سلطات الجزائر تطلق حملة لـ«محاربة المضاربة والاحتكار»

مجلس الأمة قرر إنشاء لجنة للتحقيق في نقص السلع الاستهلاكية

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)
TT

سلطات الجزائر تطلق حملة لـ«محاربة المضاربة والاحتكار»

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

قرر مجلس الأمة الجزائري، أمس، إنشاء لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق في نقص السلع الاستهلاكية.
وجاء هذا القرار عقب اجتماع مكتب مجلس الأمة لرؤساء المجموعات البرلمانية والمراقب البرلماني، برئاسة رئيس المجلس، صالح قوجيل، وذلك طبقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية ووكالة الصحافة الألمانية أمس.
ونقلت الوكالة الجزائرية عن بيان، عقب الاجتماع، أنه «تناغماً مع سياسة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ووجاهة غاياتها، فضلاً عن جهده الجهيد وإرادته في محاربة آفة الاحتكار والمضاربة غير المشروعة، التي أضحت تأخذ أبعاداً استفزازية جديدة تهدد الاستقرار والتماسك والمناعة المجتمعية للأمة... فقد تقرر إنشاء لجنة تحقيق برلمانية، تعهد إليها مسؤولية التحقيق والتقصي في مشاكل الندرة والاحتكار، الذي طال بعض السلع والبضائع من المواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع في الجهات الأربع للجمهورية، وفي مختلف الجوانب ذات الصلة».
كما أضاف البيان أن هذه اللجنة ستعمل على «الوقوف على دوافع هذه الأزمة ومسبباتها الرئيسية، ومن يغذيها ويحوم حولها»، بهدف «السعي لصد أي مناورات من قبل المضاربين وسلوكياتهم الكيدية المتكررة، وأنانيتهم الفردية، وطمعهم الشخصي على حساب المنتج والمستهلك على حد سواء».
وشدد البيان في الختام على أن «يد الدولة وسلطان القانون سيكونان لذلك بالمرصاد، وذلك من خلال المساءلة والمحاسبة لتكريس رؤية واضحة للمساواة المجتمعية، والحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة»، معلناً أن لجنة التحقيق ستباشر «عملها بتسطير برنامج عمل في القريب المنظور، وفق الإجراءات القانونية»، حسب الوكالة الجزائرية.
من جهة ثانية، شدد الوزير الأول في كلمة ألقاها خلال فعاليات «الملتقى الوطني لعصرنة المنظومة الصحية»، أمس، في المركز الدولي للمؤتمرات على ضرورة «إيقاف النزيف نحو الخارج»، مضيفاً أن تركيبة المنظومة الصحية الحالية تستطيع رفع التحدي، ووقف التحويلات نحو الخارج.
وقال بن عبد الرحمن إن هذا اللقاء يندرج ضمن مخطط عمل الحكومة لإطلاق الإصلاحات الكبرى، التي أطلقها رئيس الجمهورية، عبر إدخال إصلاح عميق وشامل للصحة بمعايير دولية ودقيقة، مرتبطة بتطور الأمراض والأوبئة.
وأكد المتحدث ذاته أن المواطن «لم يعد بحاجة للاستماع للنظري والتوصيات، التي سمعها كثيراً، بل هو بحاجة لظروف استقبال جيدة، ولا بد من تطوير المنظومة الصحية، بعيداً عن المحسوبية».
في سياق ذلك، دعا الوزير الأول إلى معالجة كل خلل دون تأخير، وذلك من خلال عصرنة المنظومة الطبية، والاعتماد على أدوات صحية للتخطيط، وتقييم الأنشطة، وكذا مراقبة التسيير المالي والإداري.
واستدل بن عبد الرحمن في كلمته للتأكيد على التطور، الذي بذلته الدولة منذ الاستقلال، وجعل الصحة أعمدة المجتمع الجزائري من خلال ارتفاع أمل الحياة من 66 سنة في السبعينات إلى 76 سنة في 2019.
وخلص الوزير الأول بالتأكيد على أن الجزائر «تبوأت أحسن المراتب في أفريقيا والعالم العربي في المجال الصحي، من خلال منظومة صحية ترتكز على التضامن الوطني ومجانية العلاج».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».