تسونامي «أوميكرون»... آمال بانحسار الوباء ومخاوف من متحورات جديدة

تباين مقاربات مواجهة الفيروس أوروبياً

مسعفون يستعدون للاستجابة للضغط المتزايد على الخدمات الصحية في لندن (أ.ب)
مسعفون يستعدون للاستجابة للضغط المتزايد على الخدمات الصحية في لندن (أ.ب)
TT

تسونامي «أوميكرون»... آمال بانحسار الوباء ومخاوف من متحورات جديدة

مسعفون يستعدون للاستجابة للضغط المتزايد على الخدمات الصحية في لندن (أ.ب)
مسعفون يستعدون للاستجابة للضغط المتزايد على الخدمات الصحية في لندن (أ.ب)

يواصل متحور «أوميكرون» انتشاره السريع في جميع أنحاء العالم، محطّماً كل يوم أرقاماً قياسية جديدة في عدد الإصابات، لكن من غير أن تُعرف بعد الوجهة التي تسير فيها الجائحة. ويتأرجح الخبراء بين التشاؤم من تداعيات هذه الموجة على المنظومات الصحية والمخاوف من ظهور متحورات جديدة، والأمل في أن تكون المؤشرات الأولية على تدنّي خطورة المتحور الجديد دليلاً على انحسار الوباء وتراجع قدرة الفيروس على التسبب في إصابات خطرة.
في غضون ذلك، أفادت التوقعات الأخيرة التي صدرت عن معهد قياسات الصحة وتقييمها التابع لجامعة واشنطن، بأن ذروة الوفيّات الناجمة عن هذه الموجة الوبائية ما زالت بعيدة، وقد لا تصل قبل منتصف شهر فبراير (شباط) المقبل، وأن حدّتها تتوقف على مدى الاستخدام السليم للكمامات الواقية، وعنف المتحور الجديد الذي ترجّح التقديرات أن يصبح سائداً على الصعيد العالمي قبل نهاية الشهر الجاري.
ويقول خبراء المعهد الذي تموّله مؤسسة «بيل غيتس» إن التقديرات صعبة جداً مع هذا المتحور، إذ يبدو أن سرعة سريانه أكبر بكثير مما كان متوقعاً، وما زال من المبكر الجزم بمستوى خطورته. وتجدر الإشارة إلى أن المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها يتوقع أن تبلغ الموجة الوبائية الراهنة ذروتها أواخر الشهر الجاري، أو ربما قبل ذلك بأسبوع نظراً لتزايد سرعة انتشار «أوميكرون».
وفيما قرّرت المملكة المتحدة المضي في رهانها على التعايش مع الفيروس، الذي وصفه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالمقاربة المتوازنة للوباء ورأت فيه أوساط علمية أنه مجازفة قد تكون لها عواقب خطيرة، قررت إيطاليا أمس، فرض التلقيح الإلزامي على جميع السكان الذين تجاوزوا الخمسين من العمر، كما وافقت على تلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والخامسة عشرة، وذلك بعد أن حطّمت الإصابات اليومية رقماً قياسياً جديداً تجاوز 170 ألف إصابة. وأفادت وزارة الصحة الإيطالية بأن العدد التراكمي للإصابات الجديدة خلال الأسبوع الماضي بلغ 810 آلاف، أي بزيادة 153 في المائة على الأسبوع السابق، فيما ارتفع عدد الوفيات بنسبة 11 في المائة. ودعا وزير الصحة روبرتو سبيرانزا الأهالي إلى تلقيح أطفالهم عشية استئناف الأنشطة التدريسية يوم الاثنين المقبل، وذلك بعد أن تضاعف عدد الإصابات بين الأطفال خلال الأيام العشرة الماضية، وارتفع عدد حالات الاستشفاء بينهم بنسبة 46 في المائة.
وكانت اللجنة العلمية التي تقدّم المشورة للحكومة الإيطالية قد أعربت عن قلقها من بعض الأرقام الأخيرة التي ترافق تطور المشهد الوبائي الإيطالي خلال هذه الموجة، مثل ارتفاع نسبة الإصابات بين الشباب دون التاسعة عشرة من العمر بنسبة 86 في المائة خلال أسبوع واحد، وزيادة حالات الاستشفاء بين الأطفال دون الرابعة من العمر الذين لا يمكن تلقيحهم.
وفي النرويج، التي تعد من أقل البلدان الأوروبية تأثراً بتداعيات الجائحة، أفادت وزارة الصحة عن تحطيم رقم قياسي جديد في عدد الإصابات اليومية، ودعت المواطنين إلى التقيّد بتدابير الوقاية والاحتواء والاستعداد لإجراءات أكثر صرامة إذا استمرت وتيرة السريان في صعودها خلال الأيام المقبلة.
وفيما يتصاعد الجدل الفرنسي حول التصريحات الأخيرة لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، الذي قال إنه عازم على إزعاج الرافضين تناول اللقاح، نبّه المركز الأوروبي إلى عواقب النسبة العالية من غير الملقحين في بعض البلدان أمام الانتشار السريع للمتحور الجديد. يذكر أن نسبة غير الملقحين في ألمانيا تبلغ 25.7 في المائة من مجموع السكان، أي ما يعادل 21 مليون نسمة.
ومع تجدد الانتقادات الموجهة إلى الدول الغنية لاستحواذها على كميات من اللقاحات تزيد على حاجتها، فيما لا يزال مستوى التغطية اللقاحية في الدول الفقيرة يهدد بظهور متحورات جديدة، أعلنت وزيرة العلوم والابتكار الإسبانية ديانا مورانت أن اللقاح الذي تطوره مختبرات «هيبرا» في مدينة جيرونا القريبة من العاصمة الكاتالونية برشلونة، أظهر فاعلية عالية ضد متحور أوميكرون، وتوقعت الموافقة على استخدامه بحلول منتصف العام الجاري.
في موازاة ذلك، قالت هيلينا بوتاّزي الأخصائية المعروفة في العلوم الجرثومية ومديرة مركز تطوير اللقاحات في مستشفى تكساس للأطفال، إن المسؤولين التنفيذيين في مختبرات «فايزر» و«موديرنا» يجب أن يتحلّوا بمزيد من الإيثار عند احتساب الأرباح، وأعلنت أنها تقدّم للعالم لقاحاً ضد «كوفيد - 19» من غير براءة اختراع، وأن الهند وافقت على استخدامه الطارئ بدءاً من الأسبوع المقبل.
وذكّرت بوتّازي بالجواب الشهير الذي ردّ به العالم الفيروسي الأميركي جوناس سالك، الذي طوّر أوّل لقاح ضد شلل الأطفال في عام 1953 عندما سئل عن الجهة التي تملك براءة اللقاح. وقال: «براءة اللقاح هي ملك الناس. هل بوسعنا أن نضع براءة للشمس؟»، مشيرة إلى أن أرباح الشركتين خلال العام الماضي بلغت 74 مليار دولار، وأن الخزانة العامة موّلت أكثر من 90 في المائة من الأبحاث لتطوير اللقاحين اللذين تنتجهما هاتان الشركتان.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
TT

