قوى المكونات العراقية تبحث عن حلول بـ«التقسيط» لخلافاتها

انطلاق سباق رئاسة الجمهورية كردياً في انتظار حسم «الكتلة الأكبر» شيعياً

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يلتقي رئيس البرلمان المنتخب محمد الحلبوسي أمس (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يلتقي رئيس البرلمان المنتخب محمد الحلبوسي أمس (رويترز)
TT

قوى المكونات العراقية تبحث عن حلول بـ«التقسيط» لخلافاتها

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يلتقي رئيس البرلمان المنتخب محمد الحلبوسي أمس (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يلتقي رئيس البرلمان المنتخب محمد الحلبوسي أمس (رويترز)

على الرغم من الفارق الكبير بين فوز محمد الحلبوسي الزعيم السني الشاب رئيساً لدورة ثانية للبرلمان العراقي (200 صوت) ومنافسه السني المسن رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني (14 صوتاً)، فإن العرب السنة تمكنوا ولأول مرة من توحيد موقفهم، بحيث بات بإمكانهم المشاركة في صناعة القرار السياسي بالبلاد.
القرار السياسي في العراق يحتكره منذ ما بعد عام 2003 الشيعة عبر مختلف تحولاتهم السياسية بين ائتلاف عراقي موحد والتحالف الوطني الشيعي، وصولاً إلى الافتراق الحاصل اليوم بين الكتلة الصدرية والإطار التنسيقي. وبين فوز ساحق للحلبوسي (مواليد عام 1980) وهزيمة ساحقة للمشهداني (طبيب الأطفال والشاعر مواليد 1947)، فإن الأكثرية التي فاز بأصواتها الحلبوسي ليست سنية بالكامل (65 نائباً) صوتت منهم الغالبية العظمى بعد توحيد حزب تقدم بزعامة محمد الحلبوسي وتحالف العزم بزعامة رجل الأعمال خميس الخنجر. وفي وقت لم يصوت فيه للمشهداني سوى 14 نائباً هم فقط النواب السنة المنشقون عن تحالف العزم، فإن المفارقة اللافتة أن أياً من الشيعة - ممثلين بالكتلة الصدرية - أو الكرد - ممثلين بالحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، لم يصوت للمشهداني.
وطبقاً لمفهوم الأغلبية السياسية الذي يدافع عنه الزعيم الشيعي المتصدر الأول برلمانياً وشعبياً مقتدى الصدر، فإن فوز الحلبوسي ونائبيه الشيعي حاكم الزاملي، أحد صقور التيار الصدري، والكردي شاخوان عبد الله، أحد قياديي الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، يؤكد مضي الصدر في مسار الأغلبية الوطنية رغم أنه لم يتمكن حتى الآن من اجتياز عقبة «الكتلة الأكبر».
«الكتلة الأكبر» التي لا يزال الخلاف قائماً بصددها منذ انتخابات 2010 لم يجرِ تسجيلها بصورة صحيحة، طبقاً لما يرى فقهاء القانون المنقسمون أيضاً حول كون التسجيل لدى «رئيس السن»، مثلما فعل «الإطار التنسيقي» في جلسة أول من أمس، أم لدى الرئيس المنتخب، وهو ما فعله التيار الصدري في الجلسة ذاتها. هذه الإشكالية هي التي دفعت قوى الإطار التنسيقي (الكتل الشيعية الخاسرة في الانتخابات والتي حاولت تخطي الصدر ومن معه ولم تنجح) إلى الانسحاب من الجلسة والتهديد بالذهاب إلى المحكمة الاتحادية لغرض حسم مسألة تسجيل «الكتلة الأكبر»، وهي الكتلة التي منحتها المادة 76 من الدستور صلاحية ترشيح رئيس الوزراء.
توحيد الموقف السني لأول مرة منذ سقوط النظام السابق، وإن كان هناك من يرى أنه حصل بتوافق إقليمي لعبت فيه تركيا ودول عربية مهمة الدور الأبرز على أمل أن يكون صوت السنة في العملية السياسية في العراق أكثر قوة وتماسكاً، فرض لأول مرة معادلة الأغلبية التي لا يزال يحتاجها الصدر لكي يفرض هو من جانبه معادلته على خصومه من قوى الإطار التنسيقي، وهم تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون وعصائب أهل الحق وتحالف النصر وتحالف العقد الوطني وتيار الحكمة، مع أن الأخير وعلى لسان زعيمه عمار الحكيم أعلن عدم مشاركته في الحكومة المقبلة، وبالتالي بات خارج حسابات المعادلات السياسية.
