الحوثيون يحولون مدارس الضالع إلى دروع قتالية بعد تفخيخها

TT

الحوثيون يحولون مدارس الضالع إلى دروع قتالية بعد تفخيخها

تسببت الميليشيات الحوثية من خلال حربها المفتوحة التي تشنها في محافظة الضالع في تحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية، بعد أن دمرتها وحولتها إلى دروع في ساحة المعركة، عوضاً عن فصولٍ تملؤها البهجة والعلم، حيث تم تدمير كثير منها كلياً، أو تضررت بذخائر الحرب غير المنفجرة، مما نتج عنه استحالة عودة الطلاب إلى صفوفهم بأمان.
ووفق ما جاء في تقرير صادر عن المكتب الإنمائي للأمم المتحدة في اليمن، فإنه ورغم عودة الهدوء النسبي في المحافظة خلال عام 2019؛ فقد ظلَّت مدرستا اليرموك ومعاذ بن جبل فارغتين، لأن المنطقة المحيطة بالمدرستين مليئة بالألغام وذخائر الحرب غير المنفجرة، مما عرض سكان مخيم النازحين بالجوار لهذه المخاطر ولم يتمكن 1.210 طلاب من الوصول إلى التعليم لأكثر من ثمانية أشهر. «فقد قُتل شخصٌ بالغ بواسطة لغم أرضي مضاد للأفراد أمام البوابة الرئيسية للمدرسة، وهي الحادثة التي ألقت الضوء على تلوث المنطقة بالألغام والذخائر غير المنفجرة».
في جانبٍ آخر من المدينة، ظلت مدرسة ابتدائية أخرى مهجورة أيضاً لفترة طويلة من الزمن، حيث تقع مدرسة معاذ بن جبل على طريق استراتيجي يربط بين القرى المجاورة والسوق الرئيسي للمنطقة، بسبب كثافة الألغام والذخائر غير المنفجرة في المنطقة؛ إذ لم يكن الوصول إلى المدرسة ولا عبور الطريق الرابط ممكناً.
وإلى جانب أن هذا الوضع أثر على 450 تلميذاً في المدرسة، فإن أكثر من 3 آلاف شخص اضطروا للنزوح باحثين عن مكان آمن أو للبقاء في منازلهم غير قادرين على الذهاب إلى أعمالهم أو حتى الوصول إلى السوق الرئيسية لشراء المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية. وكان خيارهم الوحيد هو سلوك طرق جبلية وعرة، لعدد من الساعات مقارنة بأقل من نصف ساعة فيما قبل.
وبحسب ما جاء في التقرير الخاص بالتعليم، فإنه في داخل وحول مدرسة اليرموك، تم تحديد وتطهير خمسة ألغام مضادة للدبابات وخمسة أخرى مضادة للأفراد وثلاث قذائف هاون. كما أنه وفي الطريق إلى المدرسة، طهرت فرق مركز نزع الألغام أكثر من سبعة آلاف متر مربع من الأراضي التي وجدوا فيها أربعة ألغام مضادة للدبابات، وعبوات ناسفة مرتجلة - مصنعة محلياً و50 لغماً مضاداً للأفراد. وتم إعادة كلتا المدرستين والطريق إلى الاستخدام الآمن مرة أخرى.
وقال مدير مدرسة اليرموك إنه وعلى الرغم من أن المدرسة كانت في حال سيئة، جدرانها ونوافذها عليها آثار اخترق الرصاص وشظايا القذائف، فإننا كنا محظوظين، لأن المدرسة ما زالت باقية لاستقبال الطلاب الذين سرعان ماعادوا حرصاً منهم على إكمال الدراسة.
ويقول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه دعم المركز اليمني التنفيذي للتعامل مع الألغام في تنفيذ جلسات توعوية، خاصة بطلاب المدارس؛ إذ تم تعريف أكثر من ثمانية آلاف شخص على مخاطر الألغام الأرضية ومخلفات الحرب غير المنفجرة، بما في ذلك كيفية تجنبها، والإبلاغ عنها عبر القنوات المخوّلة.
وتم إنجاز هذه الأنشطة من خلال مشروع نزع الألغام الطارئ التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إذ يهدف المشروع إلى استخدام تدابير الوقاية والاستجابة بما في ذلك التوعية بمخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة، ومساعدة الضحايا، وعمليات المسح للذخائر المتفجرة، وعمليات التخلص منها للمساعدة في ضمان يمنٍ أكثر أماناً للجميع.
كما يساعد المشروع على تحسين المهارات والقدرات داخل المركز اليمني التنفيذي للتعامل مع الألغام ومركز تنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام، حتى يتمكنوا من حماية الأشخاص والمجتمعات بشكل أفضل.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».