الوفد الفلسطيني يتوجه من دمشق إلى لبنان

رسالة خطية من عباس إلى الأسد

سمير الرفاعي سفير فلسطين في دمشق يتحدث خلال الاحتفال بالذكرى الـ57 لانطلاقة «فتح»، يوم الجمعة (أ.ف.ب)
سمير الرفاعي سفير فلسطين في دمشق يتحدث خلال الاحتفال بالذكرى الـ57 لانطلاقة «فتح»، يوم الجمعة (أ.ف.ب)
TT

الوفد الفلسطيني يتوجه من دمشق إلى لبنان

سمير الرفاعي سفير فلسطين في دمشق يتحدث خلال الاحتفال بالذكرى الـ57 لانطلاقة «فتح»، يوم الجمعة (أ.ف.ب)
سمير الرفاعي سفير فلسطين في دمشق يتحدث خلال الاحتفال بالذكرى الـ57 لانطلاقة «فتح»، يوم الجمعة (أ.ف.ب)

أنهى وفد فلسطيني من حركة «فتح» زيارته إلى دمشق التي استمرت 5 أيام، وقام خلالها بتسليم وزير الخارجية فيصل المقداد رسالة خطية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس بشار الأسد، أمس، ويتوجه اليوم إلى لبنان.
تتعلق الرسالة بـ«التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية وجلسة المجلس المركزي الفلسطيني، كنقطة انطلاق لعمل سياسي في إطار المنظمة ولمّ شمل كل فصائل المنظمة»، وبحسب مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، فإن الوفد يتوجه من دمشق إلى لبنان لاستكمال مهمته في عقد اجتماعات فلسطينية - فلسطينية، في إطار التحضير لجلسة المجلس المركزي المرتقب عقده مبدئياً في رام لله، ما بين 20 إلى 23 يناير (كانون الثاني) الحالي.
من جانبه، كشف سفير فلسطين في سوريا سمير الرفاعي، عن بحث إمكانية زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق، وقال في تصريحات لصحيفة «الوطن» المحلية، نشرت يوم الأحد، إن الاتصالات مع القياديين في دمشق «ليست جديدة فهي مستمرة ولم تنقطع، لكن الآن هناك سعي لتطوير وتفعيل هذه الاتصالات لتكون على أعلى مستوى، بين القيادة الفلسطينية والقيادة السورية». وحول إمكانية زيارة الرئيس الفلسطيني لسوريا، قال الرفاعي، إن «كل شيء ممكن، وهذا يُبحث الآن».
وتكتسب زيارة وفد «فتح» برئاسة الرجوب إلى دمشق أهمية خاصة، كونها جاءت بعد لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، وبالتزامن مع زيارة عباس إلى مصر.
والتقى وفد حركة «فتح الفلسطيني وزير الخارجية فيصل المقداد، الأحد، وسلمه رسالة خطية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس السوري بشار الأسد. في الوقت الذي وصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مصر للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في زيارة تستمر يومين تلبية لدعوة من السيسي للمشاركة في افتتاح منتدى شباب العالم، في نسخته الرابعة.
وكان وفد «فتح» الذي ترأسه أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» اللواء جبريل الرجوب، وضمّ مسؤول الأقاليم الخارجية لحركة «فتح» وسفير فلسطين في دمشق سمير الرفاعي، وعضو اللجنة المركزية روحي فتوح، قد بدأ زيارة إلى دمشق يوم الخميس الماضي، شارك خلالها الوفد في مهرجان انطلاقة «فتح» السابعة والخمسين، الذي أقيم يوم الجمعة الماضي في مخيم اليرموك، بحضور عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، وعدد من أعضاء القيادة المركزية بحزب البعث في سوريا، كما عقد الوفد الفلسطيني بدمشق، يوم السبت، سلسلة اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية المنضوية في «منظمة التحرير الفلسطينية»، تمهيداً لانعقاد المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، ودعوتها للمشاركة فيه، وسط خلافات حول موعد وظروف انعقاده، ومع حركة «حماس» التي ترى في عقده قبل إنجاز المصالحة الوطنية، ما من شأنه أن يزيد الشرخ الفلسطيني - الفلسطيني.
من جانبه، أكد جبريل الرجوب أن الهدف من الاجتماعات الفلسطينية تقديم «رؤية استراتيجية» لها علاقة بالمخرجات السياسية والتنظيمية وفق قرارات اللجنة المركزية والمجلس الثوري الأخيرة. وقال في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين»: «نحن نريد أن نجري تغييراً في المنظمة، ونتطلع إلى التوافق على آليات تنفيذية لكل القرارات السابقة للمجالس المركزية والوطنية، والتوافق على إعادة تفعيل دور المنظمة، ونتطلع إلى تحقيق نصاب قانوني وسياسي لعقد جلسة المجلس المركزي»، مشيراً إلى أنهم في انتظار إجابة من الفصائل التي تمت دعوتها بخصوص مشاركتها في جلسة المجلس المركزي. وقال رجوب إنه تم اللقاء مع منظمة «الصاعقة» و«القيادة العامة» والجبهتين «الشعبية والديمقراطية»، وسيتم اللقاء في لبنان، مع أمين عام حركة «الجهاد الإسلامي»، مؤكداً أن «لمّ شمل الفصائل الفلسطينية لن يكون على حساب حركة (حماس)».
يشار إلى أن الرجوب تولى مسؤولية ملف المصالحة الوطنيّة، وترأس وفد الحركة إلى حوارات القاهرة الأخيرة، التي تشارك فيها منظمة «الصاعقة» و«القيادة العامة»، إضافة إلى الجبهتين «الشعبية والديمقراطية» في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، علماً بأن «الصاعقة» و«القيادة العامة» سبق أن علقا مشاركتهما بعد عقد اتفاق «أوسلو» 1993. وشكلتا مع الفصائل المعارضة؛ «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«فتح الانتفاضة»، وغيرها «تحالف القوى الفلسطيني» المعارض للسلام مع إسرائيل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.