أوساط «الحركة الإسلامية» تضغط للانسحاب من الحكومة الإسرائيلية

احتجاج أهالي قرية أبو تلول في النقب ضد اعتداءات الشرطة الإسرائيلية في ديسمبر الماضي (وفا)
احتجاج أهالي قرية أبو تلول في النقب ضد اعتداءات الشرطة الإسرائيلية في ديسمبر الماضي (وفا)
TT

أوساط «الحركة الإسلامية» تضغط للانسحاب من الحكومة الإسرائيلية

احتجاج أهالي قرية أبو تلول في النقب ضد اعتداءات الشرطة الإسرائيلية في ديسمبر الماضي (وفا)
احتجاج أهالي قرية أبو تلول في النقب ضد اعتداءات الشرطة الإسرائيلية في ديسمبر الماضي (وفا)

في أعقاب الهجوم الذي نفذته الشرطة الإسرائيلية للمرة الثانية، أمس (الثلاثاء)، على أهالي قرية الأطرش في النقب، والاعتقالات الجماعية وهدم الخيام والبراكيات، خرج عدد من قادة الحركة الإسلامية في المنطقة، يطالبون نوابهم في الكنيست، بالانسحاب من الائتلاف وإسقاط حكومة نفتالي بنيت.
وقال عطا أبو مديغم، نائب رئيس بلدية رهط، وعضو قيادة الحركة الإسلامية الجنوبية، في إسرائيل، إن العدوان الشرس الذي تنفذه الشرطة لصالح دائرة أراضي إسرائيل الحكومية، يحرج الحركة الإسلامية أمام ناخبيها. وأضاف «دخلنا الائتلاف الحكومي بنوايا صادقة لإحداث تغيير في سياسة الحكومات الإسرائيلية التي انتهجت سياسة تمييز عنصري وقمع لجماهيرنا. فإذا كانت حكومة بنيت لا تفهم ذلك وتحاول أن تواصل تلك السياسة، علينا أن نراجع سياستنا ونقف مع شعبنا ونلبي احتياجاته وننسحب من الائتلاف». وتوجه أبو مديغم إلى رئيس قائمته، النائب منصور عباس، ليوقف هجوم الشرطة ويدعو قيادة الحركة والقائمة العربية الموحدة التي تعمل باسمها في الكنيست، إلى إجراء بحث معمق في هذه التجربة.
ووقّع عدد من رؤساء البلديات والمجالس المحلية في النقب، على رسالة عاجلة موجهة إلى النائب عباس، يطالبونه فيها بإعلان موقف واضح وحاسم لإيقاف ما يحصل في الأطرش من اعتداءات على الأرض والإنسان. وقد وقّع على الرسالة كل من رئيس مجلس حورة المحلي والقيادي في الحركة الإسلامية (الجنوبية)، حابس العطاونة، ورئيس مجلس كسيفة، عبد العزيز النصاصرة، ورئيس مجلس عرعرة النقب، نايف أبو عرار، ورئيس مجلس تل السبع، عمر أبو رقيق، ورئيس مجلس شقيب السلام، عامر أبو معمر، ورئيس مجلس القيصوم الإقليمي، سلامة الأطرش.
وجاء في الرسالة «تقوم الحكومة منذ أسابيع عدة بأعمال تحريش ومصادرة في أراضي الأطرش، ووصل الأمر لمصادرة حرية التعبير، وتجسد ذلك على أرض الواقع بحملات الاعتقال وهدم خيمة الاعتصام ومنع الطلبة من الوصول إلى مدارسهم. نطالبكم بصفتكم شركاء في الائتلاف الحكومي، باتخاذ موقف صريح وحاسم لإيقاف ما يحصل في الأطرش من اعتداءات على الأرض والإنسان».
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد بدأت حملة ضد عرب الأطرش؛ لترحيلهم عن بلدتهم ونقلهم للعيش في بلدة رهط، لغرض إقامة حديقة للسكان اليهود في المنطقة. وقد نفذت هجمات عدة في الماضي لدفع المواطنين إلى الرحيل، لكنها توقفت بعد تشكيل الحكومة الجديدة في يونيو (حزيران) الماضي. وفي يوم الاثنين، داهمت القرية قوات كبيرة من الشرطة ترافقها الجرافات وآليات الهدم والتجريف إلى نقع بئر السبع، منطقة الأطرش – سعوة، ومعها قوات من وحدات الكوماندوس الخاصة، وراحت تهدم. وعندما احتج الأهالي وحاولوا صد الهجوم، تم الاعتداء عليهم واعتقال أكثر من 10 أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال ومسنون.
وعلى إثر هذا الهجوم، قرر الأهالي إعلان الإضراب وتعطيل الدراسة في مدارس الأطرش، وأقاموا خيمة اعتصام في مركز القرية. وعمّ الإضراب الشامل، صباح أمس، قرى نقع بئر السبع ومدارس الأطرش وخربة الوطن. وبدأت الحشود عند الساعة السابعة صباحاً بالتواجد في الخيمة، وذلك في سياق البرنامج النضالي الذي أقرّته لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب.
وكانت الشرطة قد أطلقت سراح المعتقلين في ساعة متأخرة من ليل الاثنين - الثلاثاء، كبادرة حسن نية وطالبت الأهالي ببادرة مقابلة، والتوقف عن معارضة الهدم وأعمال التشجير في أراضيهم لصالح الحديقة. وقد رفضوا ذلك، فهاجمتهم مرة أخرى صباح أمس، وهدمت خيمة الاحتجاج وصادرت الكراسي، ومنعت المواطنين من دخول أراضيهم المستهدفة بالتحريش، في وقت شرعت الجرافات الإسرائيلية في أعمال التجريف. واستخدمت الشرطة في الهجوم الرصاص المطاطي وقنابل الصوت ونفذت حملة اعتقالات جديدة. وبلغ عدد المعتقلين نحو عشرين شخصاً، حتى ظهر أمس. وحاصرت البلدة حتى لا يصل إليها متضامنون من البلدات الأخرى في النقب والجليل.
وحضر المئات من أهالي النقب إلى مدخل القرية، وتظاهروا وأغلقوا شارع رقم 31 المؤدي إلى منطقة البحر الميت أمام حركة السير بالاتجاهين، وشهدت المنطقة ازدحام مرور خانقاً. الجدير ذكره، أن السكان العرب البدو في النقب يعتبرون الشريحة الأكثر عناءً من سياسة الإهمال والتمييز العنصري. والسلطات الإسرائيلية لا تعترف بقراهم بذريعة أنها بنيت بلا ترخيص، فتحاول اقتلاعهم منها ومصادرة أراضيهم لصالح البلدات اليهودية.
بلغ عدد سكان النقب قبل نكبة فلسطين 1948 ما يقارب 90 ألف نسمة، ينتمون إلى 95 قبيلـة، لكل منها بلدة خاصة بها. ولكن القوات الإسرائيلية حاولت تفريغ البلاد منهم، ما أدى إلى طرد أو فرار أغلبيّة ساحقة، وبقي قسم منهم لاجئين في الوطن، أو في الدول العربيّة المحيطة وفي المناطق الفلسطينيّة. ولم يبق منهم في النقب مع حلول العـام 1952 إلا 11 ألف نسمة، ومع ذلك يعيشون تحت سيف التهديد الدائم بالترحيل. وقد سيطرت السلطات الإسرائيليّة على 90 في المائة من أراضيهم، واليوم تلاحقهم على ما تبق من هذه الأراضي، لغرض إقامة قواعد عسكرية جديدة للجيش أو بلدات يهودية أو حدائق.
وتحظى الحركة الإسلامية بتأييد كبير في صفوف سكان النقب، وفي الانتخابات الأخيرة حصلت على نحو 70 في المائة من أصواتهم، 41 ألف صوت، مقابل 8 آلاف للقائمة المشتركة للأحزاب العربية، التي يترأسها النائب أيمن عودة. ولذلك فإن الهجوم عليهم يحرج الحركة الإسلامية ونوابها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.