الوسيط الدولي في الأزمة الليبية يعلن استئناف الجولة الخامسة من حوار الصخيرات الأسبوع المقبل

قال إنه يحضر لحوار بين قادة الميليشيات المسلحة في ليبيا

الوسيط الدولي في الأزمة الليبية يعلن استئناف الجولة الخامسة من حوار الصخيرات الأسبوع المقبل
TT

الوسيط الدولي في الأزمة الليبية يعلن استئناف الجولة الخامسة من حوار الصخيرات الأسبوع المقبل

الوسيط الدولي في الأزمة الليبية يعلن استئناف الجولة الخامسة من حوار الصخيرات الأسبوع المقبل

أعلن بيرناردينو ليون، الوسيط الدولي في الأزمة الليبية، أمس، عن إنهاء الجولة الرابعة من حوار الصخيرات بالمغرب، وترقب استئناف الجولة الخامسة منه الأسبوع المقبل.
وكشف ليون أن أطراف النزاع الليبي توافقوا على نحو 80 في المائة من مسودة الأمم المتحدة المطروحة للنقاش. وقال ليون، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في قصر المؤتمرات بمنتجع الصخيرات (جنوب الرباط) حيث تجري مشاورات الحوار الليبي - الليبي: «يمكنني أن أقول لكم إن لدينا الآن مسودة تبدو قريبة جدا من اتفاق نهائي». وأضاف ليون: «إن أطراف الأزمة توافقوا على 80 في المائة من هذه المسودة من الناحية السياسية، لكن هذا لا يعني أنه لن تكون هناك ملاحظات أو تعديلات عليها، إضافة إلى أن هناك عناصر تحتاج فيها الأطراف إلى التشاور».
وأشار الوسيط الدولي إلى أن أطراف الأزمة «سترجع إلى مؤسساتها في ليبيا لتعود بعد ذلك في الأيام المقبلة. ليس هذا الأسبوع لكن الأمل أن يرجعوا الأسبوع المقبل، ورجاؤنا منهم أن يصلوا إلى صيغة نهائية لهذا الاتفاق». وردا على سؤال بشأن طبيعة نسبة الـ20 في المائة من النقاط غير المتوافق عليها، قال ليون: «أعفوني من الخوض في هذه العناصر التي ما زالت موضع نقاش». بيد أنه أوضح قائلا: «بصورة عامة، إنها النقاط المتبقية التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام خلال الأيام المقبلة وتتعلق باختصاصات المؤسسات المختلفة وفصل السلطات، وهي من أهم العناصر الموجودة في المسودة، كما أن القضايا الأمنية هي في الأهمية ذاتها؛ فهذه هي أهم المواضيع، لكن دعوني أكون متحفظا على التفاصيل. وأعتقد أنه يجب أن نعطي الأطراف المزيد من الوقت والخصوصية من أجل العمل على المسودة والعودة إلينا».
ورغم أن تصريحات ليون تحمل في طياتها اختراقا إيجابيا، فإن الوضع في الميدان يعرف صعوبات كثيرة جراء تواصل القتال في عدد من مناطق البلاد، الأمر الذي جعل الوسيط الدولي يقول: «نعرف أن أعداء الحوار سيكونون أكثر نشاطا في الأيام والأسابيع المقبلة، لهذا تصر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على المواصلة من أجل التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة، وعلى الأطراف المتحاورة أن تبعث برسالة قوية لمن يريد تقويض المسار السياسي بتغليب الخيار المسلح في ليبيا».
وزاد ليون قائلا: «لا تزال لدينا صعوبات في هذه المفاوضات.. لا يزال هناك نشاط إرهابي متصاعد في ليبيا»، مشيرا إلى وجود معلومات أولية عن نشاط متصاعد لتنظيم داعش في ليبيا.
وفي غضون ذلك، كشف ليون أن بعثة الأمم المتحدة تحضر حاليا لحوار بين قادة الميليشيات المسلحة في ليبيا الذين يتقاتلون على الأرض، وذلك في غضون الأسبوع المقبل، وقال: «سنحاول أن تجلس القيادات العسكرية الليبية وجها لوجه وليس على شكل اللقاءات الأحادية». كما عبر ليون عن أمله في عقد حوار لزعماء القبائل الذين يرفضون عقد أي اجتماع خارج ليبيا، وفق ما ذكرته مصادر في حوار الصخيرات.
ولم يعلن ليون عن مكان انعقاد حوار قادة الميليشيات بيد أن المصادر ذاتها توقعت أن يكون في روما.
وإلى جانب حوار الصخيرات، الذي يعد الحوار الأساسي في معادلة تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، فإن حوارات أخرى موازية تنظمها بعثة الأمم المتحدة لدعم حوار الصخيرات ضمنها حوار الأحزاب الذي تحتضنه الجزائر، وحوار عمد البلديات، هذا إلى جانب حوار النساء الليبيات الذي أعلن عنه قبل أيام، وستحتضنه تونس.
وجاء اختتام الجولة الرابعة من حوار الصخيرات في وقت نشر فيه تنظيم داعش أمس تسجيلا مصورا يظهر إعدام 28 شخصا على الأقل، ذكر التنظيم الإرهابي أنهم إثيوبيون مسيحيون أعدموا في ليبيا بعدما «رفضوا دفع الجزية أو اعتناق الإسلام».
من جهته، قال محمد صالح المخزوم رئيس وفد المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته (برلمان طرابلس) في تصريحات للصحافة: «طلب منا المبعوث الأممي بشكل مباشر قبل المغادرة إلى طرابلس تقديم تعليقاتنا وملاحظاتنا العامة وبشكل سريع على المسودة، لأن هذا سيساعد بعثة الأمم المتحدة على تقييم نسب الاتفاق والاختلاف، وييسر لها تعديل هذه المسودة».
وأكد: «نتمنى أن نصل إلى النسبة التي تحدث عنها السيد ليون؛ لأن ذلك سيكون أمرا جيدا، لكن يجب أن نطلع على المسودة أولا لنحدد نسب الاتفاق والاختلاف». وبدوره، قال محمد شعيب، رئيس وفد مجلس النواب الليبي (برلمان طبرق) الممثل للحكومة المعترف بها دوليا، في مؤتمر صحافي: «رغم كل العراقيل هنا وهناك، سنمضي في الحوار كخيار وطني واستراتيجي، وأدعو كل الوطنيين والمخلصين في كل البلاد شرقا وغربا وجنوبا إلى دعم الحوار والثقة فيه وقطع الطريق على كل محاولات النيل من المصالحة الوطنية».
وأضاف شعيب: «ندرك فداحة الثمن الذي يقدمه الوطن والمواطن خلال كل المدة السابقة، لذلك ندرك أهمية الحوار للخروج من الأزمة، ونؤكد لشعبنا أننا قطعنا شوطا كبيرا في الحوار، وجرت معالجة الكثير من القضايا، إن لم نكن اتفقنا بشأنها، وسنعود لمناقشة ما تبقى من الإشكاليات».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.