كريستيز تشارك في المعرض العالمي للجواهر بالسعودية.. وتتلمس لها مكانا هناك

تعرض مجموعة من الساعات والجواهر الثمينة وحقائب اليد «الفينتاج»

ديفيد لينلي رئيس مجلس إدارة منطقة أوروبا والشرق الأوسط وروسيا والهند، بول هيويت مدير تنمية الأسواق بكريستيز ({الشرق الأوسط})
ديفيد لينلي رئيس مجلس إدارة منطقة أوروبا والشرق الأوسط وروسيا والهند، بول هيويت مدير تنمية الأسواق بكريستيز ({الشرق الأوسط})
TT

كريستيز تشارك في المعرض العالمي للجواهر بالسعودية.. وتتلمس لها مكانا هناك

ديفيد لينلي رئيس مجلس إدارة منطقة أوروبا والشرق الأوسط وروسيا والهند، بول هيويت مدير تنمية الأسواق بكريستيز ({الشرق الأوسط})
ديفيد لينلي رئيس مجلس إدارة منطقة أوروبا والشرق الأوسط وروسيا والهند، بول هيويت مدير تنمية الأسواق بكريستيز ({الشرق الأوسط})

المتابع للاهتمام المتنامي في السعودية للفن المتمثل في المعارض التي تقام وأسابيع الفن إضافة إلى ظهور مجموعة من المقتنين الذين يهتمون بجمع الأعمال الفنية القديمة والمعاصرة وأخيرا إقامة مركز الملك عبد العزيز لثقافات العالم المتوقع افتتاحه في الخريف المقبل. كل ذلك يطرح سؤالا حول مستقبل تلك الحركة وما يحمله المستقبل خاصة في مجال الاهتمام العالمي بها. وجانب من هذا الاهتمام العالمي تمثل في تغطيات صحافية للمعارض السنوية مثل معرض 20.39 الذي شهدت دورته الثانية في جدة نجاحا ملحوظا. أما الجانب الآخر من ذلك الاهتمام فهو توجه نظر دور المزادات العالمية نحو السعودية تحديدا بعد أن حطت رحالها وثبتت أقدامها في دول الخليج المجاورة، فهل تفتتح تلك الدور فروعا لها في السعودية قريبا؟
تبدو الاحتمالات قوية وخصوصا مع إعلان دار كريستيز عن مشاركتها في معرض الجواهر العالمي في جدة والرياض في نهاية الأسبوع حيث ستعرض مجموعة من الجواهر والساعات وأيضا حقائب اليد الفاخرة.
ولاستطلاع احتمال وجود كريستيز بشكل أكثر مباشرة في السعودية كان لنا حديث مع بول هيويت مدير تنمية الأسواق بكريستيز وديفيد لينلي رئيس مجلس إدارة منطقة أوروبا والشرق الأوسط وروسيا والهند. السؤال يظل معلقا في الهواء طوال المقابلة، ولكن الإشارات كلها تؤكد وجود رغبة واضحة من مسؤولي الدار في اختبار السوق السعودية. بول هيويت الذي يختار كلماته بحرص ودقة شديدة يشير إلى أهمية السعودية لأي شركة تتعامل مع منطقة الشرق الأوسط وأن لها «أهمية استراتيجية في نظرنا». ولكن شركة ضخمة مثل كريستيز لا تأخذ الأمور بتساهل فكل خطوة تدرس مسبقا ولا توضع على الأرض إلا إذا كان هناك مبرر قوي. الخطوات المبدئية المتمثلة في إقامة علاقات جيدة مع العملاء والمقتنين في المملكة موجودة حسب ما يشير هيويت، «منذ فترة ونحن نقيم علاقات مباشرة مع عملائنا في السعودية، ولكن ذلك يتم في الخارج سواء كان في دبي أو في لندن» ولكنه يعترف بأن «معدلات العلاقات المباشرة مع المقتنين السعوديين تعد أقل بكثير من تلك الذي كونتها في أسواق أخرى». حتى الآن كان التعامل بين الطرفين يعتمد على وجود مركز لكريستيز في دبي حيث حققت الدار مزادات ناجحة تجاريا في مجالات الفن العربي الحديث والمعاصر (يشمل أعمالا لفنانين سعوديين) والجواهر والساعات. وبالنسبة للسعودية كان الوجود الوحيد لكريستيز في رعايتها لمعرض إدج أوف آرابيا الذي أقيم في جدة في عام 2012 إلى جانب تكوين شبكة من العملاء والأصدقاء وتولية اهتمام خاص بالتوعية بالفن السعودي.