الخلاف السني الذي وجد طريقه للحل بدا من وجهة نظر كثير من الأطراف والقوى الشيعية أنه جرى على حساب الشيعة بوصفهم المكون الأكبر والتحالف الانتخابي الأكبر (أكثر من 180 نائباً) من مجموع نواب البرلمان العراقي. واستناداً للتجارب البرلمانية السابقة عبر الدورات الأربع الماضية (2005 - 2018) كان الشيعة، وبتأثير إيراني حاسم، يتمكنون من فرض المعادلة السياسية التي يرسمونها هم مع منح الكرد ميزة «بيضة القبان»، فيما كان السنة طوال تلك الدورات هم الخاسر الأكبر انطلاقاً من كون مشاركتهم بالسلطة لا تتعدى توزيع المناصب على المكونات طبقاً لمبدأ المحاصصة العرقية والطائفية، دون أن يكون لهم أي دور في المشاركة بالقرار السياسي. لذلك وتخوفاً من أن يكون للعرب السنة دور مهم في المرحلة المقبلة بعد أن تمكنوا من حل خلافاتهم بالتقسيط ومع تراجع واضح لدور الأكراد الذين فقدوا ميزة بيضة القبان، فقد ارتفعت أمس الأصوات من بين صفوف قياديين شيعة يقولون إن السنة كان لهم الدور الأبرز في شق وحدة الصف الشيعي عبر تشجيع التيار الصدري على المضي نحو مفهوم الأغلبية السياسية، وهو ما لا تقبل به قوى الإطار التنسيقي التي أصدرت بياناً بعد انتهاء الجلسة الأولى للبرلمان حذرت فيه من الذهاب إلى المجهول.
ومع أن الاستحقاق الثاني المهم هو منصب رئاسة الجمهورية الذي يحتاج توافقاً عليه من قبل الحزبين الكرديين الرئيسيين (الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل جلال طالباني)، فإن تمسك كل حزب بخياراته يحتاج إلى مزيد من جولات المفاوضات، فيما تبقى من مهلة دستورية وأمدها أسبوعان للتوافق، بعد أن أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، على أن ينتخب نواب البرلمان الرئيس في 8 فبراير (شباط).
وإذا كان السنة قد تمكنوا بوساطة كردية قام بدور بارز فيها مسعود بارزاني سهلت توحيد موقفهم، فإن الكرد الذين لا راعي إقليمياً لهم طبقاً للتوازنات التي تحكم المشهد السياسي العراقي بحاجة إلى توافق داخلي أو الذهاب إلى سيناريو 2018، حين دخل الحزبان بمرشحين اثنين لرئاسة الجمهورية؛ وهما برهم صالح الرئيس الحالي وفؤاد حسين وزير الخارجية الحالي. المعادلة صعبة كردياً خصوصاً مع تمسك بافل طالباني ببرهم صالح مرشحاً وحيداً للاتحاد الوطني لمنصب رئيس الجمهورية واستمرار «فيتو» بارزاني على صالح. مع ذلك، هناك من يرى أن الكرد ربما يخضعون لمعادلة تأثير أميركية - إيرانية على صعيد الضغط على أحد الحزبين بالتخلي عن خياره، لكن لا توجد حتى الآن ملامح تحدد طبيعة التأثير الإيراني - الأميركي على الخيار الكردي لجهة منصب رئاسة الجمهورية.
شيعياً يبدو الأمر في غاية الصعوبة بسبب التناقض الحاد بين الصدر، الفائز مرتين بأعلى الأصوات (انتخابات 2018 وانتخابات 2021)، ويملك جمهوراً مطيعاً بالملايين، وبين باقي القوى الشيعية التي لا تملك جماهير مثل الصدر، لكنها في غالبيتها تملك المال والسلاح والفصائل المسلحة، الأمر الذي بات يجعل عملية ضبط الإيقاع الشيعي صعباً حتى على إيران. فإيران التي تنهمك الآن في محادثات تبدو جادة مع الولايات المتحدة ومجموعة 5 زائد واحد بشأن ملفها النووي، فضلاً عن محادثاتها مع دول الخليج العربي، تحتاج إلى تحديد أولوياتها على تلك الصعد، مع أنها وطبقاً للمراقبين السياسيين لن تترك الساحة الشيعية وأحزابها المتنافرة بقوة هذه المرة دون إعادة ضبطها، خصوصاً بعد أن بدا أن الشريكين السني والكردي باتا قادرين ولأول مرة على فرض الشروط وربما الخيارات.



