الحزن والحنين يخيمان على جيل التسعينات بالسعودية بعد رحيل أيقونة الكوميديا بوب ساجيت

عائلة بوب ساجيت في المسرحية الهزلية التلفزيونية «فول هاوس»
عائلة بوب ساجيت في المسرحية الهزلية التلفزيونية «فول هاوس»
TT

الحزن والحنين يخيمان على جيل التسعينات بالسعودية بعد رحيل أيقونة الكوميديا بوب ساجيت

عائلة بوب ساجيت في المسرحية الهزلية التلفزيونية «فول هاوس»
عائلة بوب ساجيت في المسرحية الهزلية التلفزيونية «فول هاوس»

خيم الحزن على العديد من رواد مواقع التواصل في السعودية، بعد تأكيدات العثور على الممثل والكوميدي الأميركي بوب ساجيت (65 عاماً) ميتاً في غرفة بفندق في أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية.
https://twitter.com/DylansRawTake/status/1480347764332576771?s=20
وعادت الذكريات إلى جيلي الثمانينات والتسعينات، حيث يعتبر بوب ساجيت أيقونة الكوميديا في السعودية، عندما عرضت القناة السعودية الثانية عمله الأشهر الذي جسد خلاله باسم الأب المرح في المسرحية الهزلية التلفزيونية «فول هاوس»، حيث يلعب دور الأب الأرمل داني تانر، خلال الفترة 1987 - 1995.
https://twitter.com/i_classic__/status/1255959018243227651?s=20
وتداول المغردون عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، العديد من الصور والمشاهد، مستذكرين مواقفهم في تلك الحقبة، مع الكثير من الحنين، إلى جانب إجاباتهم على المغردين الآخرين (جيل الألفية) الذين يتساءلون عمن يكون؟ وما هي أعماله؟
ووصف المغردون الراحل ساجيت، بـالأب الحنون والمرح صاحب أجمل ابتسامة مرت بذاكرة جيل الثمانينات في المسلسل الشهير «فول هاوس» والبرنامج الشهير «أكثر المقاطع المنزلية المصورة إضحاكاً في أميركا».
كما وصف المغردون، خبر وفاة بوب ساجيت بالمؤثر والمحزن جداً، كونه كان جزءاً أساسياً من الطفولة لدى جيلي الثمانينات والتسعينات، إلى جانب قولهم: «لقد كنت لطيفاً وصاحب ابتسامة آسرة... جزء جميل من ذاكرتنا ينطفئ في 2022».
https://twitter.com/mohammedasiri10/status/1480494103897030663?s=20
https://twitter.com/KhadijahKarsou/status/1480452167886585858?s=20
في «فول هاوس»، لعب ساجيت دور أب أرمل يتقاسم منزله مع بناته الـ3 وصهره وصديقه المقرب في مسلسل ناجح عرض من عام 1987 إلى عام 1995 على مدار 8 مواسم كاملة.
https://twitter.com/AlhmMashael/status/1480481997680267268?s=20
وشخصية ساجيت المرحة لم تقتصر على دوره في مسلسل «فول هاوس» الشهير، ولكن يبدو أنها كانت طبيعة فهي أهّلته لأن يصبح الضيف الرئيسي لبرنامج «أكثر المقاطع المنزلية إضحاكاً في أميركا».
وحول طبيعة الوفاة، قال مكتب قائد شرطة مقاطعة أورانج، على «تويتر»، إن المحققين لم يعثروا على أي علامات تدل على وجود جريمة أو تعاطي مخدرات.
وقالت عائلة ساجيت، في بيان، بعد تأكيد وفاته، إنهم شعروا بالصدمة وإنه كان كل شيء بالنسبة لهم.



غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.