كشفت بروتوكولات قديمة للحكومة الإسرائيلية في سنة 1975 أن نقاشات حادة دارت في اجتماعاتها بخصوص مشروع بناء الاستيطان في بداياته. وبيّنت أن رئيس الوزراء إسحاق رابين، الذي كان يعدّ في ذلك الوقت يمينياً متشدداً في حزب العمل الحاكم، كان يعارض هذا الاستيطان، لكن الغالبية سارت وراء وزير الدفاع، شمعون بيريس، الذي كان يعتبر معتدلاً.
ودلت هذه البروتوكولات، التي نشرت أمس (الثلاثاء)، على أن رابين تفوه ضد هذا الاستيطان، وعدّه خطأ فاحشاً من الناحية الاستراتيجية، وأن إسرائيل ستدفع ثمنه باهظاً لأنه يفرض أمراً واقعاً على الأرض من شأنه أن يعرقل أي مفاوضات مع العرب. لكن بيريس اعتبره أداة في المفاوضات تضمن عدم إقامة دولة فلسطينية، وتحفظ لإسرائيل حدوداً آمنة، معتبراً المستوطنات «خط دفاع أمنياً عن إسرائيل».
يذكر أن عدد المستوطنات في ذلك الوقت كان قليلاً ولم يزد عدد المستوطنين عن بضع مئات، وكانت الحكومة الإسرائيلية تمتنع عن الاعتراف بالشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، وكانت تسعى لتسوية الصراع مع الأردن بحيث تكون الضفة الغربية مربوطة بالمملكة، وفشلت في تجنيد قيادات فلسطينية محلية إلى هذا الحل، وكانت المناطق المحتلة خاضعة للحكم العسكري، وبيريس، بوصفه وزير دفاع تولى المسؤولية الحكومية الإدارية عنها.
رابين «المتشدد» منع الاستيطان وبيريس «المعتدل» فرضه
رابين «المتشدد» منع الاستيطان وبيريس «المعتدل» فرضه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة