مباحثات سعودية ـ عُمانية في أسواق النفط... والإعلان عن بدء تصدير فائض غاز «الوفرة»

عبد العزيز بن سلمان ومحمد الرمحي يناقشان «الطاقة المتجددة والاقتصاد الدائري للكربون والاستدامة»

جانب من توقيع مذكرة التفاهم بين شركة {الكويتية لنفط الخليج} و{شيفرون} السعودية أمس (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع مذكرة التفاهم بين شركة {الكويتية لنفط الخليج} و{شيفرون} السعودية أمس (الشرق الأوسط)
TT

مباحثات سعودية ـ عُمانية في أسواق النفط... والإعلان عن بدء تصدير فائض غاز «الوفرة»

جانب من توقيع مذكرة التفاهم بين شركة {الكويتية لنفط الخليج} و{شيفرون} السعودية أمس (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع مذكرة التفاهم بين شركة {الكويتية لنفط الخليج} و{شيفرون} السعودية أمس (الشرق الأوسط)

بحث وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أمس الاثنين، في العاصمة الرياض، مع وزير الطاقة والمعادن في سلطنة عُمان الدكتور محمد الرمحي «التنسيق داخل أوبك بلس، إلى جانب رؤيتهما لتطورات سوق النفط»، في الوقت الذي وقعت فيه الشركة الكويتية لنفط الخليج، مذكرة تفاهم مع «شيفرون السعودية» لتصدير الغاز الفائض من منطقة عمليات الوفرة المشتركة بين البلدين.
وبينما تشهد أسعار النفط تذبذبا نتيجة الضبابية التي تغلف الاقتصاد العالمي، تتحرك السعودية في اتجاهات عدة لتأمين الإمدادات العالمية لتتناسب مع حجم الطلب العالمي، ما يؤدي إلى استقرار أسواق النفط.
واستمد النفط دعما من ارتفاع الطلب العالمي نتيجة عودة فتح الاقتصادات من جديد. في الوقت الذي ارتفع فيه إنتاج أوبك في ديسمبر (كانون الأول) 70 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق.
وأوضحت وزارة الطاقة السعودية في تغريدة عبر حسابها بموقع «تويتر» أمس: «ناقش الجانبان السعودي والعماني تعزيز التعاون في مختلف مجالات الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والاقتصاد الدائري للكربون والاستدامة». وقالت الوزارة إن ذلك «يأتي في إطار علاقات التعاون الوثيق التي تجمع بين المملكة وسلطنة عمان، في المجالات كافة، خاصة الاقتصادية».
كما «ناقش وزير الطاقة السعودي ونظيره العماني التنسيق المشترك بين البلدين داخل أوبك+، إلى جانب رؤيتهما المستقبلية لتطورات سوق النفط، وجهود التحول إلى الطاقة النظيفة».
وكانت مجموعة الدول المنتجة التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاءها وعلى رأسهم روسيا قررت في الرابع يناير (كانون الثاني) الجاري زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميا الشهر المقبل.
وسلطنة عمان دولة منتجة للنفط الخام وعضو في تحالف «أوبك+» ويبلغ متوسط إنتاجها الفعلي 1.‏1 مليون برميل يوميا. بينما السعودية منتج كبير للنفط بمتوسط إنتاج يومي 11 مليون برميل في الوضع الطبيعي تأتي كثالث أكبر منتج بعد روسيا والولايات المتحدة، وأكبر مصدر للنفط عالميا بمتوسط 4.‏7 مليون برميل يوميا.
يشار إلى أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 36.‏3 مليار دولار في عام 2020، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عمان 16.‏1 مليار دولار حسب الإعلام الرسمي.
في الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن محمد الحيمر الرئيس التنفيذي بالإنابة لنفط الخليج قوله، أمس، إن بدء تصدير الغاز الفائض من منطقة عمليات الوفرة المشتركة بين البلدين، سيتم بكمية تقدر بواقع 12 مليون قدم مكعبة من الغاز على أن ترتفع الكمية في الأشهر الخمسة المقبلة إلى ما بين 40 و50 مليون قدم مكعبة على أن تصل بعد أربع سنوات بين 80 و100 مليون قدم.
وأعلن الحيمر، بدء التصدير بكمية تقدر بـ12 مليون قدم مكعبة من الغاز على أن ترتفع الكمية في الأشهر الخمسة المقبلة لتصل إلى ما بين 40 و50 مليون قدم على أن تصل بعد 4 سنوات إلى ما بين 80 و100 مليون قدم.
وقال الحيمر إن هذه المذكرة بين البلدين تعد إنجازا يصب في مصلحة المردود الاقتصادي والبيئي لدولة الكويت، وفي إطار سعي الشركة لتحقيق الاستغلال الأمثل للثروات النفطية في منطقتي العمليات المشتركة مع الجانب السعودي الشقيق، وتماشيا مع الاعتبارات البيئية المعمول بها في دولة الكويت.
وأضاف أنه تم الاتفاق بين الأطراف وفقا لمذكرة التفاهم على تطوير خطتي تشغيل قصيرة وطويلة الأمد لتصدير الفائض من كميات الغاز المنتجة من منطقة عمليات الوفرة المشتركة لمرافق تكرير شركة نفط الكويت؛ تمهيدا لمعالجتها وبما يتوافق مع لائحة حرق الغاز الخاصة بالهيئة العامة للبيئة في الكويت.
وأوضح أن الاتفاق تضمن إيفاء كميات الغاز المنتجة من المنطقة في المقام الأول بمتطلبات تشغيل منطقة العمليات المشتركة من وقود وتشغيل المرافق والحقول والمشروعات التابعة.
وأشار إلى مناقشة خطة التشغيل قصيرة الأمد والتي تخدم الأهداف البيئية وموافقة نسب حرق الغاز في منطقة عمليات الوفرة المشتركة لمعايير الهيئة العامة للبيئة في الكويت.
وأعرب عن شكره للمدير العام للهيئة العامة للبيئة بدولة الكويت الشيخ عبد الله الأحمد الصباح لدعم الهيئة وتعاونها الدائم مع (الكويتية لنفط الخليج) للوصول لتطبيق المعايير البيئية المطلوبة في منطقة العمليات المشتركة، لا سيما مع ما تتميز به من خصوصية وأهمية استراتيجية واقتصادية لدولة الكويت.
وقع مذكرة التفاهم ممثلا عن (الكويتية لنفط الخليج) محمد الحيمر وعن (شيفرون السعودية) كبير نواب رئيس شيفرون السعودية للعمليات دون ستيلنق.
في غضون ذلك، قالت وزارة الاقتصاد التونسية أمس، إن بنك التصدير والاستيراد السعودي خصص 200 مليون دولار لتمويل واردات تونسية من المشتقات النفطية السعودية.
وتراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، بدعم من المخاوف الناجمة عن الارتفاع العالمي السريع في الإصابات بسلالة أوميكرون المتحورة من فيروس «كورونا»، رغم ارتفاع الأسعار في بداية الجلسة نتيجة تعطل الإمدادات في كازاخستان وليبيا.
وارتفعت أسعار النفط 5 في المائة الأسبوع الماضي بعد أن عطلت الاحتجاجات في كازاخستان خطوط القطارات، وأضرت بالإنتاج في تنغيز أكبر حقول النفط في البلاد، بينما أدت صيانة خط أنابيب في ليبيا إلى خفض الإنتاج من 1.3 مليون برميل يوميا العام الماضي إلى 729 ألف برميل يوميا.



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.