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى آلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء).

وأبلغ أكثر من 27 ألف شخص عن وجود أعطال في منصة «فيسبوك»، وما يزيد على 28 ألفاً عن وجود أعطال في «إنستغرام»، وبدأ العطل في نحو الساعة 12:50 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وذكر موقع «داون ديتيكتور» أن «واتساب»، تطبيق التراسل المملوك لـ«ميتا»، توقف عن العمل أيضاً لدى أكثر من ألف مستخدم. وتستند أرقام «داون ديتيكتور» إلى بلاغات مقدمة من مستخدمين.

وربما يتفاوت العدد الفعلي للمستخدمين المتأثرين بالأعطال. وقالت «ميتا» إنها على علم بالمشكلة التقنية التي تؤثر في قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقاتها. وذكرت في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن ونعتذر عن أي إزعاج».

وكتب بعض مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» على منصة «إكس» منشورات تفيد بمواجهتهم عطلاً يعرض لهم رسالة «حدث خطأ ما»، وأن «ميتا» تعمل على إصلاح العطل. وأدّت مشكلة تقنية في وقت سابق من العام الحالي إلى عطل أثّر في مئات الألوف من مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» عالمياً. وواجهت المنصتان عطلاً آخر في أكتوبر (تشرين الأول)، لكنهما عادتا إلى العمل إلى حدّ كبير في غضون ساعة.