السلطة تطلق نجل الأسير الزبيدي بعد اشتباكات مع مسلحين في جنين

أعلام فلسطين وحركة «فتح» خلال مسيرة تضامن مع الأسرى في سجون إسرائيل بمدينة نابلس في الضفة الغربية يوم 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
أعلام فلسطين وحركة «فتح» خلال مسيرة تضامن مع الأسرى في سجون إسرائيل بمدينة نابلس في الضفة الغربية يوم 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

السلطة تطلق نجل الأسير الزبيدي بعد اشتباكات مع مسلحين في جنين

أعلام فلسطين وحركة «فتح» خلال مسيرة تضامن مع الأسرى في سجون إسرائيل بمدينة نابلس في الضفة الغربية يوم 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
أعلام فلسطين وحركة «فتح» خلال مسيرة تضامن مع الأسرى في سجون إسرائيل بمدينة نابلس في الضفة الغربية يوم 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

أطلقت السلطة الفلسطينية، السبت، سراح الشاب محمد نجل الأسير القيادي في حركة «فتح»، زكريا الزبيدي، وذلك بعد ساعات من اعتقاله مع شخصين آخرين في جنين شمال الضفة الغربية، ما فجر مواجهات مع مسلحين.
وشهدت جنين ومخيمها اندلاع اشتباكات عنيفة تخللها إطلاق نار كثيف على مدار ساعات صوب مقر المقاطعة (مقر الأجهزة الأمنية) على خلفية اعتقال نجل زكريا الزبيدي، وهو الأسير الذي شارك مع آخرين في عملية الهروب المثيرة من سجن جلبوع الإسرائيلي في سبتمبر (أيلول) الماضي. وكان نجل الزبيدي اعتقل بعد الاعتداء عليه من قبل أفراد في الشرطة الفلسطينية، وهو ما فجر غضباً كبيراً لدى المسلحين في مخيم جنين الذي يتحدر منه الزبيدي وقاد إلى مواجهات عنيفة عززت وجود حالة من التمرد على السلطة في جنين.
وهذه ليست أول مواجهات أو اشتباكات بين مسلحين والسلطة في جنين.
وحاولت السلطة إطلاق حملات عدة مرات لاستعادة سيطرة أجهزة الأمن الفلسطينية على المخيم وضبط السلاح، كما فعلت ذلك في مناطق أخرى.
وفي محاولة لتهدئة الموقف، أكد المفوض السياسي العام، المتحدث باسم الأجهزة الأمنية، اللواء طلال دويكات، أمس، أن المؤسسة الأمنية ستتابع في إطار لجنة تحقيق تم تشكيلها أي سلوك يرتكبه أحد أو بعض أفراد قوى الأمن الفلسطيني خارج إطار القانون.
وقال دويكات تعقيباً على الأحداث التي شهدتها محافظة جنين، «سنحاسب المخالفين تطبيقاً للعدالة، وإنفاذاً للقانون، وحفاظاً على سلامة مواطنينا وسلمنا الأهلي». ورفض في الوقت ذاته بشدة ردود الأفعال الخطيرة التي ارتكبها بعض مطلقي النار على قوى الأمن الفلسطيني، حيث أبدت الأخيرة «حرصاً على عدم إيقاع ضحايا من أبناء شعبنا»، كما قال، معتبراً أن مثل هذه الأفعال والتصرفات لا يخدم إلا ما يخطط له «أعداء شعبنا».
وشدد دويكات على أن «محافظة جنين بكل مكوناتها الأمنية والتنظيمية والشعبية تقف صفاً واحداً في مواجهة ما يخطط له الاحتلال الإسرائيلي للمساس بشعبنا، ومشروعنا الوطني الفلسطيني». وثمّن دور محافظ جنين أكرم الرجوب، الذي أعطى تعليمات فورية بالإفراج عن نجل زكريا الزبيدي إكراماً له ولتاريخه النضالي.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن مسؤولي السلطة الفلسطينية في رام الله عملوا مع نشطاء ميدانيين في مخيم اللاجئين لتهدئة المنطقة.
والزبيدي كان القائد السابق لـ«كتائب شهداء الأقصى»، الجناح العسكري لحركة «فتح» في جنين، وتصدر عناوين الصحف بعد فراره من سجن جلبوع في سبتمبر الماضي مع خمسة أشخاص آخرين عبر حفر نفق في المكان، قبل أن يتم إعادة اعتقالهم لاحقاً.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.