الكونغرس: طهران أعاقت التحقيق في حادث الطائرة الأوكرانية

عائلات الضحايا تتمسك بالعدالة

من موقع تحطم الطائرة الأوكرانية (أ.ف.ب)
من موقع تحطم الطائرة الأوكرانية (أ.ف.ب)
TT

الكونغرس: طهران أعاقت التحقيق في حادث الطائرة الأوكرانية

من موقع تحطم الطائرة الأوكرانية (أ.ف.ب)
من موقع تحطم الطائرة الأوكرانية (أ.ف.ب)

في الذكرى الثانية لإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري، أكدت العضو في الكونغرس الأميركي كلوديا تيني، أمس السبت، أن إيران أعاقت التحقيق في حادث الطائرة الأوكرانية ولم تتخذ أي خطوات حقيقية لتحقيق العدالة لأسر الضحايا. ودعت تيني عبر «تويتر»، المبعوث الأميركي للشأن الإيراني إلى وضع قضية الطائرة الأوكرانية على جدول أعماله.
وتجمع أمس أسر ضحايا الطائرة ضد المسؤولين في طهران وهتفوا ضد مسؤولي طهران، ووصفوهم بالفاسدين. وقالت الأسر الإيرانية خلال تجمعها في مطار «الخميني» الدولي بطهران، إن العدالة غير قابلة للاستبدال بالتعويضات المالية، مطالبة بحزم بتقديم الجناة إلى العدالة في محكمة نزيهة، مؤكدة أنهم لن يتراجعوا.
يذكر أن الطائرة «بوينغ 737» التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية كانت تحطمت بعيد إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران، يوم الثامن من يناير (كانون الثاني) 2020، متجهة إلى كييف، ما أدى إلى مقتل 176 شخصا كانوا على متنها، معظمهم إيرانيون من حاملي جنسيات كندية وبريطانية وأوكرانية. وبعد أيام من الغموض والتهرب، أقرت القوات الإيرانية بأن مجموعة من عناصر الحرس الثوري ظنوا الطائرة صاروخا فأسقطوها.
وفي تقرير صدر في مارس الماضي (2021)، أشارت منظمة الطيران المدني الإيرانية إلى أن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها كانت في حالة تأهب قصوى حينها تحسبا لهجوم أميركي مضاد ردا على إطلاق طهران صواريخ على قاعدة عين الأسد العسكرية في العراق، والتي كانت تستخدمها القوات الأميركية آنذاك. كما أعلنت طهران بعد أشهر عديدة من وقوع المأساة محاكمة 10 عناصر صغار من الحرس الثوري، ما فتح العديد من الانتقادات من قبل أهالي الضحايا، لاسيما أولئك الذين يقطنون في كندا، مطالبين بملاحقة المسؤولين الكبار بتهمة الإرهاب.
في غضون ذلك، أحيا عشرات من أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية الذكرى السنوية الثانية للحادث، بتجمع في طهران طالبوا فيه بإحقاق العدالة. وفي الذكرى الثانية للكارثة، تجمع عشرات من عائلات الضحايا في موقع سقوطها قرب مطار الإمام الخميني، حيث وضعوا أكاليل من الزهر، رافعين صورا للضحايا وحاملين شموعا، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيرانية. وأظهرت أشرطة مصوّرة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعض المشاركين في التجمع وهم يرددون شعارات «الحقيقة» و«العدالة».
من جهته، بث التلفزيون الرسمي لقطات مقتضبة أظهرت مروحية يتم منها إلقاء باقات ورد على المشاركين في التجمع. وفي خطوة نادرة، عرض التلفزيون لقاء طويلا مع والدة زهراء حسني سعدي التي قضت في الحادث، طرحت خلاله أسئلة عن كيفية إدارة السلطات للقضية.
وقالت السيدة «لدينا أسئلة كثيرة، من سيجيب عليها؟ لماذا لم يتم إلغاء الرحلة؟ لماذا تم إطلاق الصاروخ؟ نحن لا نعرف السبب ولم يشرح لنا أحد».
وكانت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» أفادت الجمعة بأن نائب رئيس الجمهورية أمير حسين قاضي زاده زار أضرحة «خمسة شهداء» من ضحايا الطائرة في مقبرة العاصمة إحياء لذكراهم. وكانت السلطة القضائية الإيرانية أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، بدء محاكمة عشرة عسكريين «من رتب مختلفة» في قضية إسقاط الطائرة.


مقالات ذات صلة

مقتل طيارين بتحطم طائرة عسكرية في بلغاريا

أوروبا صورة مثبتة من مقطع فيديو يظهر تحطم الطائرة

مقتل طيارين بتحطم طائرة عسكرية في بلغاريا

قال وزير الدفاع البلغارى أتاناس زابريانوف اليوم (الجمعة) إن طائرة تدريب عسكرية تحطمت في بلغاريا، مما أسفر عن مقتل الطيارين.

«الشرق الأوسط» (صوفيا )
أوروبا زيلينسكي في مؤتمر صحافي... وتظهر خلفه المقاتلة «إف-16» (أ.ب)

تحطم طائرة أوكرانية من طراز «إف-16»

نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي قوله إن طائرة أوكرانية من طراز «إف-16» تحطمت.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم قاذفة استراتيجية روسية فوق المياه المحايدة لبحر بيرنغ في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من مقطع فيديو تم إصداره في 14 فبراير 2023 (رويترز)

طيار قتيل في تحطم القاذفة الروسية في سيبيريا

قُتل أحد طياري قاذفة روسية تحطمت في منطقة إيركوتسك في سيبيريا الروسية، على ما قال الحاكم المحلي إيغور كوبزيف.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا طائرتان مقاتلتان فرنسيتان من طراز «رافال» تحلقان خلال مناورة عسكرية دولية مع البحرية الهندية في 11 مايو 2017 قبالة سواحل بريست غرب فرنسا (أ.ف.ب)

اصطدام مقاتلتين من طراز «رافال» في شمال شرقي فرنسا

اصطدمت طائرتان مقاتلتان من طراز رافال أثناء تحليقهما في الجو، قبل أن تسقطا على الأرض وتتحطما في شمال شرقي فرنسا، اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (باريس)
أميركا اللاتينية صورة متداولة للطائرة المنكوبة (إكس)

سقوط طائرة تُقل 62 شخصاً في البرازيل... ولا ناجين

قال مسؤولون محليون إن طائرة تقل 62 شخصاً سقطت قرب ساو باولو في البرازيل، اليوم الجمعة، ليلقى جميع من كانوا على متنها حتفهم.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
TT

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان. ومثل كليتشدار أوغلو (75 عاماً) أمام القاضي في الجلسة الأولى من القضية التي يواجه فيها حكماً بالسجن 11 سنة و8 أشهر، وحظر نشاطه السياسي لمدة 5 سنوات.

وقرأ كيليتشدار أوغلو، دفاعه المكون من 25 صفحة، أمام قاضي الدائرة 57 للمحكمة الجنائية الابتدائية في أنقرة، واستهله قائلاً: «لم آتِ للدفاع عن نفسي بسبب جريمة، ولكن لتسجيل الجرائم المرتكبة وللمطالبة بالمحاسبة، ولتسجيل ملاحظة في التاريخ».

كليتشدار أوغلو وإلى جانبه رئيس «الشعب الجمهوري» ورئيس بلدية أنقرة وعدد من الشخصيات الذين جاءوا لمساندته في قاعة المحكمة (حزب الشعب الجمهوري)

وأضاف: «من حسن حظي أنه لم يجرِ تقديمي أمامكم بجريمة سرقة واختلاس حقوق الأيتام، ومرة أخرى، أنا محظوظ لأنني لم أمثُل أمامكم بتهمة الخيانة». وحيا كل الأبطال الوطنيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل بقاء الدولة وسيادة الوطن، وللملازمين الشباب الذين طردوا من الخدمة عقب تخرجهم مباشرة بسبب أداء قسم الولاء لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في حفل تخرجهم في أغسطس (آب) الماضي».

دعم واسع

تَجَمَّعَ مئات من أنصار كليتشدار أوغلو و«الشعب الجمهوري» وأحزاب المعارضة أمام المحكمة مطالبين بالعدالة، حيث نمكن من الوصول إلى قاعة المحكمة بصعوبة بالغة.

وحضر رئيس «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزلل، ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ورئيس حزب «البلد» محرم إينجه، ورئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ، وعائلة كليتشدار أوغلو، وعائشة أتيش زوجة رئيس منظمة «الذئاب الرمادية» سنان أتيش، الذي اغتيل في أنقرة قبل عامين، فضلاً عن ممثلي أحزاب معارضة ورؤساء بلديات من أنحاء تركيا، بينما غاب رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بسبب حضوره مؤتمراً في ألمانيا.

تجمع حاشد حول كليتشدار أوغلو أثناء دخوله المحكمة (حزب الشعب الجمهوري)

وقال كليتشدار أوغلو إنه حضر إلى المحكمة ليقول مجدداً للص إنه لص، وليعيد التذكير بقضية الـ128 مليار دولار التي أهدرها إردوغان من احتياطي البنك المركزي لصالح «عصابة المقاولين الخمسة». وأضاف: «إذا كان الرجل الذي قال ليس لديَّ سوى خاتم واحد، إذا أصبحت غنياً، فاعلموا أنني سرقت، (في إشارة إلى إردوغان)، أصبح ثرياً، فإنني أقولها مرة أخرى هو لص».

وطلب من القاضي أن يسمح له بالابتعاد عن موضوع القضية، مشيراً إلى أن إردوغان زج بتركيا في مشروع الشرق الأوسط الكبير من أجل تأسيس حكم الرجل الواحد في تركيا، الذي جُعلت كل السلطات في يده، كما يواصل الآن سياسته من أجل البقاء عبر تقديم تنازلات في قبرص وبحر إيجه. وأضاف: «لقد كانت هذه هي الحال دائماً في التاريخ الحديث، فنظام ضعف اقتصاده أو حتى انهار، ولا يستطيع حماية حدوده، حيث نظام العدالة مرتبط برجل واحد، وحيث جرى تدمير آلية الرقابة، وحيث لا توجد شفافية ومحاسبة، وحيث التعيين في مناصب الدولة وليس على أساس الجدارة والكفاءة، لن يدوم».

وتطرق كليتشدار أوغلو إلى مسيرته المهنية حيث كان مسؤولاً عن مؤسسة التأمين الاجتماعي، قائلاً إنه كان يدير أموال آلاف المواطنين، ولم يأخذ قرشاً واحداً من أموال الدولة إلى بيته، ولم يصبح من الأثرياء، ولا يملك سوى البيت الذي يعيش فيه أنقرة، مع أنه ظل أيضاً رئيسا لـ«الشعب الجمهوري» 13 عاماً.

كمال كليتشدار أوغلو (من حسابه في إكس)

ولفت إلى أنه تعرض للطعن في الظهر في الانتخابات الرئاسية، العام الماضي، من جانب من كانوا يقولون: «إننا وطنيون قوميون، وسنكتبك في وصية عائلتنا»، في إشارة إلى الرئيسة السابقة لحزب «الجيد»، ميرال أكشنار، لنكتشف لاحقاً أنهم كانوا يتعاونون مع إردوغان من أجل إدامة نظام الرجل الواحد الذي تَسَبَّبَ في معاناة البلاد بسبب الفساد والرشوة وتدهور الاقتصاد.

جدل واتهامات

وعُقدت الجلسة الأولى من محاكمة كليتشدار أوغلو وسط جدل واسع وتراشق مع وزير العدل الذي أدلى بتصريحات، الخميس عشية الجلسة، قال فيها إن هناك حالياً 9 قضايا و5 تحقيقات جارية تتعلق بالزعيم السابق لـ«الشعب الجمهوري»، وجرى فتح تحقيق بسبب تصريحاته. وأضاف تونتش: «أقول للسياسيين من (الشعب الجمهوري) إنهم إذا استمروا على السياسة ذلتها فسينتهي بهم الأمر مثل رئيسهم السابق».

كليتشدار أوغلو خلال أحد التجمعات قبل الانتخابات الرئاسية عام 2023 (من حسابه في إكس)

ورد كليتشدار أوغلو على تونتش في كلمة مصورة عبر حسابه في «إكس»، قائلاً: «إذا كانت لديك الشجاعة، فتعال إلى المحكمة غداً، واستمع إلى ما سأقوله لسيدك، ربما تتعلم درساً». واستنكرت قيادات «الشعب الجمهوري» تصريحات وزير العدل مؤكدين أنها جاءت قبل المحاكمة بيوم واحد، توجيهاً أو «أمراً» للقاضي لإدانة كليتشدار أوغلو، وحظر نشاطه السياسي.