وسط انتشار المتحور «أوميكرون» من فيروس «كورونا» مع عودة الأطفال إلى المدارس بعد عطلة الأعياد، يشعر العديد من الآباء بالقلق والحيرة.
في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر (كانون الأول)، مثّل الأطفال دون سن 18 عاماً 17 في المائة من حالات «كورونا» في الولايات المتحدة، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 325 ألف حالة، وفقاً لبيانات من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال.
وبينما يحاول الآباء التعامل مع المتحور الجديد، هذا ما عليك معرفته فيما يرتبط بالفيروس والأطفال، وفقاً لتقرير لشبكة «إيه بي سي نيوز»:
* هل أوميكرون أكثر خطورة على الأطفال؟
يقول العلماء إن متغير «أوميكرون» أكثر قابلية للانتقال، ومن الممكن أن يسبب المزيد من الأمراض الخفيفة. لا يوجد دليل حتى الآن على أنه يؤثر على الأطفال بشكل مختلف.
يرجع السبب الرئيسي لوجود مثل هذه الأعداد الكبيرة من حالات «كورونا» بين الأطفال حالياً إلى حقيقة أن متغير «أوميكرون»، الذي يبدو أنه أكثر قابلية للانتقال من المتغيرات السابقة، يزيد الحالات بين الجميع، ليس فقط بين الأطفال، وفقاً للدكتور ناثانيال بيرز، طبيب أطفال في مستشفى الأطفال الوطني ورئيس نظام الرعاية الصحية «إتش سي إس».
أوضح بيرز أن السبب الآخر الذي يجعل الأطفال يعانون حالياً من حجم أكبر من المعتاد لحالات «كورونا»، يتعلق إلى حد كبير بحقيقة أن عدداً أقل من الأطفال يتم تطعيمهم.
*هل التطعيم مهم لمحاربة «أوميكرون»؟
الإجابة هي «نعم»، وفقاً لبيرز وخبيرين إضافيين تحدثوا مع «إيه بي سي نيوز»، الدكتور ستانلي سبينر، كبير المسؤولين الطبيين ونائب الرئيس لطب الأطفال في تكساس، والدكتور داني بنجامين، أستاذ طب الأطفال في جامعة ديوك.
قال سبينر: «نحن نعلم أن التطعيم سيقلل من المخاطر التي يتعرض لها طفلك»، مشيراً إلى أن الأطفال الذين يتم تطعيمهم ضد «كورونا» عادة ما يكون لديهم مرض أقل خطورة. وأوضح: «اللقاح آمن جداً جداً».
*هل يحتاج الطفل إلى ارتداء قناع واقٍ في المدرسة؟
قال الخبراء الثلاثة إن الإجابة هي «نعم» أيضاً، حيث يجب على كل شخص فوق سن الثانية، بما في ذلك أولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل، ارتداء أقنعة داخل الأماكن العامة، مثل محلات البقالة ومراكز التسوق والمدارس.
لا يبدو أن أقنعة القماش تحمي من «أوميكرون»، وفقاً لبيرز، الذي أضاف أن ارتداء قناع القماش، خاصة بالنسبة للأطفال، لا يزال أفضل من عدم ارتداء القناع على الإطلاق.
وقال بيرز: «كلما زادت جودة الأقنعة، كان ذلك أفضل لتقليل انتشار الفيروس... لذا أقنعة القماش أفضل من لا شيء، الأقنعة الجراحية أفضل من أقنعة القماش، (كي إن 95) أفضل من الأقنعة الجراحية و(إن 95) أفضل من (كي إن 95)».
*كيف نعرف ما إذا كان الطفل مصاباً بـ«كورونا» أو نزلة برد أو الإنفلونزا؟
لسوء الحظ بالنسبة للوالدين، فإن أعراض «أوميكرون» - بما في ذلك التهاب الحلق وسيلان الأنف والصداع والحمى والسعال - تشبه أعراض الإنفلونزا ونزلات البرد الشائعة بشكل خاص في هذا النوع من العام.
حتى إذا كان الطفل يعاني من أعراض بسيطة، مثل سيلان الأنف، يجب على الوالدين إجراء اختبار «كورونا» للطفل.
وقال بيرز: «حتى الطفل المصاب بهذه الأعراض الخفيفة لا ينبغي أن يذهب إلى المدرسة حتى تثبت الاختبارات أنه ليس مصابا بكورونا»، مضيفاً أنه حتى بدون الفيروس، يجب على الطفل البقاء في المنزل حتى تتحسن الأعراض.
وتابع: «من المهم أن نفعل كل ما في وسعنا لحماية أنظمة الرعاية الصحية لدينا لأولئك الذين يحتاجون إليها حقاً من خلال التأكد من بقائنا في المنزل».
*ماذا نفعل إذا كان الطفل مصاباً بـ«كورونا»؟
يجب على الأطفال الذين ثبتت إصابتهم بـالفيروس أن يتم عزلهم قدر المستطاع، اعتماداً على أعمارهم. إذا كان الأطفال أصغر من أن يتم عزلهم، فيجب على العائلات التفكير في ارتداء أقنعة الوجه في المنزل لتقليل انتشار المرض، وفقاً لسبينر.
أوضح سبينر أنه بمجرد أن تأتي نتيجة فحوصات الطفل إيجابية، يجب على الوالدين مراقبة الطفل عن كثب بحثاً عن أي أعراض تزداد سوءاً والاتصال بطبيب الطفل حسب الحاجة.
وقال إن العلاجات المنزلية لطفل مصاب بـ«كورونا» تشمل الأدوية النموذجية لعلاج أعراض مثل الحمى وسيلان الأنف.
*هل يمكن للطفل المشاركة في الأنشطة الرياضية وسط انتشار «أوميكرون»؟
عندما يتعلق الأمر بالمدرسة وأنشطة ما بعد المدرسة، قال الخبراء إن العائلات بحاجة إلى إعطاء الأولوية لما هو أكثر أهمية واتخاذ الاحتياطات وفقاً لذلك في أجزاء أخرى من حياتهم.
قال بيرز إن أولاده المراهقين، على سبيل المثال، يمارسون الرياضة، لذلك تتخذ الأسرة الاحتياطات حتى يتمكنوا من الاستمرار في ممارسة الرياضة التي يحبونها.
وتابع: «لدينا الكثير من المحادثات في عائلتنا حول أهمية النشاطات، وظروف اللعب، مما يعني ارتداء أقنعتهم أثناء التدريب... هذا يعني عدم الذهاب إلى المطاعم بالقدر نفسه في عائلتنا لأنه من الأهمية بمكان أن يتم منح أطفالنا الفرصة لممارسة الرياضة في حياتهم».