أعلنت السلطات الإثيوبية أن غارة جوية بطائرة دون طيار قتلت 17 مدنيا في إقليم تيغراي، ويأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من المحادثة التليفونية بين الرئيس الأميركي بايدن ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حول ضرورة إنهاء الصراع مع إقليم تيغراي ووقف مثل هذه الهجمات.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث مساء الاثنين مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لمناقشة الصراع الدائر في إثيوبيا وانتقد استمرار الأعمال العدائية وسقوط ضحايا من المدنيين، وأثار مخاوف بشأن احتجاز الإثيوبيين في ظل حالة الطوارئ.
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن أثار مخاوف بشأن مقتل مدنيين في الضربات الجوية الأخيرة وأكد مجددا التزام الولايات المتحدة بالعمل إلى جانب الاتحاد الأفريقي وشركاء إقليميين آخرين للمساعدة في حل الصراع. وتضمن البيان إشادة الرئيس الأميركي بعمليات إطلاق سراح العديد من السجناء السياسيين مؤخرا كما ناقش مع رئيس الوزراء الإثيوبي سبل تسريع الحوار نحو وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض والحاجة الملحة لتحسين وصول المساعدات الإنسانية عبر إثيوبيا ومعالجة مخاوف حقوق الإنسان لجميع المتضررين.
وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض للصحفيين مساء الاثنين «إن الأزمة في إثيوبيا صعبة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة ولها عدد من الأبعاد فهناك أزمة إنسانية حادة وأزمة أمنية لها تداعيات إقليمية، خاصة الدور غير المفيد الذي تقوم به إريتريا في هذا الصراع». وأضاف «الأزمة في إثيوبيا تنطوي أيضا على خطر صرف الانتباه عن الأولويات الإقليمية الأخرى للولايات المتحدة مثل مكافحة حركة الشباب في الصومال». وشدد المسؤول الكبير على أن النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة تجاه هذا الصراع هو التأكيد أنه لا يوجد حل عسكري للصراع وأن الدور الأميركي هو تسهيل التوصل إلى حل سلمي من خلال الحوار بين الأطراف.
وأوضح المسؤول أن الغرض من مكالمة بايدن مع آبي أحمد هو تعزيز بعض الخطوات وحث رئيس الوزراء آبي أحمد على وقف الضربات الجوية وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق البلاد والمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار. وفي تغريدة نشرها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على حسابه عبر تويتر تعليقا على المكالمة مع الرئيس الأميركي «كلانا متفق على أن هناك قيمة كبيرة في تعزيز تعاوننا مع خلال المشاركة البناءة القائمة على الاحترام المتبادل».
أدى الصراع في شمال إثيوبيا، الذي اندلع في نوفمبر 2020 بين القوات الفيدرالية لآبي وحلفائها الإقليميين، المدعومين من إريتريا، ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الذي يحكم تيغراي، إلى مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين.
ودعت واشنطن مرارا إلى إنهاء الأعمال العدائية وإيجاد حل تفاوضي للصراع وانتقدت بصورة متكررة انتهاكات حقوق الإنسان لسكان تيغراي وطالبت بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وحذر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن من حدوث انفجار واضطرابات ذات تأثير مدمر على المنطقة إذا لم تبادر الحكومة الاثيوبية لإجراء مفاوضات مع تيغراي للتوصل إلى حل سياسي.
ومنذ عدة أسابيع استطاعت القوات الفيدرالية الإثيوبية استعادة الأراضي التي خسرتها لصالح المتمردين في تيغراي لكنها لم تكن قادرة على إحراز تقدم في إقليم تيغراي الشمالي فيما قامت قوات تيغراي بتراجع استراتيجي، وأشارت إلى استعدادها لإجراء محادثات سلام. وتطالب وكالات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية برصد وتوثيق الجرائم التي ارتكبتها القوات الإثيوبية والتي رصدت حالات اغتصاب جماعي وتجنيد الأطفال.
مقتل 17 شخصاً في غارة لمقاتلات إثيوبية على تيغراي
مقتل 17 شخصاً في غارة لمقاتلات إثيوبية على تيغراي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة