جعجع يثير سجالاً مع «المستقبل» بعد حديثه عن التحالف مع «القاعدة السنية» في لبنان

أحمد الحريري اتهمه بمحاولة شق الصفوف ومغازلة «الفتات السياسي»

TT

جعجع يثير سجالاً مع «المستقبل» بعد حديثه عن التحالف مع «القاعدة السنية» في لبنان

حدث سجال بين الحليفين السابقين «تيار المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» على خلفية موقف صدر عن رئيس «القوات» سمير جعجع اعتبر أن حلفاء حزبه في الطائفة السنية هم القاعدة الشعبية وليس القيادة، ما استدعى ردا من أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري.
وقال جعجع «الأكثرية السنية هم حلفاؤنا بطبيعة الحال على المستوى الشعبي لا القيادي»، فرد عليه الحريري عبر «تويتر» قائلاً: ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الدكتور سمير جعجع الفصل بين الأكثرية السنية وبين قيادتها السياسية، إذ يعتبر أن الأكثرية السنية حلفاء له على المستوى الشعبي وليس على المستوى القيادي»، مضيفا «المقصود بهذا الفصل حتماً (تيار المستقبل) وقيادته، إلا إذا كان جعجع يعتبر أن بعض الفتات السياسي الذي يغازل معراب (مقر القوات) بات يشكل أكثرية يعتد بها وفي الإمكان تجييرها بالجملة أو المفرق كي تصبح تحت خيمة القوات»، وتوجه إلى جعجع قائلا «نصيحة من حليف سابق للحكيم. العب في ملعبك كما تشاء وعش الأحلام التي تتمناها، لكن اترك الأكثرية السنية بحالها وتوقف عن سياسة شق الصفوف بينها وبين قيادتها السياسية، النصيحة كانت بجمل لكنها اليوم ببلاش!».
ورد النائب في «القوات» جورج عقيص على رد الحريري، قائلاً في حديث تلفزيوني «عندما يرشح تيار المستقبل مسيحيين لا نقول له «روح العب بالملعب السني»، ولا نخون المرشحين ولا أفهم «مغزى الزعل» في حديثه».
واعتبر أن «كلام سمير جعجع لا يستحق كل هذا الرد العنيف من أحمد الحريري ولا يجب أن يفهم كذلك»، لافتاً إلى «أننا نعترف بحيثيات سعد الحريري والحريرية السياسية والاعتدال السني الناتج عنها، وسنكون سعداء بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان».
وعن تحالف انتخابي مع المستقبل، أوضح «أننا لا نبيع مواقف سياسية في سبيل حاصل انتخابي ولا نريد أن يحصل معنا كما حصل مع غيرنا من الكتل النيابية وبدأوا ينسحبون تباعا بعد الانتخابات، في إشارة إلى كتلة «التيار الوطني الحر».
واستدعى رد عقيص توضيحا من مصدر في تيار «المستقبل»، بحسب ما نقل عنه «موقع مستقبل ويب»، مؤكدا أن «تيار المستقبل» «حزب غير طائفي، وهو يرشح من مختلف الطوائف، لكنه لم يجعل من نفسه يوماً وصياً على المسيحيين، بدليل أنه تبنى في بيروت ترشيح السيدة صولانج الجميل والشهيد جبران تويني، كما تبنى مرشحاً كتائبياً في طرابلس، وقبله النائب الراحل سمير فرنجية». ولفت إلى أن «سمير جعجع وقادة «القوات» يكررون هذه الفكرة التي تقوم على الفصل بين الجمهور السني وبين قيادته السياسية، وهو يعتبر أن الجمهور معه خلافاً لموقف قيادته، الأمر الذي استدعى التنبيه، باعتبار أن «تيار المستقبل» شاء من شاء وأبى من أبى يمثل الأكثرية في الطائفة السنية إلى جانب تمثيله لمجموعات واسعة في باقي الطوائف».
وشدد المصدر على أن «تيار المستقبل» لا يناقش جعجع في تحالفاته السنية وغير السنية، فهذا شأن يعود له ولمن يرغب في الالتحاق به، غير أن إصراره على تجيير الأكثرية السنية له ولحزب «القوات»، هو جوهر البحث وموضوع النصيحة التي وجهها الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري.
ويأتي هذا السجال المستجد بين الحليفين السابقين قبل أشهر من الانتخابات النيابية حيث بدأت الأحزاب اللبنانية نسج تحالفاتها ما يطرح سؤالا حول هذه العلاقة وإمكانية تصويب مسارها من عدمه قبل حسم التحالفات.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».