قلق أممي من استخدام الحوثيين موانئ الحديدة لأغراض عسكرية

قلق أممي من استخدام الحوثيين موانئ الحديدة لأغراض عسكرية
TT

قلق أممي من استخدام الحوثيين موانئ الحديدة لأغراض عسكرية

قلق أممي من استخدام الحوثيين موانئ الحديدة لأغراض عسكرية

بعد مرور أكثر من أسبوع على قيام الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بقرصنة سفينة الشحن الإماراتية (روابي) لدى عبورها البحر الأحمر، أعربت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، أمس (الثلاثاء)، عن قلقها من استخدام موانئ الحديدة لأغراض عسكرية، داعية الميليشيات إلى تمكينها من التفتيش.
وبحسب ما أكده تحالف دعم الشرعية في غير مناسبة، حولت الميليشيات الحوثية موانئ الحديدة، إلى مواقع لأعمالها العدائية التي تستهدف الملاحة الدولية جنوبي البحر الأحمر، إلى جانب جعل الموانئ ذات الطبيعة المدنية مقار لتجميع الأسلحة والزوارق المفخخة والصواريخ والطائرات المسيرة.
وأكدت البعثة في بيان لها حرصها على عدم استخدام موانئ الحديدة «لأغراض عسكرية»، وقالت، إنها طلبت «القيام بإجراءات التفتيش التي تعتبر جزء من تفویضها، وتقف على أهبة الاستعداد لمعالجة شواغل عسكرة الموانئ».
وفي حين تتهم الحكومة اليمنية البعثة الأممية بأنها فقدت مشروعيتها لجهة عدم قدرتها على إلزام الحوثيين بتنفيذ بنود «اتفاق استوكهولم» في الشق الخاص منه بالحديدة، قالت البعثة، إنها «تذكّر الأطراف المعنیة بأن الموانئ تعتبر شریان الحیاة للملایین من المواطنین الیمنیین».
وناشدت في بيانها «الأطراف المعنیة لحل هذه القضیة مع الالتزام بضبط النفس، وأن تعطى الأولویة القصوى للحفاظ على الطابع المدني للبنیة التحتیة والمنشآت العامة، وضمان حمایة الموانئ بما یصب في مصلحة الشعب الیمني».
وسبق أن طالبت الحكومة اليمنية البعثة الأممية بنقل مقرّها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى منطقة محايدة مما يمكّنها من القيام بمهامها، في وقت يرى الكثير من السياسيين اليمنيين أن البعثة بات وجودها غير ذي جدوى بعد أن قامت القوات اليمنية المشتركة بإعادة التموضع والانتشار جنوباً خارج الحدود المنصوص عليها في «اتفاق استوكهولم».
وإلى جانب استخدام الحوثيين موانئ الحديدة كثكنات عسكرية، ترفض الجماعة حتى الآن تنفيذ أي بند في الاتفاق المبرم أواخر 2018، خاصة فيما يتعلق بتوريد عائدات الموانئ إلى الحساب البنكي الخاص والقيام بصرفها رواتب للموظفين المدنيين.
وكانت وسائل إعلام حوثية بثت قبل أيام صوراً لقادتها العسكريين تجمعهم مع نائبة رئيس البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة، بالقرب من أحد المواقع في الميناء الرئيسي، مع الزعم أن الميناء خالٍ من وجود أي أسلحة.
يشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت سلمت الأحد الماضي رسالة احتجاج إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي ورئيسته لهذا الشهر سفيرة النرويج منى بول؛ احتجاجاً على اختطاف الميليشيات سفينة الشحن «روابي».
وجاء في الرسالة، أن السفينة اختُطفت على مسافة 25 ميلاً بحرياً غربي ميناءي الصليف والحديدة اليمنيين، وأن الميليشيات الحوثية تستمر حالياً في احتجاز السفينة المختطفة بالقوة وطاقم بحارتها وبصورة غير مشروعة أو قانونية.
وأوضحت الرسالة، أن السفينة «كانت تسير ضمن خط ملاحي دولي، في طريقها من جزيرة سقطرى في اليمن، إلى ميناء جازان في السعودية. وحمولتها كانت من المعدات المدنية»، مشيرة إلى أن الميليشيات أوقفوا عمل نظام التعريف التلقائي بهوية السفينة على مسافة 18 ميلاً بحرياً من ميناء الصليف، وإلى أن طاقم السفينة يتكون من 11 بحاراً من جنسيات مختلفة، وهم سبعة هنود وإثيوبي وإندونيسي وفلبيني وآخر من ميانمار.
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن، أكد، أن أعمال القرصنة الحوثية وعسكرة الموانئ في الحديدة، تمنحه الحق في رفع الحصانة المدنية عنها، مشدداً على سرعة الإفراج عن السفينة وحمولتها وطاقمها، مع التلويح بإمكانية استخدام القوة إذا اقتضى الأمر.


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».