الأمم المتحدة تسعى لأكثر من 5 مليارات دولار لأفغانستان

واشنطن تقدم 308 ملايين دولار

أفغانيات يتلقين مساعدات مالية نقدية وزّعها برنامج الغذاء العالمي (أ.ف.ب)
أفغانيات يتلقين مساعدات مالية نقدية وزّعها برنامج الغذاء العالمي (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لأكثر من 5 مليارات دولار لأفغانستان

أفغانيات يتلقين مساعدات مالية نقدية وزّعها برنامج الغذاء العالمي (أ.ف.ب)
أفغانيات يتلقين مساعدات مالية نقدية وزّعها برنامج الغذاء العالمي (أ.ف.ب)

أعلن البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة، قررت تقديم مساهمة مالية جديدة لأفغانستان تقدر بأكثر من 308 ملايين دولار كمساعدات إنسانية. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، إميلي هورن، في بيان، إن «الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الشعب الأفغاني، ونواصل النظر في جميع الخيارات المتاحة لنا. نحن نقف مع شعب أفغانستان».
يأتي الإعلان الأميركي في الوقت الذي تحدثت فيه الأمم المتحدة عن إطلاق خطة استجابة مشتركة قدرت قيمتها بأكثر من 5 مليارات دولار، لتغطية احتياجات عام 2022. مع حلفائها وشركائها؛ بهدف تقديم الإغاثة الإنسانية لنحو 22 مليون أفغاني، ودعم 5.7 مليون نازح ومجتمعات محلية في 5 دول مجاورة.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة الدعوات الأممية والإقليمية، وحتى داخل الولايات المتحدة، بضرورة مناقشة خطة واقعية تأخذ في الاعتبار الظروف الجديدة التي باتت تعيشها أفغانستان، وكيفية الموازنة بين تأمين احتياجات الشعب الأفغاني وممارسة الضغوط على «طالبان»، لإلزامها بتنفيذ أجندة أقل تشدداً، وخصوصاً تجاه المرأة والأقليات والعلاقة مع المعارضة.
ومع إعلان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي عن المساعدة الجديدة، يرتفع إجمالي المساعدات الإنسانية الأميركية إلى أفغانستان إلى نحو 782 مليون دولار منذ 2021، حيث قدمت واشنطن خلاله 474 مليون دولار؛ الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد لأفغانستان. كما قدمت واشنطن للشعب الأفغاني مليون جرعة إضافية من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، من خلال برنامج «كوفاكس» التابع لمنظمة الصحة العالمية.
وأضاف بيان هورن، أنه بهذا التبرع، يصل مجموع ما قدمته الولايات المتحدة من لقاحات إلى أفغانستان 4.3 مليون جرعة. وذكر مجلس الأمن القومي، أن المساعدات الإنسانية الجديدة لأفغانستان التي تقدمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولي، ستتدفق مباشرة من خلال المنظمات الإنسانية المستقلة.
وأكد بيان هورن أن هذه المساهمات «تساعد في توفير الحماية المنقذة للحياة والمأوى والرعاية الصحية الأساسية، والمساعدات في فصل الشتاء والمعونة الغذائية الطارئة والمياه والصرف الصحي وخدمات النظافة».وتتصاعد الدعوات داخل الولايات المتحدة لوضع آلية سياسية مختلفة للتعامل مع «الأمر الواقع» الجديد في أفغانستان، بعد سيطرة حركة «طالبان»، محذرة من أن انهيار الدولة وتحويل أفغانستان إلى دولة فاشلة، لن يكون في مصلحة العالم ودول الجوار، وخصوصاً الولايات المتحدة.
وفي حين تواصل إدارة بايدن ممارسة لعبة تقديم المساعدات الإنسانية، وتوجيه الرسائل لـ«طالبان»، سواء بشكل مباشر، كما جرى في اللقاءات الأخيرة بين مسؤولين أميركيين ومن «طالبان»، أو بشكل غير مباشر من خلال وسطاء. لكن الوضع الأفغاني يحتاج إلى سياسة واضحة، لأن خنق حكومة «طالبان» من خلال العقوبات، وتجميد الأصول الأفغانية والمساعدات، لن يغير من حقيقة سيطرتها على البلاد.
لكنه سيضمن انهيار الخدمات العامة العادية والاقتصاد وتقلص سبل عيش الأفغان بشكل أكبر. ورغم التشكيك في نية «طالبان» لتلبية شروط المجتمع الدولي، عبر الاعتراف بحقوق المرأة وتبني أشكال ولو محدودة من الحكم الديمقراطي، للحصول على المساعدات، يدعو البعض إلى محاولة تسهيل الاتصالات السياسية معها لتأمين استقرار سياسي معقول، وإجبارها على التفاوض مع معارضيها.
ونقلت وسائل إعلام أميركية، أن مسؤولين من حركة «طالبان» اجتمعوا مع ممثلين عن المعارضة الأفغانية المسلحة قبل أيام في إيران. ورغم عدم تحقيق تقدم بين الطرفين، فإن الاجتماع كان الأول بين «طالبان» وتحالف من الميليشيات التي قاتلتها بعد استيلائها على السلطة في شهر أغسطس (آب) الماضي.
وقال متحدث باسم تلك الميليشيات يدعى سجبة الله أحمدي، إن الاجتماعات لم تحقق شيئاً، واصفاً «طالبان» بأنها نظام استبدادي يعارض حقوق الإنسان والحريات. وقال، إن «طالبان» ليست جادة في معالجة مخاوف الجماعات المعارضة التي ستستمر في القتال.
ومنحت «طالبان» مجموعات المعارضة المسلحة حق العودة الآمنة للبلاد، وفقاً للصحيفة الأميركية التي أكدت أن هذا الاجتماع هو التعامل الأول بين الحركة الحاكمة في كابل وتحالف الميليشيات المحلية التي انتفضت بعد وصول «طالبان» للسلطة منتصف أغسطس الماضي.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.