لقاح تجريبي بالأنف يمنع الانتقال التنفسي لـ«كورونا»

منتجوه عدّوه «وسيلة فعّالة» لمواجهة الفيروس

عامل صحة يجهّز جرعة لقاح تعزيزية في بروكسل أمس (رويترز)
عامل صحة يجهّز جرعة لقاح تعزيزية في بروكسل أمس (رويترز)
TT

لقاح تجريبي بالأنف يمنع الانتقال التنفسي لـ«كورونا»

عامل صحة يجهّز جرعة لقاح تعزيزية في بروكسل أمس (رويترز)
عامل صحة يجهّز جرعة لقاح تعزيزية في بروكسل أمس (رويترز)

توصل فريق بحثي من قسم علم الأحياء الدقيقة ومختبر الدولة الرئيسي للأمراض المعدية الناشئة في كلية الطب بجامعة هونغ كونغ، إلى لقاح يتضمن توليفة يمكن أن تحفز الوقاية من عدوى «كورونا المستجد» في الأنف.
ونتج من جائحة مرض «كوفيد - 19»، الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، أكثر من 295 مليون حالة إصابة مع ما يقرب من 5.46 مليون حالة وفاة حتى الآن، ومع ذلك فإن اللقاحات المعتمدة لا توفر الحماية الكافية للغشاء المخاطي للوقاية من عدوى الأنف القوية.
ورغم أن اللقاحات الحالية قلّلت من معدلات دخول المستشفيات والخطورة والوفاة بشكل كبير، فإن هذه اللقاحات أقل فاعلية في منع انتقال الفيروس التنفسي، وهو ما وضع تحديات كبيرة لمكافحة الوباء، لا سيما مع الظهور المستمر لمتغيرات «كورونا المستجد» المثيرة للقلق، بما في ذلك الانتشار السريع لمتغير «أوميكرون».
وخلال دراسة منشورة في العدد الأخير من دورية «ذا لانسيت»، أبلغ الباحثون أن توليفة من لقاح الحمض النووي (PD1 - RBD - DNA)، ولقاح الإنفلونزا المعتمد على استراتيجية الفيروس الموهن (LAIV - HK68 - RBD)، نجحت في تحفيز الأجسام المضادة على نطاق واسع، وخلايا (CD8 T) للذاكرة المناعية المقيمة في الرئة، وأظهرت هذه التوليفة نجاحاً في نموذجين حيوانيين.
وأوضحت الدراسة، أنه تم تحفيز الأجسام المضادة الجهازية والمخاطية العالية (IgA) (IgG)، وخلايا الذاكرة متعددة الوظائف المقيمة في الرئة (CD8 T) بشكل أساسي عن طريق توليفة اللقاحات غير المتجانسة، مقارنة بأنظمة اللقاحات الحالية.
وعندما تم تعريض نموذجين من الفئران المحصنة للفيروس بعد 35 يوماً من التطعيم الثاني، تم تحقيق الوقاية من عدوى الفيروس القوية في الأنف بشكل أساسي، إلى جانب الحماية المتسقة في الرئتين، كما نجحت الأجسام المضادة الجديدة التي يسببها النظام العلاجي في تحييد العديد من المتغيرات الوبائية المثيرة للقلق التي تم اختبارها، بما في ذلك «ألفا» و«بيتا» و«دلتا»، وقدمت النتائج إثباتاً لمفهوم أن المناعة المخاطية القوية التي يسببها اللقاح ضرورية للوقاية من عدوى الأنف، والتي لها تأثير كبير على إنهاء جائحة «كوفيد - 19».
يقول هنري فوك، أستاذ الأمراض المعدية بقسم علم الأحياء الدقيقة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة هونغ كونغ بالتزامن مع الدراسة، إنهم يختبرون حالياً لقاح بخاخ الأنف المستند إلى لقاحي الإنفلونزا والحمض النووي في تجربة سريرية.
ويضيف، أن «التحدي الأكبر الذي يواجه تطوير لقاحنا، هو أنه ليس لدينا مصنع لتصنيع اللقاحات في هونغ كونغ؛ مما سيؤدي إلى تأخير ترجمة الاكتشاف العلمي إلى الاستخدام السريري، رغم تأكيد نتائج دراستنا على حقيقة أن استخدام التطعيم برذاذ الأنف لبناء الحماية في الجهاز التنفسي العلوي هو الاستراتيجية الرئيسية للحد من انتقال الفيروس والسيطرة على جائحة (كوفيد – 19)».


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».