إيران تقول إنها «تحترم» نتائج الانتخابات العراقية «أياً كانت»

ناخب عراقي يدلي بصوته في مركز اقتراع بالناصرية، محافظة ذي قار جنوب العراق(أ.ف.ب)
ناخب عراقي يدلي بصوته في مركز اقتراع بالناصرية، محافظة ذي قار جنوب العراق(أ.ف.ب)
TT

إيران تقول إنها «تحترم» نتائج الانتخابات العراقية «أياً كانت»

ناخب عراقي يدلي بصوته في مركز اقتراع بالناصرية، محافظة ذي قار جنوب العراق(أ.ف.ب)
ناخب عراقي يدلي بصوته في مركز اقتراع بالناصرية، محافظة ذي قار جنوب العراق(أ.ف.ب)

قال السفير الإيراني في العراق، محمد كاظم آل صادق، الثلاثاء، إن بلاده «ستؤيد وتحترم أي نتيجة تفرزها الانتخابات التشريعية العراقية» في دورتها السادسة، مشيداً بعمق العلاقات بين البلدين.

وأوضح آل صادق، في تصريح لوكالة «إيسنا» الإيرانية، أن الانتخابات الحالية «مهمة جداً لأنها ستحدد المسؤولين المستقبليين في البلاد، بمن فيهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ضمن النظام السياسي العراقي».

وأعرب عن أمله في أن «تستكمل العملية السياسية ضمن المدة القانونية المحددة بعد إعلان النتائج»، مضيفاً: «نحن نحترم إرادة الشعب العراقي، وأي نتيجة تسفر عنها الانتخابات ستكون محل تأييد واحترام من جانب إيران».

وأكد السفير أن العلاقات بين طهران وبغداد «عميقة وواسعة»، معرباً عن أمله في أن «تواصل الحكومة العراقية المقبلة تعزيز هذا الزخم في التعاون الثنائي».


الحوثيون يعلنون في رسالة لـ«حماس» وقف الهجمات على إسرائيل وعلى السفن

رجال مسلحون في تجمع مناهض لإسرائيل من الحوثي في صنعاء (إ.ب.أ)
رجال مسلحون في تجمع مناهض لإسرائيل من الحوثي في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون في رسالة لـ«حماس» وقف الهجمات على إسرائيل وعلى السفن

رجال مسلحون في تجمع مناهض لإسرائيل من الحوثي في صنعاء (إ.ب.أ)
رجال مسلحون في تجمع مناهض لإسرائيل من الحوثي في صنعاء (إ.ب.أ)

أعلن الحوثيون في اليمن وقف هجماتهم على إسرائيل وعلى السفن في البحرالأحمر، وذلك في رسالة لحركة «حماس».

ومنذ قرابة عامين، كانت جماعة الحوثي تنفذ عمليات عسكرية متعددة بصواريخ ومسيّرات استهدفت فيها إسرائيل، وتقول إن عملياتها هذه كانت إسنادًا لغزة.