تبدو كل تلك الخطوات وكأنها محاولات لتلمس المكان الذي يمكن أن تشغله الدار في السعودية، وهو ما يؤكده هيويت بقوله إن مشاركة كريستيز في معرض الجواهر العالمي هذا الأسبوع تعد «تعريفا مبدئيا» بالدار في السعودية، وأن زيارته مع ديفيد لينلي المرافقة للمعرض ستمكنهما من «ملاحظة وفهم الخصوصية الثقافية للمجتمع السعودي».
ومن خلال جناح كريستيز في المعرض الدولي للجواهر سيتم عرض مجموعة من الجواهر والساعات الراقية وأيضا حقائب اليد الفاخرة. ولكن تلك المعروضات هي أيضا للتعريف بما تقدمه الدار في مزاداتها العالمية، «ليست معروضة للبيع» يؤكد بول هيويت. ويشير إلى أن المزاد الذي أقيم مؤخرا في باريس وضم حقائب يد فاخرة حقق نجاحا هائلا ولوحظ وجود واضح للمزايدين من السعودية عبر الإنترنت. ولهذا اتجهت الدار لعرض بعض الحقائب الفاخرة في جناحها بمعرض الجواهر في جدة والرياض لأنه «من الحكمة عند الدخول لسوق جديدة أن تبدأ بفئة محددة وتتدرج بعدها لتضم أكثر».
واستكمالا لـ«التقدمة الناعمة» سيقوم هيويت ولينلي بزيارة بعض العملاء والتعرف على آخرين وهو ما يقع تحت مسؤولية ديفيد لينلي بصفته رئيس مجلس الإدارة الفخري.
هل يمكننا الآن مناقشة احتمال افتتاح فرع لكريستيز في السعودية؟». أتساءل لمحاولة الوصول لإجابة أكثر وضوحا، يبتسم هيويت بدبلوماسية ويقول «بالتأكيد، أنا سعيد بمناقشة ذلك»، ولكنه يبتعد عن الإجابة المباشرة قائلا: «عدم وجود صفة تنفيذية لكريستيز في بلد ما لا يمنع تكوين علاقات قوية مع العملاء هناك». أما ديفيد فيقول إن خطوته القادمة هي «السفر في المنطقة للملاحظة والمراقبة والتعرف على الثقافة والبنية التحية إلى جانب التعرف على عملاء جدد» خصوصا أن «وجودنا في السعودية هو خطوة نحو سوق جديدة».
وعن طبيعة اقتناء الأعمال الفنية والتحف في السعودية يقول هيويت إنها تشمل مساحة ضخمة فهناك من يجمع ملصقات عن التزلج أو ملصقات لأفلام عربية قديمة أو المفروشات وبالطبع هناك جمع التحف الإسلامية والفن العربي المعاصر. وهنا يقول ديفيد: «الأمر هنا يأتي بالتدريج فأنا أذكر عندما زرت دبي للمرة الأولى لاحظت كيف تطورت فكرة الاقتناء».
وفي إشارة أخرى مبطنة لخطط الدار بالنسبة للسعودية يشير هيويت إلى أن وجود الصالات الفنية والمتاحف في منطقة الخليج جعل منها مكانا مناسبا لوجود أسواق الفنون، فيذكر أن دبي في عام 2006 عندما افتتحت كريستيز قاعتها هناك «كان هناك 5 صالات فنية، وهو مؤشر على حال الوسط الفني هناك. أعتقد أن وجود صالة مثل صالة (أثر) في جدة وصالات أخرى جديدة أمر رائع. كذلك من المهم ملاحظة إنشاء مركز الملك عبد العزيز لثقافات العالم في الظهران». بالنسبة للأساسات التي تؤشر على نشوء سوق فنية بالنسبة لهيويت فهناك 3 عناصر هامة، الأولى وجود جيل من الفنانين النشطين، الثاني وجود رعاة للفنون يملكون الوسائل لمساندة ورعاية الفنون وأخيرا وجود مشترين يهتمون بالاقتناء. «أعتقد أن العناصر الثلاثة موجودة بالفعل وإن كانت لم تنضم معا بعد، وإذا كان باستطاعتنا عن طريق التعليم أن ننقل بعضا من تجربتنا في الأسواق الأخرى إلى السعودية فسوف نفعل كل ما يمكننا لأن السوق السعودية للفنون جاهزة للانطلاق».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».