«حكومة الوحدة» و«الجيش الوطني» يبحثان توحيد المؤسسة العسكرية

مفوضية الانتخابات الليبية تنفي إعلان حالة «القوة القاهرة»

من لقاء سابق للناظوري (يمين) والحداد (شعبة الإعلام الحربي التابع للجيش الوطني)
من لقاء سابق للناظوري (يمين) والحداد (شعبة الإعلام الحربي التابع للجيش الوطني)
TT

«حكومة الوحدة» و«الجيش الوطني» يبحثان توحيد المؤسسة العسكرية

من لقاء سابق للناظوري (يمين) والحداد (شعبة الإعلام الحربي التابع للجيش الوطني)
من لقاء سابق للناظوري (يمين) والحداد (شعبة الإعلام الحربي التابع للجيش الوطني)

اجتمع الفريق عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان «الجيش الوطني» الليبي المتمركز في شرق البلاد، أمس، مع محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» بأحد فنادق مدينة سرت، لمناقشة مسألة توحيد المؤسسة العسكرية. وفي غضون ذلك، نفت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا صحة إعلانها حالة «القوة القاهرة»، التي تعني توقف العملية الانتخابية، فيما وصفته بعملية اختراق لموقعها الإلكتروني الرسمي.
وشكك أعضاء داخل «المفوضية العليا للانتخابات» في صحة بيان نشره موقعها الإلكتروني الرسمي على شبكة الإنترنت، مساء أول من أمس، يتضمن إعلان «القوة القاهرة» بخصوص العملية الانتخابية.
وتحدث البيان المحذوف عن إدانتها «تدخل أحد المرشحين للرئاسة يحمل جنسية أجنبية باستخدام القوة العسكرية، ضد «المفوضية» ما ترتب عليه بوادر «القوة القاهرة» ضد المديرين والموظفين العاملين بالمفوضية، مشيراً إلى وجود تزوير واضح للشهادات الجامعية لمرشحين آخرين.
لكن أعضاء في المفوضية أبلغوا وسائل إعلام محلية بحدوث ما وصفوه «اختراقاً» للموقع الرسمي للمفوضية، وقالوا إنها تعمل على تتبع مصدر الاختراق، نافين صحة البيان.
في غضون ذلك، استغلت ستيفاني ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة للشأن الليبي، اجتماعها مساء أول من أمس في العاصمة طرابلس مع خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، للتشديد مجدداً على الحاجة الملحة لاحترام مطالب 2.8 مليون مواطن ليبي سجلوا للتصويت.
وكانت ويليامز قد أوضحت عبر حسابها على «تويتر» أنها سلطت الضوء على المدد الزمنية، التي حددتها خريطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي (المعترف بها في قرار مجلس الأمن رقم 2570)، ودعت إلى بذل جهود عاجلة وجادة لإنهاء الفترة الانتقالية الطويلة للغاية في ليبيا، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية.
وكان المشري قد عرض في المقابل رؤيته للعمل نحو إجراء انتخابات وطنية، عبر استفتاء على الدستور في الوقت المناسب. وقال في بيان إنه أكد خلال الاجتماع مع ويليامز على أن السبيل الأمثل لإجراء انتخابات ناجحة بأسرع وقت ممكن «هو الاستفتاء على الدستور، والتوافق على قوانين انتخابية تجري على أساسها انتخابات نزيهة وشفافة، ترضى بنتائجها جميع الأطراف الليبية».
من جهة أخرى، وللمرة الثانية خلال أقل من شهر واحد، عقد أمس الفريق عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان «الجيش الوطني» وقائده المكلف، اجتماعاً مغلقاً مع محمد الحداد، رئيس أركان القوات التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية»، داحل أحد فنادق مدينة سرت.
وأدرج اللواء خيري التميمي، عضو اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، هذا الاجتماع، الذي تم بحضور شخصيات عسكرية من الطرفين، ضمن برنامج لتوحيد المؤسسة العسكرية وزرع الثقة بين الطرفين، لافتاً إلى أن مسألة توحيد المؤسسة العسكرية «تسير في الاتجاه الصحيح».
‎ومع ذلك، قارن اللواء خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي بـ«الجيش الوطني» في بيان أمس بين ما قاله عن «تسلم المرتزقة السوريين في العاصمة طرابلس، التابعين لتركيا ضمن صفوف القوات الموالية للحكومة مرتباتهم بالدولار، بينما نصف مليون ليبي ينتظرون مرتبات أبنائهم وأولياء أمورهم ليشتروا الدواء لمرضاهم والكراسات والأدوات لأبنائهم، والحليب لأطفالهم الرضع من حكومة قيل إنها حكومة وحدة وطنية».
وكان المحجوب قد كشف في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، عن اتجاه الجيش للاستدانة لتعويض النقص المالي في ميزانيته، وقال بهذا الخصوص: «نحن نبحث عن قرض لتسيير عملنا، ويمكننا القيام بأعمال كثيرة عن سد احتياجات قواتنا».
وسبق للمحجوب اتهام عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة، بمنع صرف رواتب قوات «الجيش الوطني» للشهر الرابع على التوالي.
في شأن آخر، أمر النائب العام الليبي، المستشار الصديق الصور، بحبس خمسة ضباط احتياطياً، بتهمة اختلاس 25 مليون دينار من حساب الضمانات الجمركية، التابعة لمركز جمرك ميناء مصراتة البحري.
وأمرت النيابة العامة بحبسهم احتياطياً لارتكابهم وقائع الاختلاس من حساب الضمانات الجمركية؛ وتآمرهم مع آخرين لتسهيل حصولهم على منافع مادية غير مشروعة؛ وتعمدهم تزوير مستندات رسمية لغرض تحقيق نفع للغير؛ بينما اتخذت النيابة جملة من الإجراءات الاحتياطية، من بينها ملاحقة باقي الجناة، مشيرة إلى أنها تمكنت من إرجاع سبعة ملايين دينار من مجمل قيمة المبلغ المالي المختلس.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.