نبيل فهمي: أميركا وضعت 4 خيارات لخلافة مبارك

يستعرض وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، في مذكراته التي تحمل عنوان «في قلب الأحداث»، نصف قرن من الأحداث الدولية والإقليمية والوطنية. ويقول فهمي في إحدى فقرات الكتاب: «بدأ الأميركيون يتابعون أي مرشح محتمل لخلافة (حسني) مبارك يمكنه حماية مصالحهم، بغضّ النظر عما إذا كان ديمقراطياً أم لا. وكان هذا هو سبب تفضيلهم لعمر سليمان على كل من عمرو موسى وجمال مبارك.
وكانوا يرون أنه في حال عدم وجود مرشح من المؤسسة الأمنية، سواء من الجيش أو الشرطة، فسيكون أمام (جماعة الإخوان) فرصة جيدة للوصول إلى السلطة بفضل قدرتها على الحشد وقاعدتها الشعبية الواسعة!». وتلخص هذه الفقرة إلى حد كبير أجواء إدارات أميركية متعاقبة وهي تبحث عن خليفة لمبارك.
ويروي فهمي في كتابه، الذي تنشر «الشرق الأوسط» فصولاً منه في 3 حلقات، معايشته الشخصية، من موقعه كسفير لبلاده في واشنطن، للبحث الأميركي عن خليفة لمبارك، عندما تشابكت العلاقات الاقتصادية والسياسية الكبيرة في الشرق الأوسط في نهاية القرن العشرين، وانشغلت الأطراف العربية والأفريقية والدولية بمتابعة ما يحدث في مصر عن كثب.
ويحكي فهمي كيف سقطت أسهم عمرو موسى، إذ كان شخصية قيادية ذات نزعة استقلالية، ما يجعل التعامل معه صعباً، إضافة إلى مواقفه القوية المؤيدة للفلسطينيين. وبعده، ارتفعت أسهم اللواء عمر سليمان، الذي حظي بمكانة جيدة لدى واشنطن، قبل أن تبرد الرغبة الأميركية به، ثم حاول الأميركيون الرهان على جمال مبارك لخلافة والده، لكنّ لقاء مباشراً جمعه مع الرئيس جورج بوش بدعوة شخصية من الأخير، أسقط هذا الرهان. ودائماً كانت جماعة «الإخوان المسلمين» ورقة عند الأميركيين منذ بدأوا تقبل «الإسلام السياسي» فنسجوا علاقات متعددة المستويات معهم.

... المزيد