وقدمت الرسالة، التي تم نشرها مساء أمس الاثنين، أوضح إشارة حتى الآن على وقف هجمات الحوثيين.

وجاء في الرسالة أن الحوثيين يتابعون التطورات عن كثب، وأنهم سوف يعودون إلى عملياتهم في عمق «الكيان الصهيوني» إذا استأنفت إسرائيل عدوانها على
غزة، إلى جانب فرض حظر على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب.

ورغم هذه الرسالة، لم يصدر عن الحوثيين أي إعلان رسمي يؤكد وقف حملتهم في المنطقة.


«التضخم» يعود للارتفاع بمصر ويثير المخاوف من «انفلات» الأسواق

رئيس جهاز حماية المستهلك في مصر يقود حملة لمتابعة ضبط الأسعار (مجلس الوزراء المصري)
رئيس جهاز حماية المستهلك في مصر يقود حملة لمتابعة ضبط الأسعار (مجلس الوزراء المصري)
TT

«التضخم» يعود للارتفاع بمصر ويثير المخاوف من «انفلات» الأسواق

رئيس جهاز حماية المستهلك في مصر يقود حملة لمتابعة ضبط الأسعار (مجلس الوزراء المصري)
رئيس جهاز حماية المستهلك في مصر يقود حملة لمتابعة ضبط الأسعار (مجلس الوزراء المصري)

استقبل محمد ربيع، وهو موظف في منتصف الأربعينيات من عمره، الأرقام الرسمية الصادرة عن «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» في مصر بزيادة معدلات التضخم الشهر الماضي بمزيد من التوجس، وعبّر عن مخاوفه من تكرار أزمات سابقة كانت فيها معدلات التضخم سبباً في «انفلات» الأسواق مع وجود زيادات غير منطقية وسريعة في أسعار كثير من السلع الرئيسية.

وعاد معدل التضخم السنوي في مدن مصر للارتفاع خلال أكتوبر (تشرين الأول) بعد سلسلة من التراجعات على مدى 4 أشهر، وارتفع إلى 12.5 في المائة مقابل 11.7 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفقاً لبيانات أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، الاثنين، وذلك بعد رفع أسعار الوقود الشهر الماضي.

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أثناء تفقده أحد الأسواق (أرشيفية - مجلس الوزراء)

ويشير ربيع، الذي يقطن في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن أسعار المنتجات الغذائية بمختلف أنواعها كانت هي الأكثر تأثراً خلال الفترة الماضية منذ زيادة أسعار الوقود، وانعكس ذلك على الخبز السياحي والجبن والألبان والزيوت وبعض الأنواع من الخضراوات والفاكهة، إلى جانب الزيادة الأكثر وضوحاً في تكاليف وسائل النقل.

قال: «تبقى المشكلة كما هي دون حل، فمحلات البقالة تقوم بتسعير المنتجات وفقاً لأهوائها، وإن كانت الفوارق محدودة خلال الأشهر الماضية التي شهدت تحسناً في سعر العملة المحلية مع تراجع معدلات التضخم، لكن عند الإعلان عن وجود مؤشرات عامة تبيّن ارتفاعات الأسعار تنتشر العدوى، ويجدها التجار فرصة لزيادة أسعار سلعهم».

وحسب «جهاز الإحصاء المصري»، زاد التضخم بنسبة 1.8 في المائة في أكتوبر الماضي على أساس شهري مقارنة بالشهر السابق، وزادت مجموعة الطعام والمشروبات 1.5 في المائة على أساس سنوي، و1.2 في المائة على أساس شهري.

مبادرات لخفض الأسعار

تتخوف ميرفت سمير، وهي ربة منزل في أواخر الثلاثينيات، من ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن وغيرها من أنواع البروتين التي شهدت استقراراً خلال الفترة الماضية.

وقالت: «انخفاض أسعار الدواجن والبيض سمح لنا بزيادة الاعتماد على البروتينات في وجبة الغداء، وإن كانت هناك ارتفاعات موازية في الخضراوات، لكن مع وجود مؤشرات تصاعدية للتضخم يمكن أن ينتقل ذلك لكثير من السلع الأخرى».

وأضافت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أسكن بالقرب من سوق الناصرية الشهير بالقرب من وسط القاهرة، وهو سوق تتوفر به السلع بأسعار جيدة. لكن على بعد أمتار قليلة نجد تفاوتاً في الأسعار في بعض المحال، ما يؤكد وجود حاجة للرقابة على الأسواق».

وانخفض معدل التضخم السنوي في مصر من مستوى قياسي بلغ 38 في المائة في سبتمبر 2023، مدعوماً بحزمة دعم مالي بقيمة ثمانية مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في مارس (آذار) 2024.

مسؤولون يتفقدون أحد الأسواق (مجلس الوزراء)

ويشكو المصريون غالباً مما يصفونه بـ«جشع التجار»، ويطالبون الحكومة بالتدخل لضبط الأسواق. وفي المقابل توسعت جهات حكومية خلال السنوات الماضية في تدشين مبادرات تهدف إلى خفض الأسعار أبرزها «كلنا واحد» و«أهلاً رمضان»، وكان أحدثها مبادرة «خفض الأسعار» التي أُطلقت في أغسطس (آب) الماضي.

وحينها أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن المبادرة جرى تدشينها مع «اتحاد الغرف التجارية والغرفة الصناعية، وكبار المنتجين والسلاسل التجارية»، بشأن العمل على تقديم أكبر خفض ممكن لأسعار السلع بالأسواق.

لكن قبل أيام قال عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية أيمن قرة، في تصريحات إعلامية، إن شركات زيوت الطعام الخاصة اضطرت للخروج من المبادرة التي كانت تلتزم فيها بأسعار محددة بسبب ارتفاع أسعار الخام عالمياً.

تأثير زيادة أسعار الوقود

وفيما يتعلق بزيادة أسعار المحروقات، قال الخبير الاقتصادي علي الإدريسي إن من الطبيعي أن يكون لها تأثير على معدلات التضخم نتيجة ارتفاع تكاليف النقل واللوجيستيات والمواصلات، متوقعاً استمرار ذلك التأثير على الأسواق خلال الفترة المقبلة؛ «إذ إن استيعاب الأسواق للزيادات واستقراره ثم العودة للانخفاض مرة أخرى يأخذ وقتاً طويلاً».

وبعد أن رفعت الحكومة المصرية أسعار مجموعة واسعة من المحروقات بنسبة تقارب 13 في المائة في 17 أكتوبر الماضي، رصدت «بوابة الأسعار المحلية والعالمية» التابعة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري ارتفاعات عديدة في الأسعار شملت اللحوم والأجبان والعدس والفول والطماطم والزيت والشاي والسكر والمكرونة والأرز والسمسم والدقيق.

وقال الإدريسي لـ«الشرق الأوسط»: «معدلات التضخم كان من الممكن أن تتسارع على نحو أكبر عقب رفع أسعار الوقود، لكن استقرار سعر الصرف وتراجع الدولار أمام الجنيه لعب دوراً محورياً في أن تكون الزيادة ضئيلة؛ لكن في المقابل، تبنِّي الحكومة سياسة نقدية قائمة على خفض معدلات الفائدة يعد عاملاً مساعداً لزيادة معدلات التضخم بعدما كانت تتخذ من رفع معدلات الفائدة وسيلة للحد منه».

وارتفع صافي الاحتياطيات الأجنبية في مصر إلى مستوى قياسي جديد خلال أكتوبر 2025، ليصل إلى 50.07 مليار دولار بزيادة قدرها 537.8 مليون دولار، تزامناً مع استمرار تحسّن الجنيه أمام الدولار.

وكان آخر خفض لأسعار الفائدة في مصر الشهر الماضي بواقع 100 نقطة أساس، ليبلغ سعر الفائدة حالياً 22 في المائة للإقراض و21 في المائة للإيداع، وفقاً لبيانات البنك المركزي المصري.