرون من الحزب يعقدون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماع عام استثنائي للتصويت على حل الحزب (رويترز)
لو كين هي رئيس الحزب الديمقراطي في هونغ كونغ وأعضاء آخرون من الحزب يعقدون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماع عام استثنائي للتصويت على حل الحزب (رويترز)
TT

تحت ضغط صيني... آخر حزب معارض في هونغ كونغ يحلّ نفسه

لو كين هي رئيس الحزب الديمقراطي في هونغ كونغ وأعضاء آخرون من الحزب يعقدون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماع عام استثنائي للتصويت على حل الحزب (رويترز)
لو كين هي رئيس الحزب الديمقراطي في هونغ كونغ وأعضاء آخرون من الحزب يعقدون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماع عام استثنائي للتصويت على حل الحزب (رويترز)

صوَّت أعضاء آخر حزب معارض رئيسي في هونغ كونغ اليوم (الأحد) لصالح حل الحزب، ما يشكل نتيجة للضغوط التي تمارسها الصين على الأصوات الليبرالية المتبقية في المدينة، في حملة أمنية مستمرة منذ سنوات.

ويمثل الحزب الديمقراطي الذي تأسس قبل 3 سنوات من عودة هونغ كونغ من بريطانيا إلى الحكم الصيني في عام 1997، المعارضة الرئيسية في المدينة. وعادة ما كان يكتسح الانتخابات التشريعية على مستوى المدينة، ويضغط على بكين من أجل الإصلاحات الديمقراطية ودعم الحريات.

ولكن دفعت احتجاجات شعبية مؤيدة للديمقراطية عام 2019، اندلعت احتجاجاً على ما اعتبره البعض تشديداً لقبضة الصين على المدينة، إلى سن بكين قانوناً شاملاً للأمن القومي لقمع المعارضة.

وقال رئيس الحزب لو كين هي للصحافيين، عقب اجتماع عام غير عادي اليوم (الأحد) إن أعضاء الحزب الديمقراطي صوَّتوا لصالح حل الحزب وتصفيته.

وأضاف: «لقد كان شرفاً عظيماً لنا أن نسير جنباً إلى جنب مع شعب هونغ كونغ طوال هذه العقود الثلاثة. وعلى مر هذه السنوات، كان هدفنا الأسمى هو مصلحة هونغ كونغ وشعبها».

ومن بين 121 صوتاً، صوت 117 عضواً لصالح حل الحزب، بينما امتنع 4 أعضاء عن التصويت.

وقال أعضاء كبار في الحزب لـ«رويترز» في وقت سابق، إنه جرى التواصل معهم من قبل مسؤولين صينيين أو وسطاء، وحثهم على الموافقة على الحل أو مواجهة عواقب وخيمة، منها احتمالية تعرضهم للاعتقال.

ولم يرد مكتب الاتصال في هونغ كونغ بعد على طلب من «رويترز» للتعليق. والمكتب هو الجهة الرئيسية التي تمثل الصين في هونغ كونغ.

ويأتي التصويت على إنهاء سياسات الحزب المعارض التي دامت 3 عقود في المدينة التي تديرها الصين، بعد أسبوع من إجراء هونغ كونغ انتخابات المجلس التشريعي «للوطنيين فقط» وقبل يوم واحد من صدور حكم على قطب الإعلام جيمي لاي الذي دأب على توجيه انتقادات للصين، في محاكمة تاريخية تتعلق بالأمن القومي.

وأدت الخطوة التي اتخذتها بكين في عام 2021 لإصلاح النظام الانتخابي في المدينة، والتي سمحت لمن جرى تصنيفهم على أنهم «وطنيون» فقط بالترشح للمناصب العامة، إلى تهميش الحزب من خلال إبعاده عن الساحة السياسية.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، قالت مجموعة أخرى مؤيدة للديمقراطية -وهي رابطة الديمقراطيين الاشتراكيين- إنها ستحل نفسها وسط «ضغوط سياسية هائلة».

وانتقدت بعض الحكومات -ومنها حكومتا الولايات المتحدة وبريطانيا- القانون، قائلة إنه يُستخدم لقمع المعارضة وتقويض الحريات، بينما تؤكد الصين أن لا حرية مطلقة، وأن قانون الأمن القومي أعاد الاستقرار إلى هونغ كونغ.