سلطات طرابلس تكشف علاقة تجار المخدرات بالإرهاب

الصديق الصور يناقش مع الأجهزة المعنية كيفية التصدي لتهريب المخدرات (المكتب الإعلامي للنائب العام)
الصديق الصور يناقش مع الأجهزة المعنية كيفية التصدي لتهريب المخدرات (المكتب الإعلامي للنائب العام)
TT

سلطات طرابلس تكشف علاقة تجار المخدرات بالإرهاب

الصديق الصور يناقش مع الأجهزة المعنية كيفية التصدي لتهريب المخدرات (المكتب الإعلامي للنائب العام)
الصديق الصور يناقش مع الأجهزة المعنية كيفية التصدي لتهريب المخدرات (المكتب الإعلامي للنائب العام)

كشف النائب العام الليبي، المستشار الصديق الصور، عن وجود علاقة بين متهمين بالاتجار في المخدرات، وبين مجموعات متورطة في «الإرهاب» وتبيض الأموال، في ظل تدفق كميات كبيرة من الممنوعات بشكل ملحوظ على البلاد. واجتمع النائب العام مع عدد من رؤساء الأجهزة المعنية، لمناقشة كيفية حماية ليبيا من خطر استهدافها بعمليات تهريب الحشيش والكوكايين، من بينها: رئيس وأعضاء جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، ووحدة التفتيش على أعمال مأموري الضبط القضائي، وقسم ضبط شؤون المعلوماتية والاتصالات. كما تناول اللقاء استعراض أعمال رجال الضبط القضائي خلال عام 2021، والعوائق التي حدت من فاعلية عملهم.
وفي بداية الاجتماع الذي عُقد مساء أول من أمس، أكد النائب العام على ضرورة تعزيز الجهود الرامية للحد من «الخطر الذي يتعرض له المجتمع الليبي، نتيجة تنامي ظاهرة الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية، وازدياد حدة الآثار السلبية الناجمة عنها، وانعكاساتها على مناحي الحياة الصحية والاجتماعية».
وقال الصور إن التقارير الواردة إلى مكتبه «تؤكد ارتباط المجموعات المتورطة في إدارة الاتجار في المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، بالجماعات القائمة على ارتكاب جرائم غسل الأموال والإرهاب». وتشهد ليبيا من وقت لآخر عمليات إرهابية، تستهدف بعض المدن بجنوب البلاد. وسبق أن كشف تقرير «مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية»، الصادر عن مؤسسة «ماعت» في مصر، عن المحاور الرئيسية لاستراتيجية تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا، والذي أكد أن التنظيم «يبحث عن نقاط ارتكاز بديلة في ليبيا»، بعد أن وضع قدماً في الجنوب، بينما عينه على الهلال النفطي.
وأورد التقرير أبرز العمليات الإرهابية التي نفَّذها التنظيم «الداعشي» في ليبيا، وتحركاته خلال تلك الفترة، وأبرز العوامل التي دعمت نشاطه المتنامي مؤخراً.
وتكثر في ليبيا عمليات ترويج المخدرات بشكل لافت، كما تضبط الأجهزة الأمنية كميات كبيرة مُهربة من الخارج، وتشرف على إتلافها، بعد استكمال النيابة العامة التحقيقات مع المتورطين. وخلال الأيام الماضية، ضبطت قوات الأمن كميات كبيرة منها، كما عثرت في نهاية الشهر الماضي على مواد ومعدات لتصنيع المخدرات، في منطقة سيلين بمدينة الخمس، غرب ليبيا.
وذهب النائب العام إلى أن هذه المجموعات «أفرطت في نشاطها، وأمِنت الملاحقة، فتوسعت في جلب المواد المحظورة عبر منافذ الدولة الليبية، دون أن تسفر إجراءات الاستدلال عن تحديد هوية الضالعين في تلك الأنشطة، المجرَّمة شرعاً وقانوناً».
وأمام ازدياد عمليات تهريب الممنوعات، رأى النائب العام أن «الأمر بات يقتضي من أعضاء جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية تكثيف الجهود الرامية إلى مواجهة الجناة، حتى تتم ملاحقتهم محلياً ودولياً».
وكان رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، عبد الحميد الدبيبة، قد أصدر قراراً في الحادي والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، يقضي بإلغاء الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، ودشن بدلاً منها «جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية» الذي يتمتع بالشخصية الاعتبارية والذمة المالية المستقلة ويتبع وزارة الداخلية، على أن تؤول إليه جميع الاختصاصات، بما فيها المقار والسيارات والأسلحة والذخائر.
ولمواجهة هذه الظاهرة، اتفقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، على تدريب «الكوادر الوطنية»، المعنية بمكافحة المخدرات، بالتنسيق مع المكتب الأممي. وجاء ذلك الاتفاق خلال لقاء وكيل وزارة الخارجية لشؤون التعاون الدولي، عمر كتي، مع الممثلة الإقليمية بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، كرستينا ألبرتيني، في العاصمة طرابلس.
في شأن آخر، وجه النائب العام، أمس، بضرورة إخلاء 12 موقعاً مملوكاً للدولة الليبية، وإزالة مظاهر التعدي عليها، وتسليمها إلى مصلحة الأملاك العامة في أقرب الآجال، على أن يتم ذلك وفق مخطط عملي تشترك في تنفيذه الجهات ذات الصلة.


مقالات ذات صلة

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
خاص مطار «فنوكوفا» قرب موسكو حيث كان يجري تسليم حقائب الأموال المهربة عبر مطار دمشق لحساب عائلة الأسد (موقع المطار)

خاص «المرصد»: وثيقة تكشف عن نقل عائلة الأسد مئات ملايين الدولارات إلى موسكو

أموال النظام السوري المخلوع المهربة نتاج تصنيع وتجارة «الكبتاغون». وأكد مدير «المرصد» لـ«الشرق الأوسط» أن آخر رحلة نقل جرت قبل 4 أيام فقط من هروب الأسد لموسكو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الممثل براين كرانستون في أحد مشاهد مسلسل «بريكنغ باد» (إكس)

بريطاني معجب بمسلسل «بريكنغ باد» يهرّب مخدرات بملايين الدولارات إلى أميركا

يجري تسليم بريطاني مهووس بمسلسل «بريكنغ باد» الدرامي إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد وفاة غواصين أميركيين اثنين تناولا جرعة زائدة مخدر الفنتانيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يعد التدخين من العادات السيئة ذات التأثير المُدمر على الصحة (رويترز)

3 طرق للتخلص من العادات السيئة

يعاني أغلب الناس من عادة غير صحية واحدة على الأقل. ومن المحتمل أن الإنسان يدرك بالفعل أن هذه العادات غير صحية. ولكن المعرفة وحدها لا تسهّل التخلص